الديمقراطيون يستعيدون السيطرة على الكونغرس
بلغت الحملة الانتخابية ذروتها في الولايات المتحدة وتبادلت إدارة الرئيس جورج بوش والمعارضة الإتهامات في موضوع العراق وبدأت الأقلية الديموقراطية تعبر، بعد فترة من الحذر، عن ثقتها بإمكان سيطرتها على مجلس النواب خلال الإنتخابات النصفية الأميركية المقررة في السابع من تشرين الثاني الجاري، وخصوصاً بعدما أظهرت استطلاعات تقدم الديموقراطيين في المنافسة على 12 من 15 مقعداً يسيطر عليها الجمهوريون حالياً.
وارتفعت نسبة التفاؤل لدى الديموقراطيين بعدما تراجع الجمهوريون أول من أمس عن ثلاثة سباقات باهظة التكاليف وشديدة المنافسة في ولايات بنسلفانيا وكولورادو وأوهايو، فضلاً عن الإستطلاعات التي تفيد أن الرأي العام الأميركي غير راض عن أداء بوش وعن الحرب في العراق. كما أن الزيادة الكبيرة في جمع التبرعات تسمح للديموقراطيين بنشر مزيد من الإعلانات التلفزيونية، وتالياً تحقيق مزيد من المكاسب في يوم الإنتخابات.
وصرح خبير الإستطلاعات لدى الحزب الديموقراطي مارك ميلمان بأنه ما من انتخابات كانت فيها شعبية الرئيس أقل من 40 في المئة "ولم يخسر حزبه 15 مقعداً" يحتاج اليها الديموقراطيون للسيطرة على الكونغرس. وتراوح شعبية بوش بين 35 وأقل من 40 في المئة حالياً.
وعلى رغم هذه التطورات، أبلغت زعيمة الديموقراطيين النائبة نانسي بيلوسي ورئيس الحملة الإنتخابية النائب راهم ايمانويل الى مساعديهما ضرورة تلافي توقعات النصر قبل فرز الأصوات.
وقال بيل بورتون من الحملة الديموقراطية إن "أي شخص منخرط في السياسة منذ عشر سنين يمكنه أن يقول إنه طوال أسبوع يبقى أمامك أسبوع طويل". وأضاف: "نحن بالتأكيد لا نعتبر أي شيء مضموناً".
كذلك يقول الجمهوريون إنه قبل أسبوع من الحملات الإنتخابية، يخطىء الديموقراطيون في الإحتفال قبل الأوان. ويلاحظون أن غالبية السباقات لا تزال متقاربة جدا، وأمام الجمهوريين فرص كثيرة لسحب عدد من المرشحين والاحتفاظ بالغالبية الجمهورية في الكونغرس.
وفي محاولة لإقناع المتحفظين بالتصويت، يواصل بوش ونائب الرئيس ديك تشيني والزعماء الجمهوريون هجومهم على الديموقراطيين لتفضيلهم سياسة الإنسحاب من العراق وزيادة الضرائب في البلاد.
واتهم البيت الأبيض والغالبية الجمهورية المرشح السابق للرئاسة جون كيري باهانة العسكريين المنتشرين في العراق، بقوله أمام طلاب في لوس انجلس انه "يجب الاستفادة من الدراسة الى الحد الأقصى والدرس باجتهاد والقيام بالفروض وبجهد كي تكونوا أذكياء وتبرعوا وإلا فستجدون انفسكم عالقين في العراق".
واستغل بوش هذه العبارة وقال إن "أفراد جيش الولايات المتحدة أذكياء وشجعان وهم يستحقون الاعتذار من سناتور ماساتشوستس".
ورد كيري: "من عليه أن يعتذر لقواتنا هو جورج بوش وديك تشيني اللذان قادا الأميركيين خطأ الى هذه الحرب".
كما صرح الناطق باسم البيت الأبيض طوني سنو بأن كلام كيري "إهانة كبرى". ورأى زعيم الغالبية في مجلس النواب جون بونر أن "تعليقات كيري خالية من الاحترام وتهين الرجال والنساء الذين يخدمون الجيش والذين يستحقون أفضل من تقليل سناتور اميركي اهمية خدمتهم" حين يخاطرون بحياتهم.
ورد كيري على ذلك منتقداً "الذين لم يرتدوا البدلة العسكرية في حياتهم وهم يكذبون ويشوهون بطريقة واضحة تصريحات أولئك الذين أدوا الخدمة العسكرية". ونفى أن يكون وجه اهانة الى القوات الاميركية قائلاً إن "من يعتقد أن مقاتلاً سابقاً ينتقد اكثر من 140 ألف بطل يؤدون الخدمة في العراق بدلاً من انتقاد الرئيس الذي وضعنا في هذه الورطة، يكونون قد فقدوا صوابهم".
وتظهر حدة الجدل واحتدامه المرارة التي تسجل في الأسبوع الاخير من الحملة الانتخابية، فيما يخشى بوش أن يضطر الى تعايش صعب في السنتين الاخيرتين من ولايته الرئاسية.
وأظهر استطلاع للرأي أجرته وكالة "رويترز" ومؤسسة زغبي أن الديموقراطيين يحرزون تقدماً في الحملة الإنتخابية الأميركية بمعدل يصل الى 12 من 15 مقعداً يسيطر عليها الجمهوريون في مجلس النواب.
وبيّن الاستطلاع أن الجمهوريين يناضلون كي لا يخسروا الغالبية للمرة الأولى منذ عام 1994.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد