الذهب يرتفع إلى مستوى قياسي جديد مع معاناة الدولار

ارتفع سعر الذهب بنسبة 5ر1 بالمئة ليجري تداوله مقتربا من أعلى مستوياته على الإطلاق مع هبوط سعر الدولار بشكل عام قبل اجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي لتحديد السياسة النقدية.

وذكرت رويترز أن سعر الذهب ارتفع في التعاملات الفورية إلى 40ر1017 دولارا للأوقية "الأونصة" فيما ارتفع سعر الفضة إلى 20ر17 دولارا للأونصة مقارنة مع 80ر16دولارا للأوقية أمس.

وسجل البلاديوم 50ر299 دولارا للأونصة أما البلاتين فبلغ سعره 1328 دولارا.

الدولار يعاني في ظل الأزمة الاقتصادية

ويعاني الدولار الأمريكي الكثير من المشاكل في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية بعد أن حالفه الحظ طوال العقود الثمانية الماضية.

وقالت قناة "الجزيرة" في تقرير لها إن العملة الأمريكية سرعان ما تراجعت سريعاً مع مشروع الإدارة الأمريكية في تنفيذ خطط انقاذ مالية واقتصادية وتبني سياسات نقدية صارت تعنى من الناحية العملية طباعة تريليونات من أوراق البنكنوت واقتراض المزيد من المال من الداخل والخارج.

وأضاف التقرير أن هذه الخطة أسفرت عن تفاقم عجز ميزانية أكبر اقتصاد في العالم وهو العجز الذي قد يصل إلى 9 تريليونات دولار على مدار عشر سنوات وذلك مع تنامي حجم الدين العام الذي قفز إلى أكثر من11 تريليونا ونصف تريليون دولار حيث أن طرح الدولار كعملة احتياط عالمية دفع القوى الاقتصادية الكبرى في العالم وفي مقدمتها الصين وروسيا للمطالبة جهرا بعملة احتياط عالمية.

وأوضح التقرير أن الدولار شهد واحدا من أشد موجات تقلباته منذ اندلاع الأزمة المالية العالمية في منتصف أيلول الماضي إذ كان يبدو أحد أكثر الألغاز الاقتصادية غموضا إبان أسوأ إعصار مالي يعصف بالمشهد الاقتصادي العالمي منذ الكساد الكبير في ثلاثينيات القرن الماضي حيث كان من المفترض نظريا أن يهوي سعر صرف هذه العملة في ذروة الأزمة بوصفها أزمة أمريكية الجذور والفروع لكون فاتورتها الكبرى أيضا أمريكية الهوية ولكن في أسواق العملات العالمية التي يبلغ حجم تعاملاتها اليومية أكثر من 3 تريليونات دولار وخلال أشد أيام هذه الأزمة سوادا كان الدولار يحلق قرب أعلى مستوياته منذ 16 عاما أمام 6 عملات رئيسية. واشار التقرير إلى أن هناك عدة عوامل تضافرت فيما بينها لتحول دون وقوع هذا السيناريو ويأتي في مقدمة هذه العوامل الطلب العالمي الهائل على السيولة الدولارية من جانب البنوك المركزية الكبرى لضخ مليارات الدولارات في شرايين القطاعات المصرفية للحد من أزمة السيولة العالمية الخانقة كما غذى هذا الطلب مساعي لتمويل خطط الحفز الاقتصادي العالمي التي وصلت قيمتها إلى حوالي 5 تريليونات دولار.

ولفت التقرير إلى ان بعض الدول تطالب بعملة جديدة تحل محل العملة الأمريكية إلا أن هناك من يستبعد عثور العالم على وريث سريع يحل محل هذه العملة التي تهيمن على المنظومة النقدية العالمية منذ 60 عاما والتي طالما شكلت رمزا لنظام عالمي أحادي القطبية في وجهيه السياسي والاقتصادي.

المصدر: وكالات