الرئاسة اللبنانية بوابة لعودة علاقات فرنسا مع سوريا
تشير الاتصالات الفرنسية رفيعة المستوى مع سوريا على أن البلدين يتجهان إلى تجاوز مرحلة القطيعة التي عرفها عهد الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك على سوريا.
وكما كان الملف اللبناني وراء الخلاف الفرنسي السوري الشديد يبدو أن إعادة تطبيع تلك العلاقات يأتي عبر نفس الملف الخاص بالانتخابات الرئاسية.
وتجسدت الإشارات الأولى لعودة الدفء بين البلدين عبر سلسلة اتصالات ولقاءات لموفد الخارجية الفرنسية برنارد كوسران والمستشارين الرئاسيين كلود غيانت وجان ليفيت مع الرئيس بشار الأسد.
وبلغت تلك الاتصالات ذروتها باتصال الرئيس نيكولا ساركوزي بنظيره بشار الأسد للبحث في الاستحقاق اللبناني، كما أعلن عن زيارة لوزير الخارجية وليد المعلم الى باريس تلبية لدعوة نظيره برنار كوشنير في الأسبوع الثاني من الشهر الجاري.
وتترقب دمشق بإيجابية انطلاقة مهمة في علاقات البلدين أملا بتحطيم -يراه السوريون أنه بدأ فعلا- لجدران العزلة الأوروبية المفروضة عليهم.
ويقول وزير الإعلام السابق مهدي دخل الله إن التغيير جاء من باريس وليس من دمشق، مشيرا إلى أن الرئيس ساركوزي اتخذ مواقف تختلف تماما عن مواقف سابقه شيراك.
وأضاف أن البلدين توصلا إلى تفاهم مشترك حول لبنان استند على ست نقاط، أهمها دعم مرشح توافقي ودعم المبادرات القائمة للحل وعدم وجود أسماء لمرشحين من جانب أي من البلدين.
وقال إن ذلك الموقف الفرنسي موضع تقدير من بلاده لأنه تجاوز الشخصانية في التعامل مع دمشق وأنهى المقاطعة الفرنسية لقوى المعارضة اللبنانية بعدما دعت باريس تلك القوى إلى المؤتمر الموسع في إحدى ضواحي باريس كما أنه ابتعد عن الموقف الأميركي.
ويؤكد الخبير في الشؤون الفرنسية جهاد يازجي وجود تحرك فرنسي جديد نحو سوريا عبر البوابة اللبنانية.
وأضاف يازجي أن الفرنسيين باتوا أكثر وعيا بعمق تأثير سوريا في لبنان عبر أصدقائها وحلفائها والتواصل العميق تاريخيا وجغرافيا واجتماعيا.
وقال إن باريس تدرك اليوم أنه لا يمكن تمرير أي رئيس دون المرور بدمشق التي لم يعد لها أي وجود عسكري أو أمني في لبنان.
وكانت سوريا أعلنت دعمها للمبادرة الفرنسية للحل في لبنان والمتمثلة في قائمة من ستة أسماء رشحهم البطريرك الماروني نصر الله صفير قبل فشل تلك المبادرة.
ورغم أهمية الملف اللبناني في علاقات البلدين تأخذ دمشق على باريس تعاطيها معها من هذا الباب. ويقول دخل الله إن علاقات البلدين يجب ألا ترتبط بالأزمة اللبنانية أو غيرها بل على العكس.
ويوضح أن العلاقات الوثيقة بين البلدين قادرة على حل كثير من المشاكل والقضايا بمعنى أن العلاقات بينهما يجب أن تكون بمنأى عن أي بلد آخر.
ويؤيد يازجي تلك النظرة متوقعا أنه سيتم تجاوزها في الفترة القليلة المقبلة، مضيفا أن العلاقات مقبلة على تغييرات مهمة.
وكشف عن وجود تركيز كبير على المجال الاقتصادي عبرت عنه مجموعة من الشركات الفرنسية الراغبة بالعودة للعمل في سوريا.
وذكر أن ممثلين عن تلك الشركات سيأتون إلى سوريا مطلع العام المقبل لبحث فرص العمل مع جملة القوانين الاقتصادية الأخيرة في سوريا.
كما كشف يازجي عن زيارات لشخصيات سياسية فرنسية إلى دمشق منها زيارة رئيس لجنة الصداقة السورية الفرنسية في مجلس النواب بعد أسابيع قليلة.
محمد الخضر
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد