السودان: الخرطوم تشتكي الجنوب لدى مجلس الأمن
قالت وزارة الخارجية السودانية يوم الثلاثاء إنها قدمت شكوى رسمية لمجلس الامن متهمة جنوب السودان بالتسبب في عدم استقرار ولاية جنوب كردفان الغنية بالنفط.
وقال متحدث باسم الوزارة لوكالة رويترز إن الشكوى تتهم جنوب السودان بالتسبب في زعزعة الاستقرار وتعطيل السلام وعرض المساعدة لجماعات المتمردين في ولاية جنوب كردفان.
وكانت منظمات مدافعة عن حقوق الانسان قد اتهمت الحكومة السودانية بارتكاب فظاعات في ولاية جنوب كردفان قد ترتقي الى مستوى "جرائم حرب".
وقالت منظمة هيومان رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية الثلاثاء إن بعثة من المنظمتين زارتا الولاية لمدة اسبوع وخلال الزيارة شاهدت طائرات حربية سودانية تقصف يوميا القرى والمزارع في الولاية.
وكانت البعثة شاهدا على عمليات قصف جوي في 14 و19 و22 اغسطس/اب الجاري فيما قام الفريق بتقصي اجمالي 13 غارة جوية في كاودا ويلامي وكورشي اسفرت عن مقتل 26 شخصا واصابة 45 اخرين منذ اواسط اواسط شهر يونيو/حزيران الماضي دون ان يكون هناك نشاط عسكري للمتمردين في المناطق المستهدفة.
وطلب كبير مستشاري منظمة العفو المجتمع الدولي الى التحرك العاجل لمعالجة الوضع هناك واضاف "ان الهجمات الجوية التي تستهدف المدنيين وتقييد تحركات منظمات الاغاثة في جنوب كرودفان اشبه ما تكون بمثابة جرائم حرب وجارئم ضد الانسانية.
وكانت زيارة البعثة قبل اعلان الرئيس السوداني عمر حسن البشير عن وقف لاطلاق النار في 23 من الشهر الحالي من طرف واحد في الولاية لمدة اسبوعين.
يذكر ان الاشتباكات بين جيش الشمال ومقاتلي الحركة الشعبية من ابناء منطقة النوبة منذ شهر /حزيران الماضي قد ادت الى تشريد نحو 700 الف شخص ومقتل عدد كبير.
وقد اندلعت الاشتباكات عندما حاولت الحكومة الشمالية نزع سلاح المقاتلين من ابناء المنطقة بعد الانتخابات التي شهدتها الولاية في شهر يونيو الماضي.
وتنفي الحكومة السودانية اتباع سياسة تطهير عرقي ضد ابناء النوبة المتعاطفين مع ابناء جنوب السودان.
من جهة اخرى اعلن مسؤول في الجيش السوداني ان القتال في الولاية قد تراجع الى حد بعيد خلال شهر رمضان.
كما ان من المستحيل معرفة ما يجري على ارض الواقع في الولاية بسبب منع الحكومة دخول وسائل الاعلام والدبلوماسيين الاجانب اليها بينما تقيد حركة موظفي الامم المتحدة.
وقد حظرت الحكومة على منظمات الاغاثة العمل في الولاية واشترطت ان تسلم المساعدات الى الهلال الاحمر السوداني ليقوم بدوره بتوزيعها على ابناء الولاية.
واشار تقرير اعدته الامم المتحدة عن الاوضاع في الولاية الى احتمال وقوع جرائم حرب في الصراع في الولاية من قبل طرفي الصراع وخاصة من جانب الجيش الذي اتهمه التقرير بالقيام بعمليات اعدام ميدانية وشن هجمات وقصف جوي على الاحياء السكنية.
وكانت الأمم المتحدة قد اتهمت الحكومة السودانية بشن "حملات قصف مكثفة"، على المناطق شمال الحدود مع السودان الجنوبي.
من جانبه، اتهم وزير الخارجية السوداني علي احمد كرتي وزير حكومة الجنوب بمعاداة جارتها الشمالية.
ونقلت وكالة سونا السودانية الرسمية للانباء عن كرتي قوله "كنا اول من اعترف باستقلال جنوب السودان ومددنا ايدينا للجنوبيين."
المصدر: BBC
إضافة تعليق جديد