الشباب قنبلة موقوتة في الشرق الأوسط
في تعليق لها على ما أسمته "قنبلة ديمغرافية موقوتة في الشرق الأوسط" كتبت فايننشال تايمز أن القنابل العادية والعنقودية في الشرق الأوسط أمر عادي. لكن التحدي الإستراتيجي الأكثر تثبيطا الذي يواجه الدول العربية هو تزايد أعداد الشباب.
فقد أشار تقرير خاص للصحيفة هذا الأسبوع إلى أن نحو ثلثي العرب هم دون الخامسة والعشرين وأكثر من واحد من كل أربعة منهم لا عمل له، وذلك في منطقة تنوء بالاضطراب بالإضافة إلى أسوأ معدلات توظيف في العالم.
وقال إن دراسة للبنك الدولي عن الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قدرت منذ خمس سنوات أن المنطقة ستكون مطالبة بإيجاد ما بين 80 و90 مليون فرصة عمل في عام 2020.
وأضاف أن المستقبل قد يصبح باهتا جدا، ليس فقط للمنطقة بل للعالم، إذا لم يؤت التحول الجيلي المطلوب لمواجهة هذا التحدي ثماره ولو بالنزر اليسير من النجاح. وهذا التحول إلى ما هو أفضل ليس قاصرا على الاقتصاد فقط.
فمن الواضح أن الحكومات العربية تحتاج إلى عمل أشياء كالاستثمار أكثر في البنى التحتية وبلورة إطار استثمار معاصر، كما فعلت بعض دول الخليج.
وأشارت فايننشال تايمز إلى ثلاث مشاكل ملحة تواجه العرب، هي نظام التعليم المخيف، والاستبداد السياسي، وغياب حكم القانون، وكلها مترابطة.
فالاستبداديون العرب غالبا ما يسعون لشرعية سياسية من خلال تحالفات مع المؤسسات الدينية التي يفوضون أمر أنظمة مدارسهم (والعدل أحيانا) إليها.
فمصر على سبيل المثال تفرخ خريجين وليس هناك أمل في الحصول على وظيفة، وتصدر المعلمين ولكنها تبدو عاجزة عن رفع مستويات المدارس حتى صار التعليم استظهارا روتينيا بدون فهم، والإسلاميون يحرضون الأطفال.
وقالت الصحيفة إن الإصلاح الاقتصادي بدون تغيير سياسي يصل بالعرب إلى طريق مسدود، وهو محاولة كئيبة لمحاكاة النموذج الصيني. كما أن هيمنة المصالح المخولة للمؤسسة العسكرية والمخابرات تقتل في النهاية الابتكار والتجديد بنفس الطريقة التي يكبت بها نظام التعليم التفكير النقدي والمبادرة.
خلاصة القول: مقياس التقدم الذي تحتاجه المنطقة لن يتأتى مع استمرار الحكم الاستبدادي.
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد