الشيخ "سعدالدين غِية": راتب "الجهادي" في سوريا 200 دولار
توقف الكاتب في صحيفة لوفيغارو "جورج مالبرونو" عند التطورات الأمنية في سوريا ودخول تنظيم القاعدة على خط المواجهات الدائر بين النظام والمعارضة، وأجرى حوارات مع شخصيات عديدة منهم الشيخ "سعدالدين غِية" الذي قال إن راتب "الجهاديين في سوريا يصل إلى 200 دولار أمريكي".
وبحسب معلومات حصل عليها الكاتب فإن الإعلان عن مقتل اللبنانيين "عبد الغني جوهر" و "وليد البستاني" في سوريا نهاية شهر إبريل الفائت كسر جدار الصمت حول هذا الموضوع.
وبحسب معلومات الصحيفة فإن عشرات ممن وصفتهم بـ"المجاهدين" الأجانب قتلوا في سوريا من بينهم ثلاثة تونسيين وثلاثة أردنيين ومصريان إثنان.
واستطرد "مالبرونو" أنه أثناء التحقيق في قضية "محمد المراح" في فرنسا والذي قتل عدد من الجنود الفرنسيين وثلاثة يهود أمام مدرسة قبل أن يُقتل على يد الشرطة الفرنسية، في تلك الأثناء وصل خمسة فرنسيين الى مطار بيروت للإنتقال الى سوريا للقتال وقد سمح الأمن العام اللبناني لهم بالإنتقال الى حيث يريدون ثم أوقفهم على الحدود اللبنانية مع سوريا وسلّمهم الى الإستخبارات الفرنسية التي أعادتهم الى باريس.
وتتابع "لو فيغارو" أن مقاتلين ليبيين سابقين ممن قاتلوا ضد قوات القذافي، انتقلوا بدورهم الى سوريا للقتال بتشجيع من جهات قطرية، وهم باتوا القوة الأساس الى جانب آخرين لبنانيين وسعوديين وبعض الجزائريين وثلاثة باكستانيين ينتشرون في بلدة "جرجناز" السورية على الحدود مع تركيا.
وفي بداية العام دخل الكثير من العراقيين مع كميات كبيرة من الأسلحة من بينها قاذفات صواريخ، لكن العشائر السورية المقيمة على الحدود طردتهم من مناطقها وهم حاليا يتمركزون في مناطق جبلية من إدلب، القريبة من تركيا، مستفيدين من ضيافة بلدات أهملتها الحكومة المركزية في دمشق.
وينقل الكاتب عن "سلفي" سوري تحدث معه عبر موقع سكايب أن المقاتلين الليبيين يعملون كخبراء عسكريين، وأن مقاتلين أجانب آخرين انتقلوا الى بلدة القصير القريبة من الحدود مع لبنان.
ولكن منذ تصفية "بستاني" لم يعد السلفيون المنتشرون في القصير يقبلون الى جانبهم إلا مقاتلين لبنانيين أو فلسطينيين وافدين من مخيمات في لبنان.
وتقول الصحيفة الفرنسية: مسيرة "بستاني" الذي قاتل في صفوف فتح الإسلام تُظهر أهمية سوريا في إستقطاب المتشددين. فـ"البستاني" الذي كان سجينا بسبب مشاركته في هجوم ضد الجيش اللبناني، فر من سجنه الصيف الفائت، ثم إنتقل الى حمص في سوريا، لكنه سرعان ما إصطدم بأبناء المنطقة بسبب سلوكه. وفي هذا الإطار تنقل الصحيفة عن الشيخ "سعدالدين غِية" أن"بستاني" خطف مسيحيين إثنين وطلب فدية من أهلهما الذين لم يكونا قادرين على دفعها، فتدخل كاهن البلدة والجيش السوري الحر معه لإطلاق سراحهما فتوتر الوضع بين الجانبين الى إنتهى الأمر بأن قتل "البستاني" إثنين من الثوار السوريين وهو ما أدى الى تصفيته على يد مجموعة من الثوار السوريين.
ويتابع الكاتب أن هذا الحادث يعكس التوتر القائم بين الثوار السوريين و"الجهاديين". وتنقل الصحيفة عن المعارض السوري "هيثم المنّاع" أن الثوار في درعا طردوا السلفيين منها بعدما فجّر "كويتي" سيارة في درعا أدت الى مقتل ثلاثة شبان من أبناء المدينة.
وعن الجهات التي تموّل الجهاديين في سوريا أشارت الصحيفة الى أنه بوجود أربعين مسجدا للسلفيين في طرابس، شمال لبنان، أصبحت المدينة صلة الوصل بين جمعيات خيرية في الخليج والسلفيين في سوريا، من بينها مؤسسة "العيد" الخيرية التي يديرها السعودي سِفر الحَوَالي ونائب رئيس الجمعية الكويتي وليد الطبطبائي وأمينها العام القطري عبدالرحمن النعيمي.
ويروي الشيخ "غية" للصحيفة انه عندما ذهب الى أفغانستان في العام 1997 دفعت له جهات سعودية أول مرة مبلغ خمسة آلاف دولار وفي المرة الثانية ثمانمئة دولار شهريا. ويتابع "غية": "أما في سوريا فالدفع يكون جيدا في حال نُفّذت عملية إنتحارية وإلا فـ"الجهاديون" لن يحصلوا على اكثر من مئتي دولار في الشهر، وهذا ما يُفسّر الهجوم على بعض المنازل العلوية الموالية للأسد، بحسب تعبيره.
وتتابع لو فيغارو ان بعض المبعوثين اللبنانيين الآتين من الخليج يسلّمون المال مباشرة الى سلفيين سوريين يأتون الى طرابلس، وأحيانا يتولى نقل المال وسطاء.
"جورج مالبرونو" أشار الى قلق بعض الدول الغربية الداعمة للمعارضة السورية من إزدياد مخاطر المتشددين في سوريا وكشف أن وثيقة صادرة عن الإستخبارات الفرنسية بتاريخ 22 إبريل من العام 2010 تُثبت أن "عبد الغني جوهر" وقبل أن ينتقل الى صفوف المقاتلين ضد نظام الأسد كان خبيرَ متفجرات يعمل على إستهداف مواكب قوات اليونيفل الفرنسية المنتشرة في جنوب لبنان.
ويتابع "مالبرونو" منذ أشهر عدة، بات مسؤولون أميركيون يُنبّهون من إحتمال قيام "محور للجهاديين" يربط طرابلس اللبنانية بمنطقة الأنبار في العراق، مرورا بسوريا.
المصدر: سيريا بولتيك
إضافة تعليق جديد