الصدر يعلن تجميد جيش المهدي ويوقف نشاطه ضد الأمريكيين
جمد الزعيم الشيعي مقتدى الصدر يوم أمس الاربعاء أنشطة ميليشيا جيش المهدي التابعة له بعدما أدت معارك بالاسلحة في مدينة كربلاء الى مقتل 52 شخصا وأجبرت مئات الالاف من الزوار الشيعة على الفرار من المدينة.
وسئل معاون رفض الافصاح عن اسمه عما اذا كان ذلك يعني عدم مهاجمة القوات الامريكية فقال "جميع أنواع الاعمال المسلحة ستجمد.. من دون استثناء."
واندلعت المعارك بكربلاء فيما يبدو بين أكبر جماعتين شيعيتين في العراق هما أتباع الصدر وجيش المهدي التابع له من جهة ومنافسه المجلس الاعلى الاسلامي العراقي من جهة أخرى اذ تسيطر منظمة بدر الجناح المسلح للمجلس على الشرطة في أغلب مناطق جنوب البلاد.وقال معاون اخر "ان الهدف هو استبعاد العناصر السيئة التي يعتقد أنها منخرطة في صفوف جيش المهدي وتعمل لمصلحتها الخاصة.. من أجل اَرار بسمعة جيش المهدي."
وقال محللون ان اختبار الشهور الستة سيكون لما اذا كان مقاتلوه سيطيعون أوامره لانه لم يعد من الواضح مقدار السلطات التي يمارسها الصدر على جيش المهدي.
ومن المعتقد أن ميليشيا جيش المهدي متشظية ويقول الجيش الامريكي ان عناصر مارقة تتلقى أموالا وتدريبا من ايران.ورحب موفق الربيعي مستشار الامن الوطني العراقي بأمر التجميد ولكن قال انه يتعين أن ينفذ.
وقال الربيعي "اذا حدث ذلك فسيقلل مستوى العنف في البلاد كثيرا."ووصفت وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) جيش المهدي في وقت سابق بأنه أكبر تهديد للسلام في العراق.وتلا حازم الاعرجي معاون الصدر لرويترز نص بيان أفاد بأن جيش المهدي الذي يضم الاف المسلحين في أنحاء العراق سيجمد أنشطته "بلا استثناء لاعادة هيكلته بالصورة التي تحفظ لهذا العنوان هيبته ولمدة ستة اشهر واعتبارا من تاريخ اصدار هذا القرار."وقال الاعرجي ان الصدر امر في بيانه "اعلان الحداد لمدة ثلاثة ايام واعتبارا من يوم غد (الخميس) وغلق مكاتب الشهيد الصدر ولبس السواد واقامة العزاء لاستنكار ماحدث في كربلاء."وكان الصدر المناهض للولايات المتحدة أسس جيش المهدي في عام 2003 بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق.وشن جيش المهدي انتفاضتين ضد القوات الامريكية في العام التالي. ثم انضم للتيارات السياسية الرئيسية ولعب دورا في وصول رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي للسلطة عام 2006.
ولكن في انشقاق عن حكومة المالكي سحب الصدر وزراءه الستة من الحكومة في ابريل نيسان حينما رفض المالكي تحديد جدول زمني لانسحاب القوات الامريكية من العراق.
وقال الليفتنانت كولونيل كريستوفر جارفر المتحدث باسم الجيش الامريكي "قلنا مرارا أننا نقدر أي شخص أو منظمة تريد العمل من أجل حل سلمي من أجل مستقبل العراق."
وقال جوست هيلترمان المحلل في شؤون الشرق الاوسط لدى جماعة الازمات الدولية ان الصدر أراد أن ينأى بنفسه عما حدث في كربلاء.
وأضاف "ان ما حدث أمس كان تماديا الى حد كبير لانه شمل مزارين مقدسين." في اشارة الى أعمال العفن حول ضريحي الامام الحسين والامام العباس.
وأضاف "انه يظهر أنه لا يسيطر على هذه القوات. انه خجلان من ذلك.. انها عنصر رخو وهو يريد استعادة السيطرة. والسؤال هو.. هل ستطيع هذه القوات الامر.."
وفي وقت سابق توجه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الى كربلاء جوا وأعلن أن قواته استعادت النظام بالمدينة.غير أن العنف بين الشيعة اتسع نطاقه خلال الليل حيث هاجم مسلحون مكاتب تابعة للمجلس الاعلى الاسلامي العراقي في خمس مدن على الاقل وأشعلوا النار في كثير منها.
وألقى المالكي بالمسؤولية عن العنف على "عصابات اجرامية مسلحة خارجة عن القانون ومن بقايا النظام الصدامي المقبور" وأقال اللواء بالجيش المسؤول عن مركز قيادة كربلاء.
واضاف رئيس الوزراء في بيان أن الوضع في كربلاء تحت السيطرة بعد وصول تعزيزات من الجيش وانتشار قوات خاصة من الشرطة والجيش بالمدينة لتطهيرها من "القتلة والمجرمين".
ولدى العناصر المارقة في جيش المهدي جدول أعمالها الخاص الذي يعتمد على العنف على الرغم من اعلان ولائها للصدر.
وتجنب مقاتلو جيش المهدي المواجهة مع القوات الامريكية وظلوا بعيدين عن الظهور في العلن منذ بدء الحملة الامنية واسعة النطاق في بغداد في فبراير شباط.وفيما انسحب وزراء التيار الصدري من الحكومة ما زال التيار يشغل 30 مقعدا في البرلمان
المصدر: رويترز
إضافة تعليق جديد