العراق: سلسلة تفجيرات في بعقوبة والمالكي ينفذ تهديده لوزراء«العراقية» ويكلف بدلاً منهم

حالت الخلافات السياسية دون عقد اجتماع الكتل البرلمانية الذي كان مقرراً أمس لبحث طلب رئيس الوزراء نوري المالكي رفع الحصانة عن نائبه صالح المطلك، يأتي ذلك على إثر رفض التحالف الكردستاني إقالته أو سحب الثقة منه بأي شكل من الأشكال.
 
ونفذ المالكي تهديداته بحق وزراء (القائمة العراقية) الذين قاطعوا جلسات مجلس الوزراء، وأقر مجلس الوزراء العراقي أمس منحهم إجازات مفتوحة وتكليف وزراء آخرين بإدارة وزاراتهم بالوكالة، على حين انعكست الخلافات السياسية بين الكتل العراقية أمنياً، حيث شهدت مدينة بعقوبة سلسلة تفجيرات بعبوات ناسفة، بينما وقع هجوم منفصل آخر في سامراء.
وأرجأت رئاسة مجلس النواب العراقي اجتماعاً لرؤساء الكتل البرلمانية كان مقرراً عقده أمس لبحث رفع الحصانة عن المطلك، دون أن تحدد موعداً لاحقاً له.
وقدم المالكي الشهر الماضي طلباً إلى مجلس النواب لسحب الثقة عن نائبه صالح المطلك على خلفية وصفه رئيس الوزراء العراقي بأنه «دكتاتور لا يبني».
وقال مصدر برلماني: إن تأجيل الاجتماع جاء بسبب خلافات نشأت بين ممثلي الكتل البرلمانية حول جدول أعماله، وإذا ما كان يجب أن يقتصر على مسألة سحب الثقة من المطلك، أم سيشمل قضية نائب الرئيس العراقي المطلوب للقضاء طارق الهاشمي الموجود حالياً في كردستان العراق.
في هذه الأثناء، رفض التحالف الكردستاني، الذي يضم الحزبين الكرديين الرئيسين الوطني الكردستاني بزعامة جلال الطالباني والديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني، إقالة المطلك أو سحب الثقة منه بأي شكل من الأشكال.
وقال عضو كتلة التحالف في مجلس النواب العراقي فرهاد الاتروشي في تصريحات صحفية: «نحن لسنا مع إقالة نائب رئيس الوزراء صالح المطلك بأي شكل من الأشكال، لأنه حصل على المنصب بموجب اتفاقات وشراكة وطنية، وسيكون لنا الموقف نفسه مع أي شخص آخر»، مشيراً إلى أن كتلة التحالف الكردستاني «ستمتنع عن التصويت على سحب الثقة من المطلك إذا عرض الموضوع على مجلس النواب».
واتفقت الكتل فيما يبدو من ناحية المبدأ على عقد مؤتمر وطني هذا الشهر للتغلب على الخلافات وترك المحاكم تنظر باتهام الهاشمي بأنه كان يدير فرق اغتيالات.
في هذا السياق، هدّد التيار الصدري الذي يتزعمه السيد مقتدى الصدر أمس باتخاذ موقف من المؤتمر الوطني الذي دعا الرئيس العراقي جلال الطالباني إلى عقده للبحث عن مخرج للأزمة السياسية في البلاد، في حال دعوة (عصائب أهل الحق) المنشقة عنه للمشاركة فيه.
وقال رئيس (كتلة الأحرار) النيابية التابعة للتيار الصدري بهاء الأعرجي في بيان: إن «كتلة الأحرار سيكون لها موقف من المؤتمر الوطني الذي دعا إليه رئيس الجمهورية جلال الطالباني، إذا وجهت الدعوة لعصائب أهل الحق للمشاركة فيه»، غير أنه لم يفصح عن طبيعة هذا الموقف.
وأضاف الأعرجي: إن «المؤتمر الوطني، وإن كان يضم جهات غير مشتركة في العملية السياسية، إلا أنها دخلت في الانتخابات ولم تفز»، في إشارة إلى عدم مشاركة (عصائب أهل الحق) بالعملية السياسية سابقاً أو في الانتخابات التي تمخّضت عنها.
ولم تفلح مقاطعة أعضاء الكتلة العراقية في تعطيل جلستي البرلمان العراقي والحكومة أول أمس، وعلى العكس من ذلك قرر مجلس الوزراء العراقي منح 6 من وزراء (القائمة العراقية) التي يتزعمها إياد علاوي إجازات مفتوحة وتكليف وزراء آخرين بإدارة وزاراتهم بالوكالة.
وقالت مريم الريّس المستشارة في مكتب رئيس الوزراء العراقي: إن «مجلس الوزراء قرر اليوم (أمس) منح وزراء (القائمة العراقية) المتغيبين عن حضور جلساته خلال الأسبوعين الماضيين، إجازة مفتوحة وتكليف وزراء آخرين لإدارة وزارتهم».
ميدانياً، أعلنت الشرطة العراقية مقتل ثلاثة أشخاص بينهم طفلان وإصابة 15 آخرين شخصاً آخرين في سلسلة تفجيرات بعبوات ناسفة استهدف معظمها منازل ونقاطاً عسكرية في مدينة بعقوبة، وهجوم منفصل آخر في سامراء شمال بغداد.
وأوضحت مصادر في قيادة عمليات ديالى أن «احد عشر تفجيرا بعبوات ناسفة وقع صباح اليوم (الأربعاء) في مناطق متفرقة في بعقوبة»، موضحة أن التفجيرات «استهدفت منازل لمسؤولين محليين الصحوة والجيش ودوريات أمنية».
من جهة أخرى، أعلنت الشرطة مقتل طفل يبلغ من العمر 11 عاماً وإصابة اثنين آخرين في انفجار جهاز هاتف محمول عثروا عليه في حي الكاطون وسط المدينة.
وفي سامراء الواقعة شمال العاصمة العراقية قتل أحد عناصر الشرطة الاتحادية واصيب ثلاثة اخرون، بهجوم، استهدف حاجز تفتيش وسط المدينة.
وقال مصدر في الشرطة: إن مسلحين مجهولين القوا قنبلة حرارية على سيارة للشرطة متوقفة قرب الحاجز ما أسفر عن مقتل شرطي، وإصابة ثلاثة آخرين جروح أحدهم بحالة خطيرة، واحتراق السيارة».

المصدر: وكالات