الغرب لمرحلة انتقالية تبدأ الآن والخارجية المصرية ترفض
بدت واشنطن وعواصم غربية أخرى مستعدة بشكل أوضح امس للتخلي عن الرئيس المصري حسني مبارك، معتبرة انه يتوجب عليه أن يشرع على الفور في وضع آلية فعلية لانتقال السلطة بدلا من الاكتفاء بترك الحكم في أيلول المقبل، فيما رفضت القاهرة هذه الدعوات الاجنبية معتبرة أنها تهدف الى تأجيج الوضع في الداخل.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية المصرية إن حديث أطراف أجنبية عن «مرحلة انتقالية تبدأ الآن» في مصر هو «حديث مرفوض»، مضيفا أن «تعهدات رئيس الجمهورية للشعب في خطابه مساء أمس (الاول) أرست خريطة طريق واضحة لتنفيذ المطالب الشعبية بما يقطع الطريق تماما أمام مساعي بعض الأطراف والقوى للاستمرار في إشعال الأوضاع الداخلية في مصر». وتابع أن الحديث عن «مرحلة انتقالية» ذات ترتيبات مغايرة لما أوضحه الرئيس يتناقض مع الدستور، بل ينقض على الشرعية الدستورية بوضوح، وبالتالي فإن القول والأخذ به من شأنه أن يضع البلاد في مأزق دستوري تاريخي وهو ما تعهد الرئيس مبارك بتفاديه.
ودعت واشنطن كل الاطراف في مصر الى ضبط النفس وتفادي العنف مع تفاقم الازمة حول حكم مبارك. وقال المتحدث باسم البيت الابيض روبرت غيبس إن «الرسالة التي أبلغها الرئيس باراك أوباما بكل وضوح للرئيس مبارك هي أن الوقت قد حان للتغيير»، معرباً عن القلق الاميركي «للهجمات على وسائل الاعلام والمتظاهرين المسالمين». وردا على سؤال عما إذا كان يؤيد خطة مبارك للبقاء في السلطة حتى ايلول، قال غيبس «نريد التغيير الآن».
وبموازاة ذلك، قال مسؤول أميركي رفيع المستوى إن الولايات المتحدة تعتقد أن هناك مناقشات في الدائرة المقربة من الرئيس المصري بشأن ما اذا كان عليه ان يفعل المزيد للوفاء بمطالب المحتجين الساعين الى تنحيته. وأضاف المسؤول أن شخصا مواليا لمبارك أطلق قوات مؤيدة للرئيس المصري لمحاولة ترويع المحتجين.
بدوره، أعرب رئيس هيئة الاركان الاميركية المشتركة مايكل مولن عن «ثقته» بأن الجيش المصري قادر على توفير الامن في البلاد، بما في ذلك أمن قناة السويس الاستراتيجية وسط الاضطرابات التي تشهدها مصر. وفي اتصال هاتفي مع نظيره المصري الفريق سامي عنان أعرب مولن «عن ثقته بقدرة الجيش المصري على ضمان الامن في البلاد وفي السويس على حد سواء»، حسب ما قال المتحدث باسمه الكابتن جون كربي في بيان.
من جانبه، وصف المتحدث باسم الخارجية الاميركية فيليب كراولي أعمال العنف هذه بأنها «خطيرة» على مصر وتطلعات سكانها، محذرا من استخدام القوة. وقال «نكرر دعوتنا الى كل الاطراف في مصر لضبط النفس وتجنب العنف لان مسار مصر الى الديموقراطية يجب أن يكون سلميا»، مضيفا في بيان «بعد أيام من التظاهرات السلمية في القاهرة ومدن مصرية اخرى، نشهد اليوم هجمات عنيفة ضد متظاهرين مسالمين وصحافيين. وان الولايات المتحدة تدين هذه الهجمات وتدعو كل الاشخاص المعنيين بالتظاهرات الحالية في مصر الى القيام بها سلميا». واعتبر كراولي أن «هذه الهجمات ليست خطيرة فقط على مصر، انها تشكل تهديدا مباشرا لتطلعات المصريين». وخلص الى أن «استخدام العنف لترهيب المصريين ينبغي أن يتوقف. ندعو بحزم الى ضبط النفس».
كذلك، شددت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون على «الحاجة لدبلوماسية أميركية أقوى على مستوى الملفات العالمية الساخنة في إشارة الى آخر التطورات في مصر والشرق الاوسط». وفي حديث لغالبية السفراء الاميركيين في واشنطن، أشارت كلينتون إلى حاجة الدبلوماسية الاميركية إلى ان تكون أكثر فطنة، وابتكارا ومسؤولية، من أي وقت مضى. وقالت إن ما يجري في مصر والمنطقة المحيطة، «يذكرنا بأهمية القيادة على الارض وإمكانية انزلاق هذه الارض سريعا تحت أقدامنا».
من جهته، قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إنه من غير المقبول أن تؤيد الحكومة المصرية العنف بأي صورة من الصور، مضيفاً عقب اجتماعه والامين العام للامم المتحدة بان كي مون في لندن «اذا اتضح أن النظام يتبنى أو يسمح بهذا العنف بأي شكل فإن ذلك مرفوض تماما». من جهته، حث الامين العام للمنظمة الدولية «جميع الأطراف على ضبط النفس» خلال الأزمة الراهنة في مصر معربا عن قلقه إزاء العنف «غير المقبول».
وقال وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي «علينا الآن أن نرى أي دور يريد ويستطيع أن يلعبه» الرئيس المصري، في وقت ذكرت المتحدثة باسم حلف شمال الأطلسي أن الحلف يرغب في أن يرى مصر تتحرك صوب مزيد من الديموقراطية مع استمرار دورها «البناء» في المنطقة.
المصدر: وكالات
التعليقات
مكبث
إضافة تعليق جديد