القنيطرة تمطر كرزاً..3000 طن من 100 ألف شجرة
يبدو أن القائمة التي سيحرم منها أصحاب الدخل المحدود في القنيطرة لن تتوقف عند فاكهة الكرز والتي تشتهر المحافظة بزراعتها فقد سبقها اللحوم الحمراء والبيضاء والموز والفاصولياء وورق الدوالي وكثير من المواد التي لا مجال لتعدادها وذلك لطول القائمة.
واللافت أن الجميع متفق على أمر واحد ومفاده أن عملية النقل من دمشق والمحافظة وبالعكس مكلفة ومرهقة على البائع والزبون والمزارع ولكن بالمحصلة المواطن هو الذي يدفع فاتورة النقل جراء تحميل بائع الجملة والمفرق أجور النقل على المواد التي تصل المحافظة، والحقيقة أن تلك المسألة ليست خافية على أحد والمعنيون بالقنيطرة يدركون تلك الحقيقة جيداً وقد طرحها أعضاء مجلس المحافظة أكثر من مرة وعلى مسامعهم وبحضورهم، فعلى سبيل المثال وليس الحصر يباع المازوت بالمحطات الخاصة بزيادة عشر ليرات على اللتر الواحد ولكن الجهات المعنية تبرر تقصيرها عن سرعة المعالجة بالحاجة إلى شكوى نظامية، دون أن تكلف نفسها عناء القيام بجولات ميدانية على الباعة المخالفين. وبالعودة لمادة الكرز والتي تجاوز سعر مبيع الكيلو نحو 300 ليرة سورية وعلى مبدأ (شم ولا تدوق) انتشر نوع من الطرافة بين أبناء المحافظة وتناول الموضوع من باب السخرية عن طريق أخذ صورة تذكارية أمام المواد التي لا يقدر أي صاحب دخل محدود على شرائها، وما يثير الدهشة والاستغراب أن تلك المواد إنتاج محلي 100%.
\المزارع نزيه حسون يؤكد أن التجار يستغلون مبرر الظروف الراهنة وصعوبة النقل إلى دمشق ويشترون الكرز بأسعار رمزية بالنسبة للمزارعين وتباع بأسعار فلكية تصل في بعض الأحيان لأنواع محددة إلى 600 ليرة وغالباً ما تكون الفنادق هو التوجه الأوحد لمعظم التجار، مشيراً إلى عدد من الصعوبات والمتمثلة بغلاء المبيدات وعدم فعاليتها في أحيان كثيرة وصعوبة الوصول إلى الأراضي وغياب اليد العاملة وصعوبة تأمينها.
وتوقع معاون مدير زراعة القنيطرة المهندس شامان حامد كمية الإنتاج للموسم الحالي من الكرز نحو 3000 طن لافتاً إلى أن عدد الأشجار بالمحافظة نحو 190 ألف شجرة والمثمر منها نحو 100 ألف شجرة مشيراً إلى أن شجرة الكرز تزرع بصورة بعلية في حضر وطرنجة وجباتا الخشب وخان أرنبة وتجمع الأمل وأوفانيا وحتى امتداد جبا ومسحرة وتقل زراعتها كلما اتجهنا جنوباً، كما يمكن زراعتها بشكل مروي في المناطق المرتفعة حيث تزهر أشجار الكرز بالأسبوع الأول من شهر نيسان وتنضج الثمار المبكرة منتصف أيار وذلك حسب الصنف المزروع، أما عن الأصناف السائدة في المحافظة فهي (هاردوجيان طلياني، وبينغ فرعوني) ولسان الطير، ونابليون)، وتبدأ الشجرة بالإنتاج بعد 5 سنوات وتستمر بالعطاء حتى عمر 25 سنة ويمكن أن يصل حمل الشجرة الواحدة نحو 50-70 كغ.
خالد خالد
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد