المعلم: الحل مهمة لبنانية أكثر منها عربية
دافع وزير الخارجية وليد المعلم، أمس، عن استضافة دمشق لـ«المؤتمر الوطني الفلسطيني» أمام احتجاج نظيره الهولندي ماكسيم فيرهاغن، معتبراً أن الفرق كبير بين «التعبير عن الرأي» الذي يمارسه الفلسطينيون في سوريا، وبين ما تقوم به إسرائيل في غزة.
وجاء كلام المعلم رداً على تصريحات الوزير الهولندي الذي أعرب عن استيائه من المؤتمر، مشيراً إلى أنّه يتعارض مع ما تم «بناؤه في أنابوليس».
وحول الأزمة السياسية في لبنان، أشار المعلم إلى أن المبادرة العربية مستمرة، حيث أكد أن بلاده تدعم جهود الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى في بيروت، التي يجب أن تركز على الحوار السياسي بين الفرقاء ليتوصلوا الى الحلول بأنفسهم.
وكان الوزير الهولندي عقد جلستي مباحثات مع الرئيس بشار الأسد والمعلم. وقال مصدر رسمي إنّ اللقاء بين الأسد وفيرهاغن تناول «العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات والمستجدات على الساحتين العراقية واللبنانية، وخصوصاً الوضع الخطير على الساحة الفلسطينية وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من ممارسات وحصار، الأمر الذي لا يخدم الاستقرار في المنطقة، وأهمية وضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته لرفع المعاناة عن هذا الشعب الأعزل وفك الحصار وفتح المعابر».
وفي هذا الإطار، أكد الأسد أن «الأمن والاستقرار لا يمكن أن يسودا المنطقة إلا بتحقيق السلام العادل والشامل المستند إلى قرارات الشرعية الدولية ومبدأ الأرض مقابل السلام وعودة الحقوق إلى أصحابها واللاجئين إلى أراضيهم»، مشدداً على «ضرورة جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل وحق دول المنطقة في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية».
وكان فيرهاغن أعرب عن استيائه من انعقاد «المؤتمر الوطني الفلسطيني». وقال، خلال مؤتمر صحافي مع المعلم بعد لقائهما، «أنا غير سعيد... لكني فهمت من الوزير السوري أن سوريا لا تشارك (في المؤتمر). أريد أن أؤكد أن مؤتمرا كهذا هو نقيض عملية السلام التي بدأناها في أنابوليس».
من جهته، فرّق المعلم بين حضور وزيرين في الافتتاح وبين المشاركة، مشيراً إلى أنّهما «لم يناقشا في المؤتمر ولن يحضرا جلسات النقاش».
وأكد المعلم أنّ المؤتمر هو «مؤتمر فلسطيني بحت هدفه تحقيق الوحدة الفلسطينية والدليل على ذلك الدعوات التي وجهت لكل الفصائل بما فيها (حركة) فتح». وأضاف «هناك فارق كبير بين قيام الفلسطينيين المشاركين في المؤتمر بالتعبير عن رأيهم، وبين أن تقوم إسرائيل بغارات ذهب ضحيتها في يوم واحد 30 فلسطينيا».
لكن الوزير الهولندى استدرك قائلاً «لم أقل إن سوريا تضع عقبات في طريق السلام، إنما قلت إن المشاركة في أنابوليس يجب أن يبنى عليها لتحريك هذا المسار»، مؤكداً «ان انسحاب إسرائيل إلى حدود 1967 يجب أن يكون جزءا من أي اتفاق لتحقيق السلام» وأن «سوريا بلد لا غنى عنه لتحقيق السلام في الشرق الأوسط».
وفي الموضوع اللبناني، أكد الوزير السوري، رداً على سؤال حول اجتماع وزراء الخارجية العرب المقبل في القاهرة، أن «المبادرة العربية بشأن لبنان واضحة، وهناك توافق لبناني على ضرورة تطبيقها»، مشيراً إلى أن «ما تقوم به سوريا هو تقديم المزيد من الدعم لمواصلة جهود الأمين العام (للجامعة العربية) في لبنان». وأضاف «ليس من مهمة العرب أو الجامعة العربية إيجاد الحل في لبنان، بل أن تشجع الأطراف على الحوار كي تصنع بنفسها الحل».
ونفى المعلم وجود اتصالات فرنسية ـ سورية حاليا، كما نفى علمه بـ«مبادرات أخرى» تجاه الوضع في لبنان. ورداً على سؤال حول ما نقل عن وزير الخارجية الفرنسي بيرنار كوشنير لجهة عدم معرفته باستراتيجية مناسبة للتعامل مع سوريا، قال المعلم «عليه أن يدرس أكثر».
من جهته، أبدى الوزير الهولندي دعمه للمبادرة العربية، وقال إن «سوريا وكل دول المنطقة ستجني من لبنان مستقر»، معتبراً أن «تطبيق القرار الدولي بمنع تهريب السلاح من قبل حزب الله، وإقامة علاقات دبلوماسية بين سوريا ولبنان، سيساعدان في هذا الاتجاه».
زياد حيدر
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد