المواطن ينتظر مشروع إعادة الإعمار…فمتى يلتمس طريقه الصحيح !!
منذ عدة سنوات طرحت الحكومة مشروع إعادة الإعمار كمشروع إستراتيجي للرد على محاولة الإرهاب وداعميه النيل من موقف هذا الوطن ومن صموده، ولأن هذا المشروع هو مشروع جماهيري بامتياز لكونه يبلسم الكثير من جراح من تعرضوا لجرائم الإرهاب خلال هذه الحرب المجرمة، استبشرنا خيراً وتأمل الناس خيراً في هذا المشروع الذي رصدت له سنوياً أكثر من 50 مليار ليرة سورية.
الحقيقة أن هذا المشروع وعلى الرغم من مرور خمس سنوات على طرحه إلا أنه لم يتلمس طريقه الصحيح حتى الآن نتيجة غياب الرؤية الواضحة والأسس الموضوعية والأهداف الإستراتيجية لهذا المشروع.
ما أدى لعدم ظهور نتائج واضحة على أرض الواقع على الرغم من وجود إمكانية لإعادة إعمار عدد كبير من المناطق المحررة في حمص وحلب وريف دمشق، السبب الذي نعتقد أنه وراء كل ذلك عدم وجود أرضية يتم الانطلاق من خلالها، ففي حمص المحررة منذ ثلاث سنوات لم يتم إعادة الأهالي إلى أي منطقة بسبب عدم إعادة إعمار – على الأقل- شبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي، المواطن لا يريد أن تقوم الحكومة بإعمار منزله لكنه ينتظر منها أن تزيل الأنقاض وتهدم الأبنية الآيلة للسقوط وصيانة الكهرباء والمياه والصرف الصحي والسماح له بدخول منزله ليقوم بإصلاحه والعودة إليه، في حلب وعلى الرغم أنها كانت الأخيرة في التحرير تم إنجاز أغلب الخدمات الأساسية مدارس ومراكز صحية ومخابز في الأحياء الشرقية والسبب هو وجود إرادة لدى السلطة المحلية لانجاز كل ذلك.
اليوم هناك حاجة عاجلة لإعادة مقومات الحياة الأساسية في جميع المناطق المحررة بهدف تسريع عودة الأهالي وهذا ما ينتظره أبناء حمص وريفها الغربي وريف دمشق وجزء بسيط من ريف حلب الشرقي لأن أهالي معظم الريف الشرقي في حلب لم يتركوا منازلهم ولم تتعرض لأضرار وخاصة في المناطق الممتدة من دير حافر إلى بحيرة الأسد.
محمود الصالح
إضافة تعليق جديد