المونة كابوس المواطن السوري ..والسبب؟
إن ارتفاع أسعار المواد التي تمون مثل: المكدوس- اللبنة- الأجبان- والزيتون، والتي كانت تخزن لموسم الشتاء من أجل التوفير، أصبحت الآن مشكلة حقيقية، لأنه لم تعد للمونة جدوى للتوفير، فالأساس في وجودها هو الضائقة الاقتصادية، حتى المخللات التي كان يُستعاض عنها بالشتاء أصبحت مرتفعة السعر، وقد أثر ارتفاع الأسعار على الانخفاض الشديد في صنع المونة، لذلك قد لا نجد من يمون في ظل الغلاء الكبير.
يؤكد الدكتور علي كنعان أن الإنسان – بحسب علم الاقتصاد – عُرف بحسّه الاقتصادي الطبيعي، ومنذ قديم الزمان، كيف يدخر من زمن الوفرة إلى زمن الندرة، سواء بالنسبة للمال، أو السلع، أو الطعام، وغيرها، حيث يمكن تصنيف عملية المونة بأنواعها المختلفة على أنها سلوك اقتصادي واعٍ تهدف من خلاله الأسرة إلى تأمين بعض حاجاتها الغذائية في الأوقات التي لا تكون فيه هذه المنتجات متوافرة، مشيراً إلى أهمية عملية الاحتفاظ بالمونة كونها تعد الأسرة ببعض الحاجات الضرورية، ومن جهة ثانية لها أهمية مادية تتمثّل بالتوفير المادي الذي تحقّقه الأسرة نتيجة قيامها بذلك، وعدم شراء تلك المونة من السوق، وتزداد هذه الأهمية بشكل واضح كلما ارتفعت أسعار الشراء من السوق، كما يحدث حالياً في السوق المحلية، إذ تزداد الأسعار بمعدلات جنونية، وفي العموم في فترات الأزمات يزداد العبء المادي تقريباً لكل الأنشطة، فلا يوجد حالياً أي شيء في السوق منخفض التكلفة، أو أية سلعة لم تتضاعف تكلفتها، لذلك يؤكد كنعان أن عملية “المونة” هي بالفعل عبء على الكثيرين، وكابوس للبعض، ولكن في الوقت نفسه البدائل الأخرى للمونة ارتفعت تكاليفها وبمعدلات أكبر، يعني بالمبلغ نفسه الذي تنفقه أسرة بالمتوسط لصنع 10 كغ من المكدوس بالكاد تشتري نصف هذه الكمية من السوق، وبالرغم من ارتفاع تكلفة المونة فإنها تبقى محقّقة التوفير مقارنة بأسعار الشراء من السوق.
البعث
إضافة تعليق جديد