اليمن: مؤشرات تصعيد بين السلطة والحوثيين

اعتبر زعيم جماعة الحوثيين في اليمن عبد الملك الحوثي أن الشعب "ليس في موقع الخطأ حتى يراجع حساباته"، في تأكيد على استمرار تنفيذ الجماعة للمرحلة الثالثة والنهائية من اعتصامها الهادف إلى إسقاط الحكومة، في وقت أقال الرئيس اليمني عبد ربه هادي منصور رئيس جهاز قوات الأمن الخاصة في البلاد، الذي يعد الأقوى بين أجهزة وزارة الداخلية، وذلك في ظل تصعيد تحرك الحوثيين الاحتجاجي في الشارع، واستمرارهم في إغلاق طريق المطار.

وقال الحوثي في كلمة ألقاها أمس إن "الحكومة الحالية هي حكومة فاشلة، وحكومة أحزاب"، داعياً حزب "الإصلاح" اليمني إلى "عدم التعنت في وجه مطالب الشعب".

واعتبر الحوثي أن "الشعب ليس في موقع الخطأ حتى يراجع حساباته، وعندما يطالب بتطبيق مقررات الحوار، لا تستطيع أي قوة تقف ضد مطالبه أن تقول له لا"، مشيراً إلى أن "الشعب يواجه الفساد والفشل في إدارة البلاد، والحكومة نفسها هي التي أقرت بذلك".

من جهته، قال مسؤول يمني رفيع المستوى إن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي "أقال قائد قوات الأمن الخاصة اللواء فضل القوسي، وكلف اللواء محمد الغدرة بقيادة الجهاز".

وكانت قوات الأمن الخاصة قامت بمحاولة فاشلة مساء أمس الأول لفض اعتصام أنصار الحوثيين أمام وزارة الداخلية، وإعادة فتح طريق المطار.

يذكر أن قوات الأمن الخاصة كانت تعرف في السابق باسم "قوات الأمن المركزي"، وهي تعد أقوى الأجهزة الأمنية اليمنية تدريباً وتسليحاً وعديداً.

إلى ذلك، أفادت الوكالة اليمنية للأنباء "سبأ" أن الرئيس اليمني عقد أمس اجتماعاً استثنائياً للجنة الأمنية العليا "لمناقشة آخر المستجدات والتطورات" على الساحة اليمنية، و"طبيعة الإجراءات والاتصالات التي تتم على المستويين الداخلي والإقليمي لمواجهة التحديات".

وأكد هادي خلال الاجتماع أن "أمن العاصمة صنعاء هو أمن اليمن كله"، مشيراً إلى أنه "لا يجوز ولا يمكن لجماعة الحوثي الاستمرار في التصعيد وزعزعة الأمن والاستقرار في العاصمة ومحيطها ومختلف المناطق اليمنية".

ميدانياً، كثف مناصرو الحوثيين من تواجدهم في مراكز الاعتصام في وسط صنعاء، خصوصاً أمام مقر وزارة الداخلية، حيث تجمعوا بالآلاف على بعد حوالي مئة متر من مدخل الوزارة.

وأدت الحركات الاحتجاجية في العاصمة إلى إغلاق وزارتي الكهرباء والاتصالات القريبتين من وزارة الداخلية، بعدما أجبر المحتجون الموظفين على الخروج من المبنيين، بحسب ما ذكرت مصادر رسمية.

إلى ذلك، نقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن مسؤول أمني يمني قوله إن "المحتجين أغلقوا طرقاً رئيسية مؤدية إلى مدينة تعز ومحافظة أخرى، ما منع قوات الأمن والآليات العسكرية من دخول العاصمة". كما أكد شهود عيان أن أنصار الحوثيين منعوا اعتباراً من مساء أمس الأول السيارات الحكومية من دخول صنعاء والخروج منها.

وكانت قوات الأمن استخدمت مساء أمس الأول الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه، والرصاص الحي، لمنع المحتجين من التقدم إلى مقر وزارة الداخلية، ولحثهم على فتح طريق المطار التي كانوا أغلقوها منذ صباح يوم الأحد، ما أسفر عن سقوط قتيل وأكثر من 40 جريحاً.

إلى ذلك، شنت الطائرات الحربية أمس غارات استهدفت مخازن أسلحة للحوثيين في منطقة الغيل في محافظة الجوف شمال شرق البلاد، وفق ما أعلنت مصادر قبلية.

وفي سياق منفصل، هاجم رجال قبائل خط أنابيب تصدير النفط الرئيسي في اليمن، ما أدى إلى توقف تدفق النفط الخام.

وأعلنت وزارة الدفاع اليمنية على موقعها الالكتروني أن "مخربين" قاموا ليل أمس الأول بتفجير أنبوب النفط الرئيسي في اليمن في منطقة البيضاء جنوب شرق صنعاء، ما أدى إلى توقف ضخ النفط.

وتقوم القبائل عادة بمثل هذه الهجمات لحمل الحكومة على توفير فرص العمل وتسوية النزاعات أو الإفراج عن أقرباء مسجونين.

من جهته، قال مسؤول في قطاع النفط اليمني إنه "يمكن إصلاح الخط في غضون يوم أو يومين، إذا سمح رجال القبائل بذلك".

المصدر: السفير+ وكالات