انتحارية تقتل 10 من عناصر الصحوة في بعقوبة
ألقى هجوم انتحاري نفذته امرأة ترتدي حزاماً ناسفاً في بعقوبة وأسفر عن مقتل عشرة من مسلحي «الصحوة» وضابط الارتباط بينها والقوات الأميركية، الضوء على تزايد اعتماد تنظيم «القاعدة» على استخدام طرق غير تقليدية لتنفيذ هجماته، فيما اعتبر قادة أمنيون ظاهرة «الانتحاريات» دليلاً على عجز التنظيم عن مواجهة الاجراءات الامنية. لكن بياناً لـ«القاعدة» أكد أنها استعادت السيطرة على بلدات وقرى في المحافظة فقدت السيطرة عليها خلال الحملة التي تستهدفها منذ ثلاثة أشهر.
الى ذلك، أعلنت الاستخبارات العراقية أن الهجوم الانتحاري الذي وقع في مجلس عزاء في بغداد أول من أمس استهدف عملاء للجهاز كانوا يؤدون واجب التعزية، مؤكدة «استشهاد كوكبة منهم».
وقالت الشرطة العراقية أمس إن انتحارية ترتدي حزاماً ناسفاً فجرت نفسها عند نقطة تفتيش لعناصر من «دوريات الصحوة» في بعقوبة فقتلت عشرة أشخاص، بينهم ضابط الارتباط بين «الصحوة» والقوات الأميركية عبدالرافع النداوي، وأصابت ثمانية آخرين. وتعد هذه العملية الثالثة من نوعها، خلال الأشهر الثلاثة الماضية في بعقوبة، بدأت مع تنفيذ سيدة تدعى سهيلة حسين عملية انتحارية وسط حشد من المتطوعين.
ويفتح استخدام تنظيم «القاعدة» النساء في العمليات الانتحارية فصلاً جديداً من فصول العنف في العراق، على رغم أن هذه الظاهرة بدأت منذ عام 2005 حينما حاولت ساجدة الريشاوي تفجير نفسها في أحد فنادق الاردن لإكمال عملية نفذها زوجها.
ويعزو قادة أمنيون تركيز «القاعدة» عملياتها في محافظة ديالى وعاصمتها مدينة بعقوبة الى عجز القوات الأمنية والحملات العسكرية المنتظمة عن السيطرة على المحافظة ولجوء عناصر التنظيم إليها بعد طردهم من بغداد والأنبار. ويقول شيوخ عشائر شكلوا «مجلس صحوة» ديالى ان الخلافات بين الاطراف المتنفذة فيها اليوم حالت دون ضبط الأمن، وفتحت ثغرات مكنت «القاعدة» من معاودة نشاطها.
وأبرز التيارات الفاعلة في ديالى، بالاضافة الى «القاعدة»، «الحزب الاسلامي» و «المجلس الأعلى»، ومسلحو العشائر الذين شكلوا تنظيمات شعبية انشقت عن مجموعات مسلحة، مثل «كتائب ثورة العشرين» و «ميليشيا جيش المهدي» وجماعات مرتبطة بتنظيم البعث جناح عزة الدوري.
وأصدر تنظيم «القاعدة» أمس بيانا استعرض فيه وجود مقاتليه في بعقوبة، وقال انه استعاد السيطرة على قرى وبلدات خرج منها خلال الحملة العسكرية الاميركية المستمرة منذ ثلاثة أشهر.
وطالب شيوخ عشائر وقادة أمنيون في بعقوبة امس بفتح المجال لتطوع النساء في الاجهزة الامنية للتصدي لتكتيكات القاعدة الجديدة، خصوصاً استخدام الانتحاريات اللواتي لا يخضعن عادة للتدقيق عند نقاط التفتيش لاعتبارات اجتماعية.
ويرى العميد عبدالكريم خلف، مدير مركز القيادة الوطنية، ان «ترسيخ مبدأ الاعتماد على النساء في تنفيذ العمليات الانتحارية ناتج عن صعوبة انتقال الانتحاريين من الرجال بين الأهالي، فضلاً عن سهولة انتقال المرأة بين الاحياء وعدم اثارتها الشكوك أثناء تحركها».
ويؤكد اللواء مهدي صبيح، قائد قوات حفظ الامن والنظام في وزارة الداخلية ان «تحسن الاوضاع الأمنية وصعوبة اختراق عناصر الصحوة دفعا التنظيم الى الاستعانة بالنساء في تنفيذ العمليات».
من جهة أخرى، أوضح الناطق باسم القوات الأميركية الميجر - جنرال كيفن برغنر: «قلنا طول الوقت انه لا تزال لديهم («القاعدة») القدرة على شن مثل هذه الهجمات المروعة الوحشية التي تستهدف مدنيين أبرياء في اطار مساعيهم لإثارة التوتر الطائفي».
وتوضح الاحصاءات الأميركية التي أعلنت مطلع الاسبوع أن التفجيرات الانتحارية تزايدت في الشهرين الماضيين بعد تراجعها الى مستوى متدن في تشرين الاول (أكتوبر).
وكان الهجوم الذي استهدف مجلس العزاء في بغداد الثلثاء أعنف هجوم تشهده العاصمة منذ أول آب (اغسطس) الماضي. وكان العزاء لرجل قتل في تفجير قبل ثلاثة أيام. وكشف جهاز الاستخبارات أمس ان العملية كانت موجهة ضد عناصر مع عائلاتهم وأطفالهم.
ونقل بيان عن الناطق الاعلامي باسم الاستخبارات قوله ان «إرهابياً فجر نفسه بحزام ناسف دخل الى مجلس العزاء المقام للشهيد نبيل حسين علوان وهو الأخ الأكبر لشقيقين يعملان في الجهاز ما أدى الى استشهاد كوكبة من رجال الاستخبارات الذين كانوا يحضرون مجلس العزاء مع عائلاتهم وأطفالهم كان ضمنهم شقيقا الشهيد نبيل».
خلود العامري
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد