انتخابات الرئاسة الروسية: 685 مراقبا دوليا و6 آلاف صحفي
لم تسجل لجنة الانتخابات المركزية الروسية مخالفات جدية للقوانين الروسية اثناء الحملة الانتخابية الرئاسية في روسيا. جاء ذلك على لسان رئيس اللجنة فلاديمير تشوروف الذي حضر يوم 3 مارس/آذار حفل تقديم المركز الاعلامي لـ"الانتخابات – 2012" التابع للجنة الانتخابات المركزية.
وستجري الانتخابات الرئاسية في روسيا غدا يوم 4 مارس/آذار. اما اليوم فاعلن يوما للصمت الدعائي. ويتوجه الناخبون الروس يوم الأحد إلى مراكز الاقتراع لاختيار رئيس البلاد من بين خمسةِ مرشحين هم: فلاديمير بوتين، رئيس الوزراء الحالي، غينادي زيوغانوف، زعيم الحزب الشيوعي الروسي، فلاديمير جيرينوفسكي، زعيم الحزب الديمقراطي الليبرالي، سيرغي ميرونوف، زعيم حزب "روسيا العادلة"، ميخائيل بروخوروف، رجل الأعمال والمرشح المستقل.
وقال تشوروف ان الحملة الانتخابية الرئاسية تقترب من نهايتها. ويمكن القول انها جرت في جو هادئ، ولم تردنا أي شكوى بخصوص عملية التحضير للتصويت. واقتصرت الشكاوي الواردة على الطرق التي كان المرشحون يستعينون بها في دعايتهم وتعاملهم مع بعضهم الآخر. الا انه لم تأت شكاوى بشأن منع احد المرشحين من فرص الدعاية الانتخابية عن طريق وسائل الاعلام. ومنح كل من اعرب عن رغبته في الدعاية الاعلامية فرصا لذلك. وقد وردت شكاو بشأن التغطية غير المتكافئة للمرشحين في وسائل الاعلام. لكن اللجنة لم تثبت مخالفات جدية بهذا الشأن".
وأضاف تشوروف قائلا:" لقد تلقينا معلومات تفيد بان منظمة اجتماعية تمول من الخارج كانت تخول ممثلين عنها بشراء بطاقات تمنح حق الاقتراع في اكثر من مركز في منطقتين بسيبيريا. وقد تم كشف 11 مخالفة من هذا النوع. ويتم الآن التأكد منها والتحقيق في ملابساتها من قبل اجهزة حفظ النظام".
وبحسب قوله فان اللجنة الانتخابية المركزية تتابع كل حالة لتسليم بطاقة الاقتراع المؤجل ليتمكن المراقبون من تحديد موقع استخدامه للاقتراع. وأعلن ان بعض الاشخاص المستفزين الذين يشترون البطاقات لدى المواطنين لا يمكنهم الاستفادة منها.
واعاد تشوروف الى الاذهان ان كل مركز للاقتراع مجهز بكاميرات الفيديو التي ستبث كل ما يحدث فيه الى شبكة الانترنت. وقال :" تجري هذه التجربة لاول مرة في روسيا. لذلك يحتمل ان تحدث اعطاب تقنية".
وأفاد تشوروف بان 685 مراقبا دوليا سيحضرون الى روسيا لمراقبة الانتخابات الرئاسية. ومنهم 219 مراقبا من مكتب المؤسسات الديمقراطية وحقوق الانسان لدى منظمة الامن والتعاون في اوروبا و232 مراقبا من رابطة الدول المستقلة و44 مراقبا من الجمعية البرلمانية لرابطة الدول المستقلة و39 مراقبا من الجمعية البرلمانية للاتحاد الاوروبي و9 مراقبين من منظمة الامن والتعاون في اوروبا و19 مراقبا من منظمة شنغهاي للتعاون و67 مراقبا يمثلون رؤساء واعضاء اللجان الانتخابية في 20 دولة اجنبية و56 خبيرا يمثلون شتى المنظمات الخارجية. وكلهم حصلوا على الاعتمادات اللازمة.
وبحسب قول تشوروف فان التصويت المبكر يجري في روسيا منذ يوم 17 فبراير/شباط . وقد ادلى نحو 100 ألف ناخب بأصواتهم لحد الآن.
واشار تشوروف الى ان ما يربو على مليوني ناخب روسي تم تسجيلهم في القنصليات الروسية خارج البلاد. وقد تم افتتاح 400 مركز اقتراع لهم مما يعتبر اكبر عدد خلال الـ 20 سنة الاخيرة.
واشار تشوروف بصورة خاصة الى ان كندا سمحت لاول مرة بزيادة مواقع اقتراع الناخبين الروس فوق اراضيها . فيما رفضت استونيا تلبية هذا الطلب الروسي. ولفت تشوروف الى ان نحو 6 آلاف صحفي من بينهم الفان يعملون في المركز الصحفي سيقومون بتغطية يوم التصويت. وقد تم اعتماد حوالي 800 صحفي اجنبي في موسكو فقط.
وقال تشوروف معلقا على استحداث مركز "الانتخابات – 2012" التابع للجنة الانتخابية الروسية ان هذا المركز هو في واقع الامر هيئة مستقلة لجمع المعلومات.
واضاف تشوروف انه يتوقع ان تسجل نسبة كبيرة لحضور الناخبين في مراكز الاقتراع. وقال:" قد بذلنا من جانبنا كل ما في وسعنا لاجل ذلك. وتنوي اللجنة الانتخابية المركزية نشر المعلومات الاولية في صباح يوم 5 مارس/آذار". فيما دعا وسائل الاعلام الى استخدام المعلومات الرسمية الواردة من اللجنة فقط.
واستطرد تشوروف قائلا:" ترد معلومات كثيرة عن استطلاع الرأي العام عن طريق الهواتف الخلوية واستطلاعات الخروج. لكنها لا تحمل طابعا رسميا. ولا داعي للاستعانة بمحللين تابعين لمنظمات، وإلا ستحصلون على نسبة 146%. ولا يجب استحداث انظمة خاصة لفرز الاصوات".
هذا وقد أبدى المراقبون الدوليون الذين زاروا مركز "الانتخابات – 2012" أبدوا ارتياحهم من عمل المنظومة. كما انهم اعربوا عن ثقتهم بان الانتخابات الرئاسية في روسيا ستجري دون مخالفات.
وقال دوديك سينيكا النائب في برلمان البوسنة والهرسك بعد تفقده المركز، قال:" نحن واثقون بان تجرى العملية الانتخابية كلها دون مشاكل لنؤكد من صميم قلبنا على ان الانتخابات كانت في واقع الامر ديمقراطية وحقيقية ونزيهة. واشاد سينيك بعمل المنظومة ولفت الى ان عددا كبيرا من الشباب الروس اعربوا عن رغبتهم في مراقبة العمليات الديمقراطية في الانتخابات الرئاسية.
يذكر ان مركز "الانتخابات – 2012" تم استحداثه بمبادرة من الحقوقيين المحترفين والخبراء في شتى مجالات القانون وطلاب الدراسات العليا والجامعات الروسية.
وقد زار 5 مراقبين دوليين من صربيا والبوسنة والهرسك وقبرص المركز يوم 3 /آذار مارس. وقام رئيس مركز "الانتخابات – 2012" دميتري شومكوف بإطلاع الضيوف على امكانات المركز، وقال انه يعول على ان يجمع خلال يوم 4 مارس/آذار المعلومات الواردة من لجان الانتخاب المحلية والاقليمية كلها .
بدوره لاحظ كلاين بريستون المراقب المستقل من الولايات المتحدة تقدما كبيرا في التحضيرات الروسية للانتخابات الرئاسية. وقال في مؤتمر صحفي عقد يوم 3 مارس/آذار في المركز الاعلامي الدولي التابع لغرفة التجارة والصناعة الروسية قال ان روسيا خطت خطوة كبيرة على هذا الطريق. واضاف قائلا:" نحن نرحب بتشغيل الكامرات في مراكز الاقتراع وتوفير صناديق الاقتراع الشفافة. كما بذلت جهود من اجل توفير ظروف الراحة للمراقبين. اذن فانني اعتقد ان هناك تقدما كبيرا بالمقارنة مع انتخابات ديسمبر/كانون الاول البرلمانية". واستطرد قائلا:" ساغادر موسكو بعد ساعتين لاتجه الى مدينة كراسنودار حيث سأعمل غدا هناك. وسازور ايضا احدى المدن في شمال القوقاز".
شهد مركز "الانتخابات 2012" الاعلامي الدولي لدى غرفة التجارة والصناعة الروسية يوم 3 مارس/آذار توقيع اتفاقية تشكيل مجلس موحد يجمع بين المراقبين الروس والاجانب. وقد وقع الاتفاقية ممثلون عن المجتمع المدني الروسي وعدد من المراقبين الاجانب.
وأوضح إيغور بوريسوف رئيس مجلس المؤسسة الاجتماعية لحق الانتخاب قائلا ان المقصود بالامر هو تبادل المعلومات. واضاف قائلا: "جرت العادة ان المراقبين الوطنيين(المحليين) يعملون على هذا الحقل. اما المراقبون الاجانب فيقيمون العملية من وجهة نظر ملاءمتها للمقاييس الدولية. ولم يتم لحد الآن التقسيم بين وظائفهم. لذلك فاننا اتخذنا قرارا بتوقيع اتفاقية يشكل بمقتضاها المجلس الموحد الخاص بتبادل الاراء والمعلومات.
المصدر: وكالة "نوفوستي" الروسية للانباء
إضافة تعليق جديد