انهيار حلب: ثلاثة قتلى وجريحين حتى الآن
الجمل-حلب: بعد أربعة عشر ساعة من البحث لم يتمكن رجال الإنقاذ سوى من انتشال ثلاث جثث من تحت أنقاض المبنيين المنهارين في حي بستان الباشا في حلب مساء أمس ، وتتواصل عمليات البحث تحت الأنقاض عن المفقودين ، وحتى صباح هذا اليوم بلغ عدد القتلى ثلاثة والجرحى اثنين أحدهما من رجال الإنقاذ سقطت كتلة إسمنيتة عليه كما صرح بذلك الرائد "عبد الرحمن الشيخ " قائد فوج إطفاء حلب .
وكان عدد كبير من سكان المبنيين حوالي ( 23 شقة سكنية ) قد غادروا شققهم قبيل لحظات من انهيارهما الذي لم يستغرق سوى دقائق ، فيما يقول شهود عيان و بعض الأهالي أن عدداً من السكان كان لا يزال في البنايتين لحظة سقوطهما .
فعند مساء السبت لاحظ أصحاب المحال حركة مريبة في محالهم ، المحال تهتز وألواح الزجاج تتكسر ، في الطوابق الثالث و الرابع من الجهة الجنوبية تنبه كل من " أبي أيوب" وجاره "رشيد عكا ش" إلى تساقط قطع من السقف ،والأعمدة فسارعا إلى تنبيه الجيران وإخراج عائلتيهما من المبنى
ويقول عكاش : " كان ذلك قبل مغيب الشمس شعرت بأن البناية ستقع ،صرخت على الجميع ،وبدأنا بالخروج ،وبعد دقائق قليلة بدأ الانهيار ، سكان المدخل الذي أعيش فيه خرجوا جميعاً تقريباً ، وأحد الشبان قذف به الضغط من مدخل البناية عندما كان يهم بالخروج وقد أسعف إلى مشفى الرازي " "
" محمود عقدة " أحد شهود العيان قال : " في السادسة إلا خمس دقائق بدأ الانهيار في الجهة الجنوبية الشرقية وقد خرج منها عدد كبير أما البناية الشمالية فقد رأيت عدداً منهم يقف على الشرفات ليستطلع الأمر ، ومنهم من كان على الدرج ، وبعدها انهارت البناية بشكل سريع وكامل ومنهم من كان يعدو على الدرج محاولاً الخروج ، وقد أبلغت المحافظ بما رأيته عند وصوله "
وعند الحادية عشرة أفاد " نعيم كركج " بأن شقيقه "محمد نور " و زوجة شقيقه الآخر، وابنها لم يتمكنا من الخروج ، وأن هاتفه النقال كان يرن دون أن يجيب ، فتركزت جهود الإنقاذ على المدخل الشمالي ، وفي الواحدة ليلاً تمكن رجال الإنقاذ من إخراج ثلاث جثث لطفل وسيدة و شاب ، هم "بلال كركج" 4 أعوام ، عاماً و"محمد نور كركج" 29 عاماً و "فاطمة شيخو" 65 عاماً ، وقد كانت تهم بتغيير ملابسها للخروج من البناية حيث خرجت كل عائلتها كما أفادت بذلك ابنتها ، فيما لا يزال تحت الأنقاض بشكل مؤكد "صالح الخضر" 40 عاماً و "منار ششو 29 عاماً " و الدة الطفل "بلال" .
رئيس مجلس مدينة حلب " معن الشبلي " قال للجمل : "حالياً المعلومات التي بين أيدينا الآن هو أن البناء مكون من محضرين ، وهو مرخص منذ السبعينيات والبناء نظامي "
فيما قال "محمد هندية" رئيس لجنة السلامة العامة أن " البناء نظامي ولا يوجد عليه مشاكل، أو مخالفات، وتم إخلاؤه ذاتياً من قبل الأهالي بعد شعورهم بحدوث تشققات ، وقد أمرنا بإخلاء البنايتين الملاصقتين للمبنيين المنهارين حفاظاً على سلامة المواطنين "
أحد الباعة في محل مجاور قال إن المياه المالحة كانت متسربة إلى قبو البناية المهجور وغير المستخدم " ولوحظ وجود تشققات في أعمدة الأبنية المجاورة التي تساقطت قطع أسمنتية منها ، علماً أن البناء الشمالي الذي انهار بعد انهيار البناية الجنوبية قد انشطر إلى نصفين عند الدرج فانهار الطرف الأيسر فقط ، وقد سارع سكانها في الجهة اليمنى فوراً لإخلائها .
الذعر وانقطاع التيار الكهربائي دفعا عدداً كبيراً من السكان لمغادرة بيوتهم في المنطقة التي تعتبر سوق حي بستان الباشا فقد أغلقت معظم المحال في الشارع ، و زاد الظلام من سوداوية المشهد .
وقد تجمهر الآلاف في ذلك الحي المكتظ بالسكان حيث تتجاور الأبنية الأشبه بعلب السردين في شوارع لا تتجاوز أعراضها 6 - 8 متر ،و شهدت الشوارع المحيطة بموقع الانهيار كر وفر بين الشرطة ، و عناصر حفظ النظام والدفاع المدني وبين آلاف الذين حضروا لمشاهدة عمليات الإنقاذ ورفع الأنقاض، ومنهم من سعى لافتعال أعمال شغب تم تطويقها في الحال .
الجمل
إضافة تعليق جديد