بعد خسائرها في الشيخ مسكين.. انشقاقاتٌ داخل تشكيلات «الجنوبية»
بعد التقدم الواسع والسريع الذي حققه الجيش العربي السوري في الأيام القليلة الماضية في منطقة المرج بغوطة دمشق الشرقية على حساب التنظيمات المسلحة، لم تجد الأخيرة ضالتها سوى في مدنيي دمشق الذين أمطرتهم بقذائفها ما أدى إلى استشهاد وجرح العشرات منهم.
في المقابل رد الجيش العربي السوري وسلاح الجو التابع له على مصادر إطلاق القذائف، موقعاً العديد من المسلحين قتلى ومصابين. وبين مصدر في وزارة الداخلية وفق ما ذكرت وكالة «سانا» للأنباء مساء أمس أن «حصيلة الشهداء والجرحى جراء الاعتداء الإرهابي بقذائف على أحياء سكنية بدمشق بلغت 9 شهداء و36 مصاباً بجروح متفاوتة الخطورة».
وكان المصدر ذكر في وقت سابق من يوم أمس أن «إرهابيين يتحصنون في الغوطة الشرقية أطلقوا قذائف هاون على أحياء سكنية بدمشق ما تسبب بارتقاء 8 شهداء وإصابة 25 شخصاً بينهم نساء بجروح متفاوتة ووقوع أضرار مادية بالممتلكات». وأشار المصدر إلى «إصابة 4 أشخاص بجروح جراء سقوط قذيفة هاون في الحي الشمالي لبلدة المعضمية أطلقها إرهابيون يتحصنون في عدد من أحياء مدينة داريا بريف دمشق».
وأمس الأول سيطرت وحدات من الجيش على المحطة الفضائية والمعهد الزراعي في منطقة خرابو بمنطقة المرج. ويبدو أن وحدات الجيش العاملة في تلك المنطقة تحاول الالتفاف على تل فرزات الذي تتحصن به مجموعات مسلحة من الشرق عبر بلدة النشابية ومن الغرب عبر المحطة الفضائية ومعهد خرابو.
والاثنين واصل الجيش عملياته في منطقة المرج وبات على بعد أمتار من تل فرزات الإستراتيجي بعدما سيطر على أحياء كبيرة من بلدة النشابية بالترافق مع إحكام سيطرته على كامل بلدة البلالية شرق مرج السلطان، أما غربها فوصل إلى المحطة الأرضية للفضائية السورية في خرابو قرب المعهد الزراعي، وبات أيضاً على مشارف بلدة حرستا القنطرة».
في المقابل رد الجيش العربي السوري وسلاح التابع له على مصادر إطلاق القذائف في مدينة دوما والمنطقة الواقعة بين بلدتي زملكا وحزة ومنطقة بالقرب من بلدة مسرابا ما أدى إلى مقتل 17 مسلحاً وجرح آخرين، بحسب نشطاء على موقع «فيسبوك».
من جهته ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض أن الطيران المروحي التابع للجيش استهدف مواقع عديدة للمسلحين في مدينة داريا بالغوطة الغربية، ما أدى لجرح عدد من المسلحين. كما تجددت الاشتباكات بحسب المرصد بين الجيش العربي السوري والتنظيمات المسلحة في محيط مدينة حرستا بالغوطة الشرقية، ما أدى لمقتل عدد من المسلحين. كما استهدفت قوات الجيش أماكن في بلدة أوتايا ومنطقة حوش الصالحة بالغوطة الشرقية، فيما دارت اشتباكات متقطعة بين قوات الجيش ومسلحين في منطقة المرج.
من جهة ثانية أعلن لواء «السبطين» أحد تشكيلات «المجلس العسكري» في القنيطرة عن انسحابه من المجلس، وذلك لقلة الدعم المقدم وعدم تزويد اللواء بالذخيرة، مؤكداً أن اللواء سيستمر بالتعاون مع تشكيلات الجبهة الجنوبية، وذلك حسب بيان نشره اللواء على حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي.
بحسب مواقع إلكترونية معارضة فإن سبب الانفصال يعود للظلم الذي يتعرض له اللواء من المجلس العسكري من نقص الدعم الموجه للواء، من ذخيرة ومال، رغم أن اللواء يشكل النسبة الأكبر من مجمل تعداد المجلس العسكري بالقنيطرة، بحسب مصادر مقربة من اللواء، والمجلس العسكري هو تشكيل من تشكيلات الجبهة الجنوبية، ويتلقى الدعم بشكل شهري من مصادر تمويل الجبهة الجنوبية ذاتها.
وفي السياق ذاته أعلن أيضاً لواء «مجاهدي حوران» انسحابه من الجيش الأول وفرقة الحمزة بقيادة العقيد الفار «صابر سفر»، وبحسب البيان الذي نشره اللواء على حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي فإن «العقيد سفر لا يمثل مجاهدي حوران، ولا علاقة لهم به، وأن القائد العسكري الوحيد المخول هو الملازم أول كنان الحبوس».
وتأتي هذه الانفصالات في ظل المعارك الدائرة بين وحدات من الجيش العربي السوري والتنظيمات المسلحة في مدينة الشيخ مسكين والتي دحر خلالها الجيش المسلحين من نصف المدينة.
المصدر: الوطن+ وكالات
إضافة تعليق جديد