بفضل سياسة الحكومة الصائمون سيأكلون لحوماً مثلجة
مثلما انعقدت خرجت لجنة تصدير الأغنام بمكسب وحيد لصالح تجار الأغنام وارتفاع أسعار سيعاني منه المستهلك طيلة شهر رمضان المبارك!
وانعقدت اللجنة لدراسة وقف تصدير الأغنام نظراً للارتفاع الحاد في أسعار اللحمة الحمراء في الأسواق ولاسيما جراء الطلب المتزايد مع حلول شهر رمضان المبارك لكن لم تفلح بالوصول إلى وقف التصدير ولو فترة رمضان فبعد خلاف حاد بين ممثلي الوزارات إلا أن الكلمة الفصل كانت للتجار واستمرت العملية .. فحركة التداول في الأسواق تؤكد أن سعر الكيلو تجاوز 550 ل.س ولاسيما مع بداية الشهر الفضيل مع غياب دور الجهات الرقابية لضبط الأسعار وجعلها بمتناول الفقراء... إلا أن لحوم العواس تتجه إلى دول الخليج والأردن مع قلة استيراد لحوم البيلا غير المرغوبة للمستهلك السوري.
وحسب معلومات الجمعية الحرفية للحامين بدمشق فإن استهلاك المدينة يتراوح ما بين 8 ـ 10 آلاف رأس غنم يومياً وتزيد الكمية وتنقص حسب الأعياد والمناسبات وحالياً يباع كيلوغرام لحم الخروف الحي بـ 160ل.س وسعر لحمة العجل بـ 300 ل.س .
والآن الطلب تزايد وكميات التصدير إلى تصاعد أمام تراخي الجهات المعنية فإن لهيب الأسعار سيستعر جنوناً وسيترك آثاره السلبية على جيوب شريحة كبيرة من المستهلكين وبالتالي سيحرمون من تناول هذه المادة طيلة الشهر الفضيل.
فالاقتصاد وغيرها من الوزارات كالزراعة غير قادرة على التدخل الايجابي خوفاً من انزعاج تجار الأغنام .. فبعد شدة الخلاف بقي الأمر ساري المفعول وأغنامنا للخارج ودون الزام التجار بتوريد أغنام البيلا.. فالتصدير هو السبب الجوهري الرئيسي لارتفاع الأسعار وترافق ذلك مع غياب أي سعي لردم الهوة بين المصدر والمستورد فالحكومة يبدو أنها مصرة على السماح بتصدير الأغنام العواس دون النظر إلى حاجة السوق المحلية ورغبات المواطنين.
وإذا كانت أسعار لحوم الأغنام آخذة بالارتفاع فإن معظم أسعار المواد الغذائية شهدت ارتفاعاً جنونياً قبيل حلول رمضان فقد سجلت يوم أمس ارتفاعاً طال مواد السكر والأرز حيث قفز السكر إلى 36ل.س للكيلو وزيادة أخرى على الأرز.
وطال أيضاً السمنة وزيت الزيتون والحال أيضاً بالنسبة للأجبان والألبان، أما البيض والفروج فيشهد ارتفاعاً هو الآخر ويتذبذب سعر صحن البيض بين 155 ـ 160ل.س فيما سعر الفروج لايزال مرتفعاً لجملة أسباب عزتها مديرية التجارة الداخلية بدمشق إلى وجود انخفاض في معدل الإنتاج بنسبة 25% عما كانت عليه سابقاً لخروج عدد كبير من المربين نتيجة الخسائر خلال الفترة الماضية إضافة لقلة الأعلاف ..وكل ذلك ساهم في ارتفاع أسعار الفروج بنسبة 12% عن العام 2005.
ما يشهد حالة الفلتان السارية في الأسواق هوارتفاع عدد الضبوط المسجلة خلال النصف الأول من العام الجاري.
ففي دمشق وحدها كان هناك أكثر من 4850ضبطاً تموينياً على القانون 123 الخاص بالأسعار ونظم 325 ضبطاً تموينياً على القانون 158 الخاص بالغش والتدليس.
وقالت مصادر مطلعة في وزارة الاقتصاد والتجارة أن الحكومة وافقت لمؤسسة الخزن والتسويق على استيراد مادة اللحمة المثلجة من أميركا الجنوبية لتغطية النقص الحاصل بهذه المادة.
وقال د. جورج خوري مدير الصحة الحيوانية في وزارة الزراعة: هناك إمكانية ممتازة لتصدير الأغنام السورية إلى الخارج وقد بلغت الكميات المصدرة قرابة مليون ونصف مليون رأس وإذا تم تغطية النقص فالإمكانية ستجيز تصدير قرابة 4 ملايين رأس من الغنم.
وفيما يتعلق باستيراد لحوم مثلجة من الخارج فإن هذه اللحوم تخضع للفحوص الشديدة تجنباً لأية أمراض!
بقي القول : إذا عجزنا عن وقف ارتفاع الأسعار قبل حلول رمضان المبارك فكيف سيكون حال الأسعار طيلة الشهر في ظل استمرار تصدير الأغنام ..! لا أحد يفكر بحال الناس والكل منشغل بمصالحه الشخصية لا يهمه ما يحصل!
المصدر: تشرين
إضافة تعليق جديد