بوتين واثق من فوزه في الإنتخابات الرئاسية

03-03-2012

بوتين واثق من فوزه في الإنتخابات الرئاسية

بدا رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين، واثقاً من فوزه في الانتخابات الرئاسية التي ستجرى، يوم غد، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنه لم يقرر بعد ما إذا كان سيبقى في الكرملين حتى العام 2024. وعشية جولة تصويت، ينتظر أن تكون حاسمة بعدما رجحت استطلاعات الرأي حصول مرشح حزب «روسيا الموحدة» الحاكم على أكثر من 50 في المئة من أصوات الناخبين، سعى بوتين إلى مخاطبة معارضيه بلغة تصالحية، من موقع المنتصر، وصلت إلى درجة الترحيب بالتحركات الاحتجاجية التي شهدتها البلاد خلال اليومين الماضيين.
وقبل يوم من فتح صناديق الاقتراع، توجه الرئيس ديميتري ميدفيديف، الذي يرجح أن يتولى منصب رئيس الوزراء في عهد بوتين، إلى المواطنين الروس بخطاب تلفزيوني، دعاهم فيه إلى اختيار من يستطيع النهوض بمهمة رئيس الدولة.
وقال ميدفيديف «نريد تغيير حياتنا نحو الأفضل.. ويعوزنا الأمن والعدل واحترام حقوق وحريات الإنسان.. وقد أظهرت الحملة الانتخابية الجارية أن المجتمع الروسي ازداد نضوجا وأصبح يصوغ مطالبه على السلطة بدقة ووضوح. وهذا يعني أن المواطنين يفهمون أن مستقبلنا يتوقف على الانتخابات المقبلة... وعلى الرئيس الجديد أن يواصل نهج تنمية الاقتصاد العصري، وأن يبذل ما في
وسعه لتحسين حياة المواطنين وتوفير القدرة الدفاعية والأمن للبلاد وترسيخ سمعتها في العالم».
وختم ميدفيديف كلمته قائلا «علينا أن نحدد في 4 آذار السبيل الذي ستتبعه بلادنا في الأعوام المقبلة»، مشدداً على أن «مستقبلنا في يد كل منا... اذهبوا إلى الانتخابات وأدلوا بأصواتكم».
وفي مقابلة مع وسائل إعلام أجنبية نشرت على الموقع الالكتروني للحكومة الروسية، قال بوتين إنه واثق من دعم غالبية الروس له، حتى في المدن الكبرى أو في صفوف الطبقة الوسطى، حيث يعتقد أن المعارضة تتمتع بدعم أكبر. وقال بوتين «هل تعتقدون أن غالبية السكان هناك ضدي؟ بالاستناد إلى أي استطلاعات للرأي؟ بكل بساطة لدي عدد أقل من المؤيدين لكن هؤلاء يشكلون الغالبية برغم ذلك».
ولم يستبعد بوتين ترشحه لانتخابات الرئاسة في العام 2018، لافتاً إلى أن ذلك «أمر طبيعي» مع دعم الروس له. وأضاف «لا أعرف ما إذا كنت أريد أن أبقى عشرين عاما وبضع سنوات. لم أقرر بعد. حاليا يتعلق الأمر بانتخاب الرئيس للسنوات الست المقبلة».
وقال بوتين إنه سيعين ميدفيديف رئيسا للحكومة إذا فاز في انتخابات الرئاسة، مشيراً إلى أنه اتفق منذ فترة طويلة مع ميدفيديف على أن يكون المرشح للرئاسة هو الأكثر شعبية بينهما. وأوضح «اتفقنا في الماضي على أن يكون أحدنا مرشحا للرئاسة... وفي نهاية السنة الماضية كان من الواضح أن شعبية خادمكم أكبر من تلك التي يتمتع بها ميدفيديف».
وأعرب بوتين عن ترحيبه بالحركة الاحتجاجية ضد حكومته في اليوم الأخير من الحملة. وقال رداً على سؤال بشأن التظاهرات التي تلت الانتخابات التشريعية التي نظمت في كانون الأول الماضي، والتي قالت المعارضة إنها شهدت عمليات تزوير «إنني مثلا سعيد جدا بهذا الوضع». وأضاف إن «هذا معناه ان السلطات يجب ان تتفاعل بحيوية مع ما يجري في البلاد ومع ميول الشعب، وأن تلبي تطلعاته»، معتبرا أنها «تجربة جيدة لروسيا».
واستبعد بوتين أي تشدد حيال الاحتجاجات. وتساءل «لماذا سأفعل ذلك؟ لماذا هذه المخاوف بينما نفعل عكس ذلك تماما؟ لم نقرر أي شيء من هذا النوع».
وسعى بوتين في الأشهر الأخيرة لتشويه صورة معارضيه، الذين اتهمهم بأنهم يعملون لحساب الولايات المتحدة، والتحضير لمخططات تهدف إلى زعزعة الاستقرار في البلاد، ومن بينها اغتيال أحد قادتهم لإلصاق التهمة بالسلطة.
وشهدت الحملة الانتخابية لبوتين عرض أفلام «وثائقية» تقدم البلاد وكأنها حصن محاصر، وتؤكد أن قادة المعارضة هم مأجورون يعملون لحساب حكومات أجنبية. وآخر هذه الأفلام بثته مساء أول أمس شبكة «إن تي في» التي تسيطر عليها المجموعة العملاقة للغاز «غازبروم»، ويؤكد أن قادة في المعارضة ومدافعين عن حقوق الإنسان ممولون من قبل الأميركيين، ويعملون لحساب وكالة الاستخبارات المركزية «سي آي إيه» للإضرار بروسيا.
وأعلنت شبكة «ان تي في»، أمس، أنها تخلت عن بث فيلم وثائقي آخر بعنوان «أنا... بوتين»، وذلك بعد شكاوى تؤكد ان الفيلم لا يحترم «روح» القانون الانتخابي.
من جهة ثانية، قال بوتين إنه ليس معاديا للأميركيين، متسائلاً «أين هو هذا الخطاب (المعادي للأميركيين)؟ إذا استمعتم لخطاب زملائنا الأميركيين حول حملتنا الانتخابية، فنحن نعتبرها معادية للروس. أين رأيتم ما هو معاد للأميركيين في حملتنا؟».
وأشاد بوتين بالرئيس الأميركي باراك اوباما، قائلاً «إنني واثق من أن السيد أوباما رجل صادق جدا... كما أن كثيرا من الأمور التي طرحها تنطبق بالكامل مع رؤيتي للوضع في العالم».
في هذا الوقت، نشرت صحيفة «روسيسكايا غازيتا» الأرقام المحددة لنفقات الحملات الانتخابية لكل مرشح على حدة. وأظهرت الأرقام أن حملة بوتين الانتخابية كلفته 369 مليون روبل (13 مليون دولار)، وقد وجهت غالبية هذا المبلغ للدعاية عبر التلفزيونات والإذاعات والمنشورات واللافتات.
ويلي بوتين من حيث حجم الإنفاق على الحملة الانتخابية منافسه ميخائيل بروخوروف حوالى 319 مليون روبل (11 مليون دولار)، وزعيم الحزب الشيوعي غينادي زيوغانوف (8 ملايين دولار)، والقومي المتطرف فلاديمير جيرينوفسكي (6,5 ملايين دولار)، ومرشح حزب «روسيا العادلة» سيرغي ميرونوف (4 ملايين دولار).

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...