بوتين يثني على الإلتزام السوري ويقترح مشاركة أندونيسيا في جنيف 2
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء 8 أكتوبر/تشرين الأول أن دمشق تشارك في عملية تدمير أسلحتها الكيميائية بنشاط وشفافية، معربا عن أمله في أن يتواصل العمل في هذا الاتجاه بالوتائر نفسها.وقال بوتين في مؤتمر صحفي في ختام قمة منتدى التعاون الاقتصادي الـ21 لدول آسيا والمحيط الهادئ في جزيرة بالي الإندونيسية: "قد اتفقنا مع شركائنا الأمريكيين على ما يجب عمله على النطاق الزمني المتوسط المدة. اما بشأن الشكوك حول التزام دمشق فقد تعاملت القيادة السورية مع هذا العمل بشكل نشيط وشفاف جدا. وآمل في أن يتواصل هذا العمل بنفس الوتائر".
ودعا بوتين الى توسيع قائمة المشاركين في مؤتمر "جنيف-2 " الخاص بالسلام في سورية ودعوة عدد من الدول الإسلامية الأخرى لحضوره، منها إندونيسيا باعتبارها أكبر بلد إسلامي.وشدد الرئيس على أن من بين الأولويات اليوم ليس تدمير الأسلحة الكيميائية السورية فحسب، بل واستئناف المفاوضات بين جميع الأطراف السورية المتنازعة في جنيف.وأعاد الى الأذهان أن اندونيسيا تعتبر أكبر دولة إسلامية ولها أكبر عدد سكان مسلمين في العالم. وأضاف: "إنه (مشاركة اندونيسيا) أمر طبيعي وسنرحب به".
واعتبر بوتين أن الأطر الزمنية التي حددها الخبراء الكيميائيون الدوليون لتدمير الأسلحة الكيميائية في سورية واقعية.وتابع أن روسيا والولايات المتحدة تثقان بخبراء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية الذين يقولون إنه من الممكن تدمير الترسانة الكيميائية السورية خلال عام.وفيما يخص مصير الرئيس السوري بشار الأسد شدد بوتين، على أن الشعب السوري هو صاحب القرار بهذا الشأن وليس قيادة روسيا أو أية دول أخرى.
كما اعتبر الرئيس الروسي أن الخلافات التي نشبت سابقا بين روسيا والولايات المتحدة بشأن الأزمة السورية، حملت طابعا تكتيكيا.وأكد أن البلدين يشاطران نفس الأهداف المتعلقة باستعادة الاستقرار في سورية.وتساءل قائلا: "إن الولايات المتحدة لا تسعى لإيصال "القاعدة" الى السلطة، أليس كذلك؟".وتابع أن أهداف روسيا والولايات المتحدة تتطابق أيضا فيما يخص إرساء الديمقراطية في سورية وتوفير ظروف ملائمة للحياة الآمنة لجميع الناس الساكنين في هذه الأراضي بغض النظر عن انتمائهم الديني والطائفي.وأضاف بوتين أنه التقى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري على هامش اجتماعات المنتدى وبحث معه تنظيم العمل على تدمير الأسلحة الكيميائية في سورية.وتابع قائلا: "لدينا تفاهم حول ما يجب عمله وكيف. وأنا مرتاح جدا للموقف الذي اتخذه الرئيس أوباما. وهو اتخذ هذا القرار على الرغم من أن الوضع كان صعبا بالنسبة له، وذلك سمح بتجنب حدوث مأساة".
- من جهة أخرى قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مقابلة مع قناة RT إن ضمان تمثيل لما وصفهم بـ"الخليط الصحيح" من مجموعات المعارضة السورية، في مؤتمر "جنيف-2" أمر في منتهى الأهمية.وأشار لافروف الى أن هناك مجموعات في المعارضة السورية تعد أقرب الى تنظيم "القاعدة" وليس الى "الجيش الحر" الذي يصور عادة كمعارضة علمانية مسلحة.وتابع قائلا: "إنه أمر في منتهى الأهمية أن يكون هناك تمثيل للمجموعات المعارضة الصحيحة أو الخليط الصحيح من مجموعات المعارضة في المؤتمر".وتابع الوزير الروسي قائلا: "هناك ميول لصالح المتطرفين الجهاديين في صفوف الذين يحاربون ميدانيا. وذلك ليس اعتقادنا نحن فحسب، بل هو أيضا اعتقاد الأمريكيين، يجب ألا نتفاوض مع هؤلاء الناس، بل يجوز لنا أن نتحدث فقط مع الذين يريدون سورية متعددة القوميات والطوائف ووحدة أراضيها وطوائفها".وتابع لافروف، أنه في الوقت الذي تقدم فيه التطورات الميدانية مزيدا من الحقائق تدل على محاولات المتطرفين لفرض سيطرتهم على هذه المنطقة الضخمة، بدأ الكثيرون ممن سبق وأن قدموا تفسيرا مختلفا للأحداث، يدركون هذه الحقائق بصورة متزايدة. وأضاف أنه من الصعب عليهم الإقرار بأخطائهم، لكن من الواضح إن هناك إدراكا متزايدا للخطر الذي يمثله المتطرفون على سورية والمنطقة برمتها، وذلك ما تبين خلال اللقاء الأخير مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، وهذا ما قاله الطرفان، في المؤتمرين الصحفيين بعد المحادثات في نيويورك وبالي في وقت سابق.
المصدر: روسيا اليوم
إضافة تعليق جديد