بوتين يسحق معارضيه
كما كان متوقعاً، حقق حزب «روسيا الموحدة» الموالي للرئيس فلاديمير بوتين نصراً ساحقاً في الانتخابات البرلمانية التي جرت أمس، بحصوله على حوالى 63.9 في المئة من الأصوات، في وقت لوّح الحزب الشيوعي، الذي حل ثانياً، بخيار الطعن بالنتائج أمام المحكمة العليا، واصفاً الانتخابات بأنها «الأقذر» منذ انهيار الاتحاد السوفياتي.
وأظهرت النتائج الرسمية الأولية للانتخابات بعد فرز 47 في المئة من الأصوات فوز حزب بوتين بـ2,63 في المئة من الأصوات، في مقابل 11.5 في المئة للحزب الشيوعي، و1,9 في المئة للحزب الديموقراطي الليبرالي بزعامة فلاديمير جيرنوفسكي، و8,7 في المئة لحزب «روسيا العادلة»، فيما لم تتمكن بقية أحزاب المعارضة من الحصول على نسبة الـ7 في المئة التي تؤهلها دخول البرلمان.
وفاقت نسبة المشاركة، وهي أحد أهم الأمور التي يراهن عليها الكرملين لتأكيد زعامة بوتين، الـ60 في المئة، بحسب المؤشرات الأولى التي أعطتها اللجنة الانتخابية، لتحقق ارتفاعاً بنسبة فاقت الـ10 في المئة عن انتخابات العام .2003
ووصف رئيس «روسيا الموحدة» بوريس غريزلوف الانتخابات بأنها «استفتاء لدعم سياسة فلاديمير بوتين»، لافتاً إلى أنها شكلت «نصراً» للرئيس، فيما اعتبر المتحدث باسم الكرملين ديمتري
بيسكوف أنّ النتائج أظهرت أنّ «الغالبية الساحقة من الروس صوتت لصالح (روسيا الموحدة) وبالتالي لمسيرة الرئيس بوتين».
ودعا بوتين، بعد الإدلاء بصوته في مكتب اقتراع جنوب غربي موسكو، الروس إلى التصويت لمن «يثقون بهم»، وقال «الحمد لله لقد انتهت الحملة الانتخابية. أنا واثق من أن الناخب حدد خياراته، عليكم الآن أن تأتوا وتصوتوا لصالح الحزب الذي أقنعكم برنامجه الانتخابي»، معرباً عن «ارتياحه» لسير العملية الانتخابية. لكنّ الحزب الشيوعي الروسي أعلن أنه سيعترض على النتائج بسبب «التجاوزات التي فاقت كل حدود». وقال مسؤول الشؤون القانونية في الحزب فاديم سولوفييف إنّ «مجموعة من محامينا بدأت إعداد دعاوى الطعن في النتائج لرفعها أمام المحكمة العليا»، مشيراً إلى أنّ مراقبي الحزب سجلوا أكثر من عشرة آلاف انتهاك وتجاوز.
وقال زعيم الحزب غينادي زيوغانوف «هذه أقذر انتخابات واقلها مسؤولية» منذ انهيار الاتحاد السوفياتي، مضيفاً «لقد فكروا في 15 وسيلة على الأقل لتوريط وخيانة الناخبين»، فيما وصفها المعارض الليبرالي بوريس نيمستوف أنها «الأكثر تزويراً في تاريخ روسيا».
أمّا السياسي المعارض وبطل العالم السابق في الشطرنج غاري كاسباروف فتعمد إتلاف بطاقته الانتخابية، عبر إضافة اسم ائتلافه «روسيا الأخرى» المعارض عليها، احتجاجا على الانتخابات، لافتاً إلى أنّ عملية التسجيل كانت «مروعة» وأنّ الناخبين تعرضوا «لحملة من الخوف» للتأثير على تصويتهم لصالح حزب بوتين.
وأضاف أنه لا يرى أي بديل عن «المقاومة غير العنيفة» في إطار «النظام السياسي الميت الحالي»، متهماً بوتين بأنه يحرك روسيا في اتجاه «ديكتاتورية الحزب الواحد». وتابع «إنهم لا يزوّرون فحسب بل يغتصبون النظام الانتخابي كله. هذه الانتخابات تذكرنا بالانتخابات السوفياتية عندما لم يكن هناك خيار».
من جهتها، نددت مؤسسة «غولوس»، وهي ابرز منظمة روسية لمراقبة الانتخابات، بضغوط مورست على موظفي المؤسسات والطلاب، مشيرة إلى أنّ «هذه ليست أفعالا معزولة، فلقد ابلغنا بحصولها في سائر أنحاء البلاد».
لكنّ منسق الفريق البرلماني من مراقبي رابطة الدول المستقلة باقيجان جمعاقولوف أكد أنّ الانتخابات تجري من دون تسجيل أية مخالفات. وأضاف «إجمالا تجري الانتخابات في جو هادئ، ويمكننا القول انه في المقاطعات التي اختتم فيها التصويت، جرت الانتخابات على مستوى عال جدا»، فيما نقلت وكالة «نوفوستي» عن مراقب دولي فرنسي قوله «لقد قمنا بزيارة عدد كبير من مراكز الاقتراع وتأكدنا من أن الانتخابات تجري بشكل منفتح».
من جهته، قال رئيس بلدية موسكو يوري لوجكوف أنّ حزب «روسيا الموحدة» قد يعلن في 17 كانون الأول الحالي اسم مرشحه للرئاسة، وذلك بعد اختتام أعمال المؤتمر العام للحزب والمشاورات مع بوتين.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد