بيل غيتس خائف على ابنته من إدمان الكمبيوتر
قبل أن ينحسر الظل الثقيل للموت الغامض للممثلة الأميركية الشهيرة آنا نيكول سميث، والتي تبيّن أنها كانت تُعالج من الإدمان المَرَضي على المخدرات قبل وفاتها أثناء عملية انجاب، ظهر برنامج طبي لعلاج ظاهرة مماثلة في العالم الرقمي للكومبيوتر: إدمان البريد الالكتروني! ولعل الأمرين ليسا بعيدين من بعضهما بعضاً تماماً. فقد نالت الراحلة سميث شهرتها من ظهورها المتكرر في أشرطة إباحية، إضافة الى دوران صورها الفاضحة في بريد الانترنت. وزاد من حدّة المفارقة عينها، أن الخبر عن علاج الإدمان المرضي على البريد الالكتروني ظهر في اليوم نفسه الذي انشغلت وسائل الاعلام بسيل من الأخبار عن وقوع مجموعة من ممثلات هوليوود في قبضة الإدمان المرضي على الكحول، مثل راي لوليتا (52 سنة، بطلة فيلم «الصحبة الطيبة» الشهير) ونيكول ريتشي (25 سنة، بطلة مسلسل «حياة بسيطة» )، إضافة الى المغنية الشهيرة بريتني سبيرز التي أُدخلت الى مصح نفسي لإعادة التأهيل، ما يعني أنها تعاني من نوع الإدمان أيضاً.
وجاءت تلك الخطوة بعدما حلقت المغنية الشقراء خصل شعرها الذهب بصورة دراماتيكية، فباتت صلعاء، ما أثار قلقاً عن تماسكها العقلي، وبذا يبدو دخولها الى مصح إعادة التأهيل النفسي منطقياً. كذلك ناء البريد الالكتروني السنة الماضية بصور العري غير المتوقع لسبيرز، خصوصاً تلك التي التقطت لها أثناء صعودها في سيارة احدى صديقاتها! ولا يعني ذلك أن الجنس هو سبب التعوّد المرضي (وهو التعبير العلمي عن الادمان) على البريد الالكتروني، الذي يبدو أنه جزء من تركّز تفكير البشر باضطراد على علاقتهم مع العالم الافتراضي للانترنت. ويشير الخبراء الى أن البرنامج العلاجي، الذي يتألف من 12 خطوة، مُخصص للتعامل مع حالات مثل حالة لاعب كرة مضرب إعتاد على تفقد رسائله الالكترونية بين كل ضربة وأُخرى، مستخدماً هاتفه الخليوي للدخول الى بريد الانترنت.
ويلفت في برنامج العلاج أنه من صنع أيدٍ أنثوية، تريد إنقاذ البشر من التعلّق المرضي بالوسائط الالكترونية، بما فيها البريد. وقد صممت مارشا إيغنز برنامجها العلاجي، بعدما لاحظت انتشار تلك الظاهرة، خصوصاً في أوساط المديرين التنفيذين وأصحاب الوظائف العالية. ويصل الأمر ببعض هؤلاء الى درجة أنه لا يتمكن من المرور قرب جهاز كومبيوتر من دون استعماله للدخول الى رسائله على الانترنت، وكذلك يمتنع بعضهم عن قضاء إجازة في أمكنة غير متصلة ببريد «الويب» مهما بلغ جمالها وسحرها الطبيعي. ويصل الهاجس القاهر ببعضهم الى درجة أنهم يرسلون رسالة الكترونية لأنفسهم إن لم يتلقوا بريداً لدقائق معدودة! لذا ترى إيغنز أيضاً ان ظاهرة تكرار التفقّد المرضي للبريد الالكتروني يصاحبها هدر في الوقت والجهد والمال، لافتة الى أن الموظفين يحتاجون الى 4 دقائق للتعامل مع الرسالة الالكترونية والعودة الى العمل. ويعتبر التعود على البريد الالكتروني من الأشكال الحديثة للتعوّد المرضي على الانترنت المنتشر في أميركا، حيث بُني أول مستشفى لعلاجه في العام 1999.
لذا، بدا بيل غيتس، مدير شركة مايكروسوفت الشهيرة، وكأنه مُتنبّه الى تحديات العصر الرقمي، حين قال أنه لا يسمح لابنته باستخدام الكومبيوتر لأكثر من 45 دقيقة يومياً. ولاحظ أن تلك الابنة شرعت في قضاء أوقات طويلة مع الألعاب الالكترونية بعد دخولها مدرسة يستخدم فيها الطلاب الكومبيوتر في أداء كل شيء تقريباً. ويحمل كلام غيتس ربطاً ذكياً بين تحوّل البشر أسرى الآلات الذكية، التي يصنع برامجها بنفسه، وبين الاضطراب في عقولهم ونفسياتهم ومشاعرهم. ولننتظر لنر.
إضافة تعليق جديد