تحفظات سورية على انعقاد «جنيف 3» قبل «موسكو 3» وتلويح بـ«أفكار بناءة» لحل الأزمة
تجدد السباق بين الميدان والسياسة مع اقتراب جلسة مجلس الأمن الدولي التي يعرض خلالها المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا خطته لحل الأزمة التي تشهدها البلاد منذ أكثر من أربع سنوات.
فعلى الأرض تسارعت تحضيرات الجيش العربي السوري لتوجيه ضربات للإرهابيين الذين سعوا إلى تحقيق مكاسب ميدانية باجتياحهم لمحافظة إدلب ومحاولاتهم السيطرة على كامل محافظة درعا. وتوقعت مصادر متابعة لـ«الوطن» أن تشهد الأسابيع القليلة المقبلة حملة عسكرية للجيش رداً على عمليات الإرهابيين.
وأشارت المصادر إلى قرب التوقيع على اتفاق أمني ثلاثي سوري إيراني عراقي، لافتة إلى أن تعقيدات داخل العراق أجلت التوقيع الذي كان من المقرر أن يتم في بغداد مطلع الشهر الجاري. وكشفت أن لقاءات بين مسؤولين أمنيين سوريين وعراقيين وإيرانيين تمت في الأيام القليلة الماضية من أجل بلورة التفاصيل. ويأتي هذا الحراك العسكري والأمني وسط تحفظات سورية على انعقاد «جنيف 3» قبل «موسكو 3».
فالتحفظ السوري ومغادرة دي ميستورا دمشق من دون أن يلتقيه الرئيس بشار الأسد، يشيران إلى معارضة على ما يعتزم المبعوث طرحه على طاولة مجلس الأمن في التاسع والعشرين من شهر تموز الجاري.
ولقد أفصح المعلم عما يجول بخلد الحكومة السورية حيال تحركات دي ميستورا خلال اليوم الأول من المؤتمر الإعلامي الدولي لمواجهة الإرهاب التكفيري، فقال: «ما زلنا نعتقد أن الذهاب إلى «جنيف 3» سابق لأوانه ما لم يتوصل السوريون فيما بينهم إلى معالجة قضاياهم، وعلى هذا الأساس رحبنا في موسكو باحتمال عقد «موسكو 3» من أجل التحضير الجيد لمؤتمر جنيف 3» كاشفاً عن امتلاك الحكومة السورية «أفكاراً بناءة لحل سياسي شامل يسهم في رسم مستقبل سورية» موضحاً أنها «تترك ذلك للحوار بين السوريين، الحوار الذي بدأ في موسكو».
تصريحات المعلم جاءت كخريطة طريق توصل إلى الحل، فعقد «موسكو 3» قبل «جنيف 3»، مع تلويح المعلم لـ«أفكار بناءة لحل شامل يسهم في رسم مستقبل البلاد» على طاولة الأول، وإلا فإن «أي حل سياسي لا ينتج عن الحوار بين السوريين ولا يضع مكافحة الإرهاب أولوية لن يكون مجدياً»، بحسب المعلم.
وأمس أصدر الرئيس بشار الأسد مرسوماً بمنح عفو عام عن جرائم الفرار الداخلي والخارجي والجرائم المنصوص عليها في قانون خدمة العلم، بعد يوم من دعوة المعلم «أبناء سورية ممن حملوا السلاح في وجه الدولة للعودة إلى صفوف الجيش العربي السوري والقوات المسلحة لنحارب معاً الإرهاب الذي يستهدف جميع السوريين ووحدة وسيادة الجمهورية العربية السورية».
مصادر أوروبية مواكبة للملف السوري توقعت أن يستند دي ميستورا في تقريره إلى إعلان جنيف، مع تعديلات تستند في جزء منها إلى خريطة طريق وضعتها أطراف من المعارضة السورية، ورجّحت أن يقترح المبعوث الأممي إضافة بنود إلزامية لتطبيق الاقتراحات بضمانة الدول الكبرى.
ووفقاً لوكالة الأنباء الإيطالية «آكي»، نفت المصادر، أن يقدّم اقتراحات جزئية، مرجّحة أن تكون لديه «رؤية كاملة» لخطوات يمكن أن تحصل على تأييد عربي وإقليمي ودولي.
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد