تزايد نفوذ "داعش" في باكستان
يرى المحقّقون في أول هجوم تبناه تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"-"داعش" في باكستان، أن مجموعة محلية تسعى إلى تعزيز علاقاتها في الشرق الأوسط هي من يقف وراءه.
وكان مسلّحون هاجموا الشهر الماضي حافلة في كراتشي ما أدى إلى سقوط 45 قتيلاً، في أحد أكثر الهجمات دموية في البلاد هذا العام.
وسارع تنظيم "داعش" إلى تبني الهجوم، ليكون بذلك أول عملية في باكستان يقف وراءها هذا التنظيم الإرهابي، الذي يُسيطر على مساحات شاسعة من أراضي العراق وسوريا.
إلا أن إسلام اباد نفت رسمياً أن يكون التنظيم ناشطاً على أراضيها، ويعتقد المحقّقون أن الهجوم من تنفيذ جماعة "عسكر جنقوي"، التي تسعى على ما يبدو إلى توسيع نطاق نفوذها للحصول على دعم مالي من تنظيم "داعش".
وقال مسؤول أمني يُشارك في التحقيق، رفض الكشف عن هويته: "نحن نحقق في إمكان وقوف جماعة عسكر جنقوي وراء الهجوم، وأحد المشتبه فيهم الموقوفين مرتبط بها".
وتابع المسؤول أن "الجماعة تُريد لفت انتباه تنظيم الدولة الإسلامية لغايات التمويل، والهجوم على الشيعة يُشكّل الأسلوب الأفضل لأنه أثار اهتماماً عالمياً".
ويقول مسؤولون كبار في الإستخبارات ومصادر ضمن ناشطين، إن قياديين من الجماعة حاربوا في سوريا وعادوا بعدما تأثروا بأسلوب الإرهابيين الوحشي وقدراتهم الدعائية.
ويعمل هؤلاء المقاتلون العائدون على تدريب جيل جديد من المقاتلين المتحدّرين من الطبقة الوسطى، الذين حصّلوا تعليماً عالياً وانتقلوا طوعاً إلى التطرّف على أمل نشر نفوذ تنظيم "داعش" في باكستان.
وأوضح المحلّل الأمني امير رانا أن جماعة "عسكر جنقوي" لديها مقاتلين في العراق منذ العام 2013، حتى أنها أقامت معسكرات تدريب هناك.
وأضاف أن "العلاقة الأيديولوجية والعملانية بين جماعات مسلّحة باكستانية وتنظيم الدولة الإسلامية ليست حديثة، فالمقاتلون الباكستانيون جزء من التنظيم منذ تأسيسه".
وتابع رانا أن "التهديد الفعلي على باكستان يتمثّل في عودة مقاتلي جماعة عسكر جنقوي بعد مشاركتهم في القتال في سوريا والعراق".
وفي 20 أيار الماضي، أعلن رئيس حكومة ولاية السند قائم علي شاه أولى عمليات التوقيف المرتبطة بالهجوم على الحافلة في كراتشي.
وقال إن أربعة مشتبه فيهم ذوي "تحصيل علمي عال" اعترفوا بتورّطهم، ومن بينهم أحد خريجي معهد إدارة الأعمال المعروف في كراتشي.
وأثار توقيف المشتبه فيهم، الذين تعتقد الشرطة أنهم قاموا بتنسيق تحرّكات المسلّحين على الأرض، مفاجأة في باكستان حيث غالباً ما يكون الفقراء هم من ينتقلون إلى التطرّف.
وأشار مسؤول في الإستخبارات إلى أن الأشخاص الذين حصّلوا تعليماً عالياً، يتمّ تجنيدهم بأعداد متزايدة منذ بدء الحرب في سوريا.
وتابع هذا المسؤول أن "هؤلاء الجهاديين المثقّفين مندمجون في المجتمع ويعيشون حياة عادية، ويمارسون ايديولوجيتهم على الإنترنت حيث من الصعب مراقبتهم".
(أ ف ب)
إضافة تعليق جديد