تسريبات حول زيارة بوش القادمة لإسرائيل
الجمل: سُؤِلَ أحد السياسيين الإسرائيليين حول مدى نجاح وزير الخارجية الأمريكي السابق في إنجاز مهمة زيارته لرام الله وإسرائيل من أجل وقف إطلاق النار حين كانت القوات الإسرائيلية تحاصر مقر الزعيم الراحل ياسر عرفات، فأجاب السياسي الإسرائيلي بأن نجاح كولن باول تمثل في عودته إلى الولايات المتحدة "حيّاً" بعد انتهاء المهمة. وعلّق نفس السياسي الإسرائيلي قائلاً بأن كوندوليزا رايس تؤدي مهامها بنجاح طالما أنها تعود من إسرائيل وهي على قيد الحياة، والآن تفيد التقارير الإخبارية بأن الرئيس جورج بوش سوف يقوم بزيارة لإسرائيل مطلع الأسبوع الثاني من شهر كانون الثاني القادم، فهل سوف يعود حياّ؟!! أم ستكون زيارة إسرائيل سبباً في "وفاته السياسية" خاصة وأنه دخل مرحلة تسليم الروح بسبب سياساته في العراق وأفغانستان وباكستان وبقية بلدان الشرق الأوسط، والتي ترتب عليها دخول بوش والحزب الجمهوري إلى "غرف الإنعاش".
* تسريبات النوايا الإسرائيلية إزاء زيارة بوش:
تشير التسريبات الإسرائيلية بأن المطلب الأول لإسرائيل سوف يتمثل في ضرورة "إعاقة" انعقاد قمة رايس – أولمرت – محمود عباس. أما المطلب الثاني فسوف يتمثل في ضرورة تقديم المزيد من المعونات العسكرية لإسرائيل.
يقول المحلل السياسي روزنر، بأن رايس قد ذهبت إلى الشرق الأوسط بدون توقعات ثم عادت منه إلى أمريكا بلا إنجازات ويشير المحلل الإسرائيلي روزنر إلى أن اتفاق مكة قد لعب دوراً رئيسياً في إفشال وإخفاق مهام رايس، ويرى الإسرائيليون بأن جورج بوش هو أفضل رئيس أمريكي بالنسبة لإسرائيل وبدلاً من تصعيد الخلافات معه يتوجب استغلاله وتوظيفه ضمن الفترة المتبقية من عمر ولايته لجهة الحصول على الكثير من المساعدات العسكرية والاقتصادية، أما "عرقلة" عملية السلام في الشرق الأوسط فمن الممكن ترك أمرها لـ"أصدقاء" إسرائيل داخل الولايات المتحدة الأمريكية.
كذلك أشارت التسريبات الإسرائيلية إلى أن يورام بن زيئيف نائب مدير وزارة الخارجية لشؤون أمريكا الشمالية قد قام بتنظيم سلسلة من النقاشات والمشاورات من أجل خلق اتفاق جديد يعمل كـ"مظلة" إستراتيجية تجمع كل ما ورد في مذكرة التفاهم الأمريكية – الإسرائيلية، بحيث تعطى مظلة الاتفاقية الجديدة المزيد من الحيوية والتجدد للطبيعة الخاصة التي تميزت بها العلاقات الثنائية الأمريكية – الإسرائيلية.
وبالمقابل، فمن وجهة نظر بن زئيئف هناك اتجاه آخر يحاول التأكيد عليه رون بروسور المدير العام السابق لوزارة الخارجية الإسرائيلية، ويزعم رون بروسور بأنه بدلاً من صياغة اتفاقية إسرائيلية – أمريكية واسعة النطاق، فمن الأفضل دفع الرئيس بوش إلى إعطاء أوامر واضحة لأجهزة الإدارة الأمريكية بضرورة تقديم الدعم الكامل لإسرائيل في عدد من القضايا والمسائل الحساسة في علاقاتها مع أمريكا، بحيث عندما تعارض الولايات المتحدة التدخل العسكري في الشرق الأوسط، يكون بإمكان إسرائيل إظهار بعض الاهتمام بذلك ومن ثم فبدلاً من المطالبة باتفاقيات دفاعية مع أمريكا، فإن الأفضل هو أن يقول الإسرائيليون لأمريكا أعطنا الوسائل والوسائط اللازمة وسوف نقوم نحن بإنجاز ما هو مطلوب.
وتشير التسريبات أيضاً إلى احتمالات أن يطالب الإسرائيليون الرئيس بوش بالمزيد من التعاون في الجوانب النووية، وهو تعاون كانت الإدارة الأمريكية تتحفظ عليه بسبب عدم توقيع إسرائيل على اتفاقية عدم انتشار الأسلحة النووية، ولكن بعد اتفاقية التعاون النووي الأمريكي – الهندي، فإن بإمكان الإسرائيليين استغلال الاتفاقية النووية الهندية – الأمريكية لـ"سابقة" توفر الذريعة للمطالبة بتوسيع التعاون النووي الإسرائيلي – الأمريكي، كذلك تقول التسريبات بأن الإسرائيليين قد أعدوا قائمة بالمطالب الإضافية المتعلقة بضرورة أن يعمل الرئيس بوش خلال العام القادم المتبقي له من أجل تزويد إسرائيل بالقدرات التكنولوجية العسكرية المتطورة، كتكنولوجيا عمليات الجمع الاستخباري وتوجيه الأسلحة الذكية.
علّق أحد كبار المسؤولين في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية قائلاً بأن على إسرائيل أن تبذل قصارى جهدها لزيادة حجم المعونة العسكرية الأمريكية لإسرائيل خاصة وأن اتفاقية المعونة الأمريكية – الإسرائيلية المعمول بها حالياً سوف تنتهي صلاحيتها خلال العام القادم، وطالما أن بوش سوف يكون ما يزال موجوداً في البيت الأبيض فمن المناسب استغلال فرصة وجوده والعمل على إنجاز اتفاقية جديدة تتضمن المزيد من المزايا الإيجابية الجديدة لصالح إسرائيل.
عموماً، تأتي زيارة بوش لإسرائيل ضمن توقيت يتزامن مع احتمالات انتخاب الرئيس اللبناني الجديد، وأيضاً في وقت يسبق قيام الرئيس بوش بإلقاء خطابه السنوي عن حالة الاتحاد، وتجدر الإشارة إلى أن هذا الخطاب السنوي يتضمن عادة الإشارة إلى بعض الملامح الرئيسية لإستراتيجية السياسية الخارجية الأمريكية، وقد أشار خطاب العام الماضي إلى إستراتيجية زيادة عدد القوات الأمريكية في العراق، والآن تشير التكهنات إلى أن خطاب حالة الاتحاد الجديد في كانون الثاني القادم قد يشير إلى بعض الجوانب والملامح المحددة للتوجهات الأمريكية إزاء الملفات التالية:
· ملف سوريا – لبنان.
· ملف عملية سلام الشرق الأوسط.
· ملف العراق.
· ملف العلاقات التركية – الأمريكية والصراع الكردي – التركي.
· ملف إيران.
وبالنسبة لملف إسرائيل فسوف يرتبط بملف الربط بين مشروطيات الحرب ضد الإرهاب والمعونات الأمريكية لمصر والأردن، وقد بدأت مصر استعداداتها من أجل الفوز برضا الإسرائيليين لتامين الحصول على المعونات الأمريكية المعرقَلة بواسطة اللوبي الإسرائيلي، وتمثلت أولى خطوات مصر لكسب رضا الإسرائيليين واللوبي الإسرائيلي والإدارة الأمريكية في الاعتقال الجماعي للحجاج الفلسطينيين القادمين من تأدية فريضة الحج، وتجدر الإشارة إلى أن معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى قد أشار في أحد أوراق الرصد السياسي التي أصدرها قبل حلول موعد الحج هذا العام إلى ضرورة قيام إسرائيل وأمريكا بمطالبة الرئيس حسني مبارك بتشديد الرقابة على الحجاج الفلسطينيين الذين يمرون عبر الأراضي المصرية، لأنهم سيلتقون بالإرهابيين الإيرانيين وعناصر من تنظيم القاعدة خلال أداء شعائر الحج، وهي التهمة التي تتحرى عنها أجهزة الأمن المصرية مع 2000 حاج فلسطيني قامت باعتقالهم مباشرة فور نزولهم الأراضي المصرية من العبارات التي أعادتهم من الأراضي المقدسة!!
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد