تصورات الإسرائيليين لعملية السلام مع سورية ومراحلها الزمنية

الجمل:     نشرت صحيفة الواشنطن تايمز (Washington Times) الأمريكية، الصادرة في 7آذار 2007م، تقريراً اخبارياً أعده الصحفي ديفيد آر ساندز، تحت عنوان  (صفقة غير رسمية تطرح السلام).
التقرير يستند إلى تسريبات من داخل إسرائيل يقول بوجود عملية بحث جارية تمهيداً لوضع خطة تتبناها الحكومة الإسرائيلية بهدف تحقيق السلام مع سوريا.
يقود ديفيد آر ساندز استناداً إلى حديث أحد المشرفين الرئيسيين على إعداد المخطط التفصيلي بأنه من الممكن أن تقوم إسرائيل بتحول مخطط تفصيلي تم التشاور حوله إلى صفقة سلام دائم مع سوريا خلال –بضعة- أشهر، إذا رغب رئيس الوزراء –الإسرائيلي- إيهود أولمرت باتخاذ المخاطرة السياسية.
يقول آلون لييل، المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية خلال فترة رئيس الوزراء الأسبق إيهود باراك، بأنه يعتقد بأن سوريا سوف تظل مهتمة بالحصول على الخطوط العريضة لمخطط الصفقة غير الرسمية، والتي تمثل محصلة عامين من الاتصالات غير الرسمية التي تم الإشراف عليها ورصدها.
بموجب الاتفاق – الذي يتوقعه الإسرائيليون- بإمكان سوريا أن تسترد مرتفعات الجولان من إسرائيل، مقابل (التغيير وإعادة التوجيه الإستراتيجي) لسياستها الخارجية، على النحو الذي يتضمن كسر وقطع روابطها مع إيران والجماعات الإسلامية الراديكالية المعادية لإسرائيل.
وقد قال المسؤول الإسرائيلي السابق آلون لييل في مؤتمر صحفي عن بعد (Telecon Ference) تحدث من إسرائيل للصحفيين الأمريكيين (إذا رغبت إسرائيل، فبإمكانكم الإعداد والترتيب لاتفاق مع سوريا خلال فترة تمتد من أربعة إلى ستة أشهر، ولكن –القيام بذلك- يتطلب الشجاعة والجرأة والحسم على مستوى –القيادة العليا- مستعدون –الآن- للقيام بذلك).
أنكرت كل من سوريا وإسرائيل صراحة وجود أي وضع أو صفة رسمية للمحادثات الخاصة وقللتا من أهمية التوقعات القائلة بأن ثمة جولة جديدة من المفاوضات تلوح في الأفق القريب العاجل. وكانت صحيفة هآرتس اليوم الإسرائيلية أول من أشار في كانون الثاني الماضي إلى المحادثات الخلفية.
قالت ميري ايزين المتحدثة الرسمية باسم رئيس الوزراء ايهود أولمرت (لم يحدث أن استقبلنا أو استضفنا أي شخص يتحدث نيابة عن السوريين، وقد سمع رئيس الوزراء لأول مرة عن هذه المناقشات في تقرير الصحيفة).
وبرغم ذلك فقد –زعم الخبير الإسرائيلي- آلون لييل بأن نظيره في المشاورات هو السوري- الأمريكي إبراهيم سليمان، وبأنه كان ينقل بانتظام وبشكل عادي للمسؤولين الحكوميين، التقدم –المحرز- في المشاورات. والتي تم إجراؤها أولاً في تركيا، ومن ثم تحت رعاية وإشراف الحكومة السويسرية بين عام 2004 ومنتصف 2006م.
يقول آليون لييل بأن الخطة قد وجدت استقبالاً حماسياً في إسرائيل، وعلى وجه الخصوص بين الجماعات اليسارية (المؤيدة للسلام). وقال آلون بأنه وابراهيم سليمان، قد تمت دعوتهما لإطلاع لجنة الكنيست –الإسرائيلي- في الشهر القادم حول جوهر الاتفاق.
أشار آلون لييل إلى أن الاتصالات قد انقطعت نهاية الصيف –الماضي- عندما رفضت إسرائيل عرضاً سورياً يطرح تطوير المشاورات بإرسال مندوبين حكوميين رسميين.
استناداً إلى المخطط، فسوف يكون بإمكان سوريا استعادة كامل مرتفعات الجولان التي استولت عليها إسرائيل خلال حرب الستة أيام في عام 1967، بحيث يكتمل الانسحاب الإسرائيلي –من الجولان- خلال 15 عاماً، وعلى سوريا أن تقوم بخلق مناطق منزوعة السلاح على شكل (متنزه طبيعي- أو محمية طبيعية) في الجولان، وتؤمن الدخول للعمالة والسياح الإسرائيليين وأن لا تقطع حقوق المياه الحيوية والضرورية لإسرائيل.
الأكثر أهمية في حديث آلون لييل، هو تخلي سوريا عن تحالفها مع إيران وإنهاء تأييدها ودعمها للحركات الراديكالية مثل حزب الله اللبناني وحركة حماس في الأراضي الفلسطينية، والطلب من خالد مشغل مغادرة سوريا.
إسرائيل من ناحية أخرى سوف تعمل على تحسين الروابط بين سوريا والولايات المتحدة. وقد دخلت إدارة بوش مراراً وتكراراً في خلافات مع الرئيس بشار الأسد، متهمة دمشق بمحاولة زعزعة وتقويض استقرار الحكومات المدعومة أمريكياً في العراق ولبنان ومساعدة تحرك إيران من أجل الهيمنة على المنطقة.
قال آلون لييل الصفقة مع سوريا سوف تتطلب تسويقاً سياسياً صعباً للغاية في إسرائيل حالياً. ولكنه قال بأن المسؤولين الإسرائيليين أخبروه بأن العقبة الكبيرة خلال المشاورات السرية كانت تتمثل في المعارضة القادمة من واشنطن. وكان عذر الإسرائيليين الدائم لواشنطن –خلال فترة المشاورات- (نحن لا نريد أن نتبع –توجه- الولايات المتحدة في هذه المرحلة).

الجمل: قسم الدراسات والترجمة