تفجير في الجزائر يوقع سبعة قتلى
لقي سبعة أشخاص على الأقل مصرعهم وجرح عشرات، أمس، في الجزائر، إثر تفجير انتحاري قالت أنباء إن أكثر من مسلح نفذوه، وطال مركزاً للشرطة، ويعدّ الأول من نوعه في العام الجديد، وكادت تكون الحصيلة أثقل لو لم يتم تفكيك ست قنابل، وثارت مخاوف في أعقاب الإعلان عن اختفاء ثلاث شاحنات، في حلقة متجددة تعكس إصرار المسلحين على تصعيد اعتداءاتهم في السنة الجديدة . ووجهت أصابع الاتهام إلى تنظيم “الدعوة والقتال” الذي بات يتخذ “العمليات الانتحارية” نمطاً لاعتداءاته منذ الربيع الماضي . وقال شهود ل “الخليج” إنّ الهجوم وقع في حدود السابعة صباحا بالتوقيت المحلي الجزائري، وتعدّدت روايات بين من تحدث عن انتحاري هاجم مركز الشرطة في الناصرية في ولاية بومرداس (50 كلم شرق) بواسطة حزام ناسف، وقال آخرون إنّ عدداً غير محدد من الجناة نفذوا الاعتداء باستخدامهم شاحنة على متنها صهريج مملوء بالمتفجرات. وذكر متحدث أمني أنّ الشاحنة انفجرت عندما كان مصلون يهمّون بمغادرة مسجد قريب، وتسبب التفجير في تدمير المركز الأمني بالكامل، من دون أن تسلم البنايات المحاذية. وقال سكان محليون ل “الخليج” إنّ دوّي الانفجار الذي سمع على بعد أمتار خلّف دمارا هائلا، وتسبّب الحادث في موجة من البلبلة والقلق.
وفي حصيلة غير نهائية، أعلنت مصادر غير رسمية مقتل أربعة رجال شرطة وثلاثة مدنيين وجرح 22 آخرين، وتحدثت وزارة الداخلية الجزائرية في بيان لها أن ثلاثة قضوا وجرح سبعة آخرون، وأوردت الإذاعة الرسمية أن أربعة أشخاص قتلوا . وذكر موقع إخباري جزائري أنّ حصيلة الضحايا كبيرة وقدّرها بالعشرات، غالبيتهم من رجال الأمن الذين تلقوا العلاج في مستشفيات الناصرية.
وكان الجزائريون قد ودعوا العام 2007 بثماني هجمات متزامنة ضدّ مقار أمنية في منطقة القبائل الكبرى أدت إلى مقتل ثلاثة رجال أمن وجرح العشرات، وقبلها كان التفجير الانتحاري المزدوج في 11 ديسمبر/كانون الأول الماضي، والذي استهدف مبنى المجلس الدستوري ومكتب الأمم المتحدة في منطقتي بن عكنون وحيدرة وسط العاصمة، وأسفر عن مقتل 43 شخصا وجرح ،170 واختتم أكثر السنوات دموية منذ إقرار ميثاق السلم والمصالحة الوطنية قبل سنتين، حيث أحصي ما يزيد على 170 قتيلاً العام الماضي .
وأعلنت الأجهزة الأمنية الجزائرية “حالة تأهب قصوى” بعد أنباء عن اختفاء ثلاث شاحنات في العاصمة في ظروف وصفت بأنها غامضة، وتضاعفت المخاوف للاشتباه في استخدام المسلحين للشاحنات المختفية لشن هجمات انتحارية جديدة. وكتبت صحيفة “ليبرتيه” الناطقة بالفرنسية، استنادا إلى مصادر أمنية وصفتها بأنها موثوقة، إنّ الشاحنات التي لم يظهر لها أي أثر منذ ليلة الأحد تابعة إحداها لمؤسسة تنظيف عمومية، وأخرى لمصالح الحماية المدنية، بينما الثالثة خاصة بالتموين بالنفط والغاز، وعلى هذه الخلفية، اتخذت احتياطات لتشديد الرقابة.
في غضون ذلك، فكّك الأمن الجزائري ست قنابل تقليدية الصنع في محافظة بومرداس (50 كلم شرق)، وأفيد بأنّ القنابل وضعت في بلدة سوق الحد القريبة، وجرى اكتشافها إثر قيام القوات المشتركة بحملة تمشيط على مستوى المنطقة المذكورة، ويشتبه في زرع كتيبة “الفاروق” المنضوية تحت لواء “الجماعة السلفية للدعوة والقتال” التي تحولت إلى “القاعدة في المغرب الإسلامي” هذه العبوات على مسالك تمرّ بها عادة وحدات الجيش وسائر القوى الأمنية.
رابح هوادف
المصدر: الخليج
إضافة تعليق جديد