تونس: أنصار «النهضة» يهاجمون حزباً معارضاً
يبدو أن التوتر السياسي في تونس لن يهدأ قريباً، إذ اقتحم المئات من مناصري «حركة النهضة» الإسلامية الحاكمة أمس الأول، اجتماعاً لحزب «نداء تونس» المعارض في فندق في ميدون في جزيرة جربة في جنوبي البلاد. فما كان من رئيس الحزب ورئيس الوزراء السابق الباجي قائد السبسي إلا أن اتهم وزارة الداخلية بالتواطؤ مع الحركة الحاكمة، التي «أصبحت خطراً على تونس»، بحسب تعبيره.
ورفع المتظاهرون لافتات كتبت عليها شعارات معادية للحزب المعارض، ثم تمكنوا من تجاوز الطوق الأمني، ودخلوا إلى الفندق، ليقتحموا القاعة التي كان يفترض أن يعقد فيها الاجتماع، وأجبروا الحزب على إلغائه.
ومنذ بدء التظاهرة، تعرض أعضاء الحزب المعارض إلى الرشق بالحجارة، ما أدى إلى تهشم بعض نوافذ الفندق. وبعد الظهر، كان المتظاهرون يحاصرون كــوادر وأعضاء الحزب وصحافيين داخل الفندق، وهم يهتفــون «اخرجوا أيها القذرون». أما الشرطة فقد التزمت بالوقـوف على الحياد.
وقالت المحامية بشرى بلحاج حميدة، المشاركة في الاجتماع «اتصلنا بوزير الداخلية علي العريض ووزير حقوق الإنسان سمير ديلو ولكنهما رفضا التدخل». وشرحت أن «حوالي 250 شخصاً بعضهم يركب خيولا، حاصروا طوال ثلاث ساعات الفندق»، لافتة إلى أن بعض أعضاء «نداء تونس» أصيب جراء رشق الحجارة «أمام أنظار الأمن».
وكان من المفترض عقد اجتماع النداء لمناسبة ذكرى أربعين وفاة القيادي في «نداء تونس» لطفي نقض الذي قتل في تطاوين في الجنوب على يد متظاهرين مناصرين لـ«النهضة» في تشرين الأول الماضي.
وفي وقت لاحق، قال السبسي في حديث لإذاعة «موزاييك اف ام»، «أوجه نداء إلى المواطنين، وأنبههم وأقول لهم إن النهضة أصبحت اكبر خطر على البلاد، وان أمنكم لم يعد مضمونا»، مضيفاً أن الذين هاجموا اجتماع حزبه ينتمون إلى «النهضة» والى «الرابطة الوطنية لحماية الثورة»، وهي منظمة غير حكومية محسوبة على الحركة الإسلامية.
وذكّر بأن حزبه اعلم في وقت سابق وزارة الداخلية بتاريخ عقد الاجتماع ومكانه، وانه تلقى منها «تطمينات» بتأمينه. وقال إن «الدولة لم تعد قادرة على حفظ امن مواطنيها وربما سنعود إلى قانون الغــاب وكل واحد سيحــمي أمنه بنفسه».
من جهته، نفى القيادي في «النهضة» عامر العريض أي مسؤولية لحركته في مهاجمة اجتماع حزب «نداء تونس».
كذلك، نفى المتحدث باسم وزارة الداخلية خالد طروش في تصريح للتلفزيون الرسمي أن تكون الشرطة «تواطأت» مع المهاجمين.
المصدر: أ ف ب
إضافة تعليق جديد