جزاروا المسالخ الوطنية
تعرض المغدور رجب لطعنة قاتلة على باب المسلخ أدت إلى جرح قاطع مفتوح طوله 5سم وعرضه 2 سم وعمقه 12 سم من أعلى وأيسر منتصف الظهر وبحيث نفذه ( حسب تقرير الطبيب الشرعي) إلى قاعدة الرئة اليسرى محدثا نزفا داخليا صاعقا أدى للوفاة..
فما حكاية هذه الطعنة التي تلقاها ( غدرا) المجني عليه وجعلته كالشاة غارقا في دمه على باب المسلخ?
تبين أن الجاني لم يتجاوز من العمر (21) عاما وقد أفاد: أنه أقدم على طعن المغدور بسكين القصابة في ظهره نتيجة خلاف نشب بينه وبين شقيقيه في خلاف على أحشاء المواشي.
كان الجاني وشقيقاه في المسلخ كونهما يتاجران بأحشاء المواشي وقد اختلفوا على الدور في غسل الأحشاء مع المغدور طلال وخالد زكريا وصهره أحمد الذين يمتهنون ذات المهنة وتطور الخلاف إلى مشاجرة, وحسب أقوال أحد الشهود تفوق المغدور بالضرب بالأيدي على شقيق الجاني الذي كان يبعد عنه حوالى عشرين مترا في حين أفاد خال المغدور بأنه قد تمكن والمدعو أحمد من فك المتشاجرين وفض الخلاف إلا أنه سمع بعد ذلك المغدور يصيح ( خالي انضربت) فالتفت اليه ليرى الجاني قد طعنه بسكين القصابة وقد ولى هاربا دون أن يسعفه.
يذكر أن الجاني اعترف عند إلقاء القبض عليه بطعن المغدور ولكنه أبدى أسفه لوفاته زاعما بأنه قد ضربه بالسكين ضربة واحدة ولم يكن يقصد قتله..
غير أن هيئة محكمة الجنايات وجدت أنه كان قاصدا قتله مستدلة على ذلك من طول وعرض وعمق الجرح النافذ الى الرئة ونوع السكين المستعملة في طعنه فهي سكين قصابة حادة جدا وطويلة وقاطعة..
أطرف مافي القضية أن محامي الدفاع حاول نفي نية القتل القصد عن موكله بقوله:
إن المدعى عليه أقدم على طعن المغدور بالسكين التي كانت معه للعمل ولم يحضرها قصدا ليطعنه بها وإن المدعى عليه قام بطعن المغدور طعنة واحدة فقط ما يؤكد أنه لم يكن يقصد قتله لابل وجد في النتيجة ان نية القتل غير متوفرة عند موكله ما يستدعي تخفيف العقوبة عنه..
أخيرا يجدر الذكر أن هيئة محكمة الجنايات ردت دفاع المتهم كلها ونوهت إلى أن ضرب المغدور ضربة واحدة فقط لايفيده في نفي نية القتل عنده ولا يغير من وصف الجريمة في شيء لأن الطعن بسكين بمثل هذا الحجم وفي مكان قاتل من جسم المغدور ولو لمرة واحدة لا ينفي قصد القتل عند المدعى عليه ما يوجب تجريمه وفقا لمطالبة النيابة العامة بجناية القتل القصد وفق المادة 523 عقوبات ووضعه في سجن الأشغال الشاقة المؤقتة مدة خمس عشرة سنة..
المصدر: الثورة
إضافة تعليق جديد