حذار أن تأكل المنحوتة
يكاد يكون اسم باتريك روجيه الأوسع شهرة في عالم صناعة الشوكولا داخل فرنسا وفي سائر الدول الأوروبية، حيث أن إبداعه في نحت التماثيل والمجسّمات المركّبة من قطع الشوكولا يفوق الخيال والوصف، ولا ينقص منحوتاته سوى أن تنطق من عظمة حرفيته المهنية.
وروجيه البالغ من العمر 45 عاماً، يملك مشغلاً مخصصاً لتحضير أعماله وعرضها لاحقاً داخل صالة زجاج كبيرة مجّهزة بمعدات التبريد، في أحد الأحياء الشعبية في العاصمة الباريسية. ويعاونه في مصنعه عشرات العمال، الذين يحضّرون له المواد الأساسية ويقومون بعملية طبخ الشوكولا لساعات طويلة، قبل أن يستلم أزميله ويبدأ.
وتتنوع أعمال روجيه بين منحوتات تعود إلى شخصيات سياسية وفنية وتاريخية معروفة، وأخرى لحيوانات متعددة.
ويقول روجيه إن «أكثر عمل أخذ مجهوداً معنوياً ومادياً، هو عندما أنجزت منحوتة لديناصور بلغ طوله ثمانية أمتار، واحتاج إلى طنين من الشوكولا السوداء. واستغرق إتمامه ثلاثة أشهر».
أما أكثر الحيوانات التي تلاقي إقبالاً لدى زبائنه فهي القردة المتسلقة على أشجار الموز، لا سيما لدى الأطفال.
ويحتاج روجيه في تركيب لوحته إلى عشرة ملايين قطعة من الشوكولا متوّسطة الحجم، وعادة ما يحضرها من 40 دولة، بينها سويسرا وبلجيكا، وبعض الدول الأفريقية. أما السر في ذلك، حسبما يقول، فهي « التركيبة السرّية التي تميّز كل حبة شوكولا مستوردة من بلد عن الأخرى، من حيث اللون والنكهة». ويؤكد روجيه أنه لا يزال يحتفظ بتماثيل الشوكولا التي صنعها منذ 20 عاماً، ولا يرغب في بيعها، بالرغم من الإغراءات المادية التي تلقّاها. وفي هذا الصدد، يشير روجيه إلى أنه «ليس ضرورياً شراء هذه المصنوعات كي تؤكل، فهناك بعض الزبائن يستخدمونها كنوع من الزينة في المنازل والقصور». مضيفاً «غالباً ما أستخدم قدراتي وجنوني الفني في تصميمي لها، منها تصاميم على شكل أبواب منازل، أو أقفاص صغيرة في داخلها عصافير».
السفير نقلا ًعن («لوفيغارو»)
إضافة تعليق جديد