حملة أميركية ـ إسرائيلية لإجهاض عضويـة فلسـطين في «اليونيسـكو»
قطع الفلسطينيون، أمس، خطوة جديدة نحو العضوية الكاملة في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو)، بعد موافقة المجلس التنفيذي للمنظمة على طرح الأمر على الدول الأعضاء، وعددها 193 دولة في أواخر الشهر الحالي.
وقال مصدر في اليونيسكو إن 40 من ممثلي 58 دولة عضواً في المجلس التنفيذي للمنظمة صوتوا لصالح مشروع القرار، في حين رفضت أربع دول وامتنعت 14 دولة عن التصويت. والدول الأربع التي صوتت ضد التوصية هي الولايات المتحدة وألمانيا ورومانيا ولاتفيا.
ومن المقرر ان يعرض الأمر الآن على المؤتمر العام للمنظمة، الذي يعقد بين 25 تشرين الأول و10 تشرين الثاني، بمشاركة 193 دولة عضواً في المنظمة التي يقع مقرها في باريس.
وقال المصدر «في الوقت الحالي يتعلق مشروع القرار الذي تجري مناقشته بتقديم طلب عضوية فلسطين للمؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة، والذي سيكون الجهة التي ستقرر قبول فلسطين من عدمه».
وتسعى السلطة الوطنية الفلسطينية إلى زيادة الضغوط على الأمم المتحدة، في سياق الجهود التي تبذل للحصول على عضوية كاملة لدولة فلسطين في المنظمة الدولية، وذلك عبر البحث عن مؤسسات بديلة قد تعترف بالدولة الفلسطينية. وقد حصل الفلسطينيون، أمس الأول، على وضع الشريك في مجلس أوروبا، وهو الجهة الرئيسية المعنية بحقوق الإنسان في أوروبا.
يذكر أن الفلسطينيين يتمتعون بصفة مراقب في اليونيسكو منذ عام 1974. وللحصول على العضوية الكاملة يجب أن تحصل الدول المرشحة على غالبية الثلثين في المؤتمر العام.
وأثارت محاولة الفلسطينيين في المنظمة الدولية بالفعل حفيظة الولايات المتحدة. ودعت واشنطن كل الدول الاعضاء في اليونيسكو الى رفض توصية المجلس التنفيذي. وقال السفير الأميركي في اليونيسكو ديفيد كيليون إن «الولايات المتحدة تدعو كل الوفود الى الانضمام للولايات المتحدة عبر رفض هذه التوصية»، فيما قالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند إن «عملية جارية في مجلس الامن (لبحث طلب انضمام فلسطين الى الامم المتحدة). وبالتالي فمن غير المناسب اتخاذ قرارات بشأن وكالات مكونة للامم المتحدة قبل ان يتمكن مجلس الامن من قول كلمته».
بدورها، دعت إليانا روس ليتينن، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية
في مجلس النواب الأميركي، الى خفض تمويل الولايات المتحدة لليونسكو، إذا تمت الموافقة على الطلب الفلسطيني. وأضافت «بسبب شعورها بأن جهودهم في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة ستفشل، تجوب القيادة الفلسطينية أرجاء الأمم المتحدة بحثاً عن اعتراف». ومضت تقول «هذه المحاولة للتلاعب بالعملية يجب وأدها في مهدها. إسهاماتنا (المالية) هي أقوى وسائل التأثير لدينا في الأمم المتحدة ويجب استخدامها للدفاع عن مصالحنا وحلفائنا ووقف هذه الخطة الفلسطينية الخطيرة».
ووجهت إسرائيل انتقاداً شديداً لخطوة اليونيسكو، معتبرة أن تحرك الفلسطينيين في هذه المنظمة «ينكر وجود المفاوضات الثنائية واقتراح (اللجنة) الرباعية بمواصلة العملية السياسية». وأشارت وزارة الخارجية الإسرائيلية إلى أن «ما يقومون به هو رد سلبي على جهود إسرائيل والمجتمع الدولي لتعزيز عملية السلام»، لافتة إلى أن «اليونيسكو التي لزمت الصمت حيال التغييرات الكبيرة في الشرق الأوسط، وجدت الوقت خلال اجتماعها الحالي لإصدار ستة قرارات حول النزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني».
أما باريس فرأت أن اليونيسكو ليست الجهة المناسبة للسعي من أجل حصول الفلسطينيين على اعتراف بدولتهم. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو إن «الأولوية لإحياء المفاوضات. نعتبر أن اليونيسكو ليس المكان الملائم والمؤتمر العام ليس اللحظة المناسبة».
إلى ذلك، يجتمع مبعوثون من المجموعة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط التي تضم الاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة والولايات المتحدة في بروكسل الأحد المقبل لمحاولة دفع عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
وفي هذا الإطار، قال عضو الوفد الفلسطيني المفاوض محمد اشتيه إن السلطة الفلسطينية تستبعد أن يخرج اجتماع اللجنة الرباعية الدولية بمواقف جديدة بشأن مساعي استئناف مفاوضات السلام مع إسرائيل.
ووصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس، الى استراسبورغ حيث سيلقي اليوم خطاباً امام نواب مجلس اوروبا طالباً دعم انضمام دولة فلسطين الى الامم المتحدة.
والتقى عباس وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون. وتناولت المباحثات الإعداد للقاء موفدي اللجنة الرباعية للشرق الاوسط في بروكسل. وقالت آشتون إنها اجرت لقاءً «مطولاً ومنفتحاً وصريحاً» مع عباس، مضيفة «هدفي كان واضحاً: فعل كل ما هو ممكن لإيجاد سبيل لإعادة الطرفين الى طاولة المفاوضات».
وسبق رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون عباس وألقى أمس الأول كلمة امام الجمعية البــرلمانية التـــي منحت المجلس الوطني الفلسطيني وضع «شريك من اجل الديموقراطية».
وبعد استراسبورغ، سيتوجه عباس إلى اميركا اللاتينية حيث يزور جمهورية الدومينيكان والسلفادور ثم كولومبيا. ويبذل الرئيس الفلسطيني مساعي دبلوماسية للحصول على الدعم لطلب انضمام دولة فلسطين الى الامم المتحدة.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد