خفض أسعار المازوت سينعكس انتعاشاً على الإنتاج والأسواق

آمال عديدة وردت في البيان الختامي لقمة العشرين.. بعد خلافات في الرؤى سيطرت على الأجواء قبل انعقاد القمة... لكن هذه الخلافات تمّ تبديدها من خلال تنازلات وتسويات عديدة بين الدول، فالموقفان الفرنسي والألماني كانا حاسمين لجهة عدم التدخل أكثر من المخطط له في دعم القطاع الخاص وقد ارتفعت مؤشرات بعض البورصات العالمية بعد اختتام القمة إذ سجلت بورصة باريس ارتفاعاً بمقدار 5.3% ولندن 4.4% وشنغهاي أقل من 1% وحتى الآن لم تتضح الصورة التي سيكون عليها أسعار الذهب بعد قرار القمة بدعم صندوق النقد الدولي من احتياطات الذهب وتحويلها الى عملات ورقية...

وعلى صعيد الدعم نجد أن الأرقام التي تمّ تداولها قبل القمة لجهة دعم الاقتصادات الكبرى فقد قررت الحكومة الأمريكية دعم الشركات والمصارف المتعثرة بمبلغ 787 مليار دولار وفي الصين تم تخصيص 587 مليار دولار وفي روسيا 100 مليار دولار أما ألمانيا فقررت رصد 110 مليارات دولار وفرنسا 39 مليار دولار وبريطانيا 30 مليار دولار... وبالعودة إلى تداعيات الأزمة المالية العالمية نجد انه ووفقاً لوكالات الأنباء ان عدد الذين أصبحوا بحاجة لمعونة بطالة في أميركا وصل إلى 5.8 ملايين مواطن أميركي وأن المنازل في أميركا فقدت 19% من قيمتها. ‏

... لكن العلاجات والاجراءات التي قررتها قمة العشرين ورغم الآمال الكبيرة المعلقة عليها إلا أنها لم تترافق مع أي برنامج زمني أو جدول محدد لتنفيذها كما أكد المختصون في شؤون الاقتصاد، اضافة لتحديد الجدية... فالرئيس أوباما قال: إن الأزمة المالية الحالية تعد الأولى من هذا النوع منذ الحرب العالمية الثانية... وفي دلالات ذلك ان الحلول مهما كانت براقة ومبشرة إلا أنها ليست قريبة المنال، فالاقتصاد العالمي لايمكن ان يعود الى وضع ما قبل الأزمة بأقل من عامين... كما قال الرئيس الروسي ميدفيديف... ‏

أما على صعيد القرارات فقد قررت قمة العشرين تخصيص ألف مليار دولار لدعم صندوق النقد والبنك الدولي وخمسة آلاف دولار لتحفيز الاقتصاد العالمي و 50 مليار دولار لدعم الدول الفقيرة.. وفي الآليات التنفيذية نجد الضبابية والافتقار الى تحديد الأطر التنفيذية... العديد من المعلقين والمتابعين وبعض الزعماء أكدوا ان نظاماًَ عالمياً جديداًَ يفترض ان ينبثق بعد الأزمة أو من رحمها.... لكن هذا النظام الجديد الذي يبشرون به يرسم العديد من علامات الاستفهام حول مصير ومستقبل وآليات عمل منظمة التجارة العالمية ونظام الحماية... ‏

‏على الصعيد المحلي ليس هناك أية تأثيرات مباشرة لقمة العشرين في المدى المنظور... بل على العكس فإن الاجراءات الحكومية تتواصل للتخلص من حالة الركود وتقديم جرعات دعم اضافية للاقتصاد الوطني العام ـ والخاص ـ فقرار خفض أسعار المازوت بمقدار خمس ليرات لكل ليتر ستظهر تأثيراته قريباً ان كان لجهة خفض كلف الانتاج الزراعي والصناعي وكل الخدمات المقدمة أو لتحسين مستوى معيشة المواطنين..... كما انه من المتوقع ان تشهد أسعار جميع السلع تراجعاً جديداً بعد خفض أسعار المازوت... ‏

لكن وإلى حين ظهور مثل هذه النتائج فإن واقع الأسواق لا يزال يسيطر عليه الركود وتدني معدلات التداول. ‏

‏ لا يزال مصنعو الألبسة يواصلون الشكوى من مسألة السماح باستيراد الألبسة التي جعلت منتجاتهم غير قادرة على المنافسة أمام البضائع الصينية الرخيصة وغيرها ويؤكدون ان الحل الوحيد لاستمرار هم بالعمل ومنع منشآتهم من الإفلاس وحمايتها من الإغلاق يتمثل بوقف الاستيراد وفرض رسوم على البضائع المستوردة كأضعف الإيمان لتمكين المنتجات الوطنية من المنافسة... أما على صعيد الأسعار والتداول فإن محلات بيع الألبسة أعلنت عن تخفيضات حقيقية وصل بعضها إلى 50% ولماركات معروفة... أما المحال المتواجدة في الأسواق الشعبية فنسبة التخفيض الحقيقي وصلت إلى 70% لكن رغم ذلك فإن معدلات التداول تبقى متدنية... لأن المستهلك يشكو أساساً من قلة السيولة. ‏

الأمر المميز واللافت للانتباه يتمثل بنظرة البعض إلى الأزمة.. فالمشافي الخاصة على سبيل المثال تجد في المريض الذي يطلب خدماتها فريسة وتنظر إليه بشكل تجاري بل بتوحش مادي فعملية استئصال للزائدة أو المرارة أو ولادة قيصرية في أي مشفى خاص في المشافي الخمس نجوم تعني دفع ما لا يقل عن مبلغ 35 ألف ليرة واسعاف مريض ربو أو قلب الى مشفى خاص ومكوثه في العناية المركزة لمدة يومين يتطلب دفع مبلغ 20 ألف ليرة دون إجراء أي عمل جراحي واذا سأل أهل المريض عن الفاتورة يعتذر المحاسب ويقول هناك خطأ ويجري تخفيضاً بمقدار خمسة آلاف ليرة... أما المطاعم فلم تعد حساباتها مبنية على ما يتم تقديمه على الطاولة بل هناك نوعان من الحساب، الأول معدل وسطي هو خمسمئة ليرة على الشخص والثاني تتم اضافة مبالغ أخرى إذا تضمن الطلب لحماً أحمر أو وجبة معينة.. أو.. وقد تصل كلفة وجبة غداء أو عشاء للشخص الواحد إلى 800 ليرة.. ‏

‏ أسعار الموارد الأساسية كالسكر والرز تتميز بالاستقرار فكغ السكر بـ 28 ل.س في أسواق الجملة في مدينة دمشق والرز بين 45 ـ 90 ل.س أما لحوم العواس المجرومة فمازالت في عليائها ويباع الكغ في اسواق دمشق بين 700 الى 800 ل.س أما لحوم العواس الحية فقد تراجعت أسعارها بمقدار 15 ل.س لكل كغ ويباع حالياً بـ 215 ل.س كما تراجعت أسعار الفروج بمقدار خمس ليرات ليباع الكغ 130 ل.س والبيض على حاله بـ 130 ل.س والمصدر يقدر بثلث الكميات المسموح بتصديرها ويشكو المربون من منافسة كبيرة في السوق العراقية. ‏

أما أسعار الأعلاف فقد طرأ بعض التغيير على أسعارها فالذرة بـ 10.25 ل.س والشعير ارتفع الطن بمقدار 500 ل.س والصويا تراجع بمقدار 250 ل.س والقمح على حاله بـ 13 ـ 14 والطحين بـ 20 والتبن بين 8 ـ 9 ل.س ‏

‏ شملت أسعار الموز المستورد الذي يطلق عليه «صومالي» ارتفاعاً غير مبرر ويباع الكغ بين 60 ـ 70 ل.س أما البلدي واللبناني فيباع بين 30 ـ 35 ل.س لكن التفاح النوع الأول تراجع الى 60 ل.س والبرتقال بـ 25 ل.س كما أن أسعار الخضر الأساسية ـ كوسا ـ فول أخضر ـ بندورة ـ خيار تعد مقبولة ومعقولة لمثل هذه الفترة من العام. ‏

‏أسواق العقارات لا تزال على حالها من الجمود والركود فالمعروض يقدر بأضعاف أضعاف المطلوب كما ان الاعلان عن الاكتتاب على 22 ألف مسكن عمالي من شأنه ان يخفض أسعار المنازل أما الاتجار بالأراضي فلم يعد يستثير شهية من لديهم المال... اضافة الى فقدان أي عقار معروض لنسبة 15 إلى 40% من قيمته قبل الأزمة وعلى صعيد حركة البناء والتشييد فقد أدت الأزمة إلى إصابة هذا القطاع والمهن المرتبطة به بمقتل، فقد تحول جزء كبير من العاملين في هذا القطاع لعملهم وباتوا يبحثون عن فرص عمل جديدة... ويمكن ان تشكل أسعار الاسمنت وانتهاء السوق السوداء لهذه المادة أكبر مؤشر على واقع قطاع البناء فطن الاسمنت يباع بـ 625 ل.س في كل المراكز ويمكن لأي مواطن ان يستجر عدة أطنان على البطاقة الشخصية أو العائلية، أما أسعار الحديد التي هي انعكاس للبورصة العالمية فقد ارتفعت خلال الأسبوع الماضي بمعدل ألفي ليرة لكل طن... ‏

أخيراً بيع غرام الذهب يوم أمس بـ 1210 وصرف اليورو بـ 64.25 والدولار بـ 47.80 ‏

أسعار بعض المواد ‏

قبل أسبوع حالياً ‏

الذرة 10.25 10.25 ‏

الشعير 10 10.5 ‏

الصويا 20 19.750 ‏

القمح 13 ـ 14 13 ـ 14 ‏

الطحين 20 20 ‏

الفروج 135 130 ‏

الغنم الحي 235 215 ‏

البيض 130 130 ‏

الذهب 1230 1210

المصدر: تشرين