داعش إسرائيل تعقد مؤتمر «هرتسيليا» لـ«الإرهاب»
عقد «معهد السياسات المناوئة للإرهاب» في «هرتسيليا» مؤتمره الرابع عشر الذي افتتحه تحت عنوان «الإرهاب في سياق متغير: تحديات الحاضر والمستقبل». وتوالى على منصة المؤتمر عدد من المسؤولين الإسرائيليين الذين وجهوا رسائل تتصل بالسياقات السياسية والأمنية الجارية.
في السياق، دعت وزيرة القضاء، تسيبي ليفني، إلى استكمال الحرب على غزة عبر تسوية تشارك فيها السلطة الفلسطينية والدول العربية المعتدلة على أن تتضمن فرض ترتيبات جديدة تقود إلى نزع سلاح المقاومة. وكررت تقديرها أنه كان من الخطأ «أن لا تنتهي العملية بسلسلة اتفاقات دولية تؤدي إلى استئناف المحادثات»، موضحة أن «قوتنا العسكرية أضعفت حماس وكان ينبغي أن نضعفها أكثر وأكثر».
ليفني أشارت إلى أنه عبر العملية السياسية من الممكن «استكمال ذلك حتى استبدال سلطة حماس». وأضافت في تقديم رؤيتها: «ما ينقص الآن هو الخطوة السياسية، لكن ليس من أجل إعطاء حماس شيئاً، بل لفرض ترتيبات جديدة في غزة» ورأت أنه عبر هذه الطريقة «لا نمنح غزة حلاً فحسب، بل نغير مكانة إسرائيل وتصبح جزءاً من ائتلاف جديد يواجه التهديدات الإسلامية المتشددة».
ودعت الوزيرة، التي كانت مسؤولة عن المفاوضات مع السلطة، إلى المبادرة بعملية سياسية لتجنيد العالم في الحرب على «الإرهاب» من منطلق إدراكها أن ذلك مصلحة إسرائيلية، لذلك اعتبرت أنّ من الضروري إكمال العمل الذي بدأ في غزة، «وتحديد مجموعة مبادئ دولية على رأسها نزع سلاح التنظيمات في المدى القريب». وتابعت قولها: «ينبغي فرض رقابة على الأموال التي تحوّل إلى غزة، ويجب أن تكون من طريق السلطة ولمصلحة السكان».
في المقابل، حذر وزير الشؤون الاستراتيجية، يوفال شطاينتس، من الاستجابة لمطالب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، واصفاً الانسحاب إلى حدود عام 67، من «دون السيطرة على غور الأردن وترك سلاح غزة»، كأنه انتحار لإسرائيل. وأضاف شطاينتس، في المناسبة نفسها، أن كل شخص عاقل يفهم أن تنفيذ هذه المطالب «انتحار جماعي»، واصفاً الحرب على غزة لمدة 50 يوماً بأنها «جزء من الاضطرابات الإقليمية الحالية».
شطاينتس أكد أن إسرائيل ليست وحدها في مواجهة «الإرهاب». وفي محاولة لتبرير بعدهم عن الاتكال على قوات دولية أو فلسطينية، لفت الوزير الإسرائيلي إلى أن الولايات المتحدة استثمرت مليارات الدولارات في العراق لتشكيل جيش عراقي، «وبعد مدة وجيزة سحبت قواتها، فاستولت على الأراضي داعش وغيرها».
من جهته، اختار وزير المالية، يائير لابيد، التركيز على الفرصة التي يشكلها تمدد «الإرهاب» في المنطقة عبر عقد تحالف مع الدول العربية المعتدلة، فرأى أن موقف هذه الدول خلال الحرب على القطاع «يثبت أنها مستعدة لإقامة علاقات مع إسرائيل» إذا وافقت الأخيرة على إقامة دولة فلسطينية. كذلك رأى أن ذلك يشكل فرصة «علينا الاستفادة منها للانفصال عن الفلسطينيين وإقامة علاقات مع العالم العربي».
ولفت لابيد إلى أن العالم يشهد تغيراً سريعاً «عبر تحالفات جديدة مستندة إلى المصالح المشتركة من حولنا»، منبهاً إلى أن «حماس معزولة والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي له مصالح مشابهة لمصالحنا». وبرر هذه الخطوة بالقول: «تخشى الدول العربية المعتدلة من صعود الإسلام المتطرف، كما أيقظت داعش الولايات المتحدة وأوروبا».
وزير المالية دعا إلى النظر في بيان وزير الخارجية السعودي، سعود الفيصل، الصادر في 21 آب الماضي، ودعا فيه الفيصل خلال ذروة العملية ضد غزة إلى التعايش مع إسرائيل، «ونهاية الكراهية تجاه الدولة اليهودية، وألقى المسؤولية عن الصراع مباشرة على حماس».
كذلك، شارك الرئيس الإسرائيلي السابق، شمعون بيريز، وقال إن «معالجة الإرهاب يجب أن تتم بمسارين الأول عسكري والآخر سياسي». وأضاف أيضاً: «الإرهاب يجزئ العالم العربي ويدمر الدول». لكن بيريز قال إن من الخطأ تحجيم أو تهميش أقوال رئيس السلطة «ضد الإرهاب وحماس»، رافضاً الدعوات إلى احتلال غزة من جديد، «فمع أنه يمكن فعل ذلك، لكن يجب التفكير في ماذا سيحدث لاحقاً».
على صعيد متصل، دعا الوزير يعقوب بيري إلى ضرورة أخذ التصريحات الإيجابية لزعماء المنطقة على محمل الجد، مشيراً إلى ما قاله الفيصل عن حاجة المنطقة إلى «السلام». ودعا بيري إلى العمل في ثلاثة مسارات هي الحفاظ على وقف النار، والمبادرة إلى عقد مؤتمر إقليمي لإعادة إعمار غزة، والسعي إلى تغيير الواقع الإقليمي، وحل الصراع الإسرائيلي ـ الفلسطيني.
وبالارتباط مع هذا المؤتمر (رويترز)، قال ديبلوماسي غربي أمس إن إسرائيل قدمت صوراً التقطت عبر الأقمار الصناعية مع معلومات مخابرات أخرى لدعم الحملة الجوية التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق. وأضاف الديبلوماسي أن واشنطن تبادلت المعلومات مع حلفائها العرب والأتراك فور «إزالة» الدليل على مصدرها الإسرائيلي.
في المقابل، امتنعت وزارة الجيش الإسرائيلية عن تأكيد أو نفي الاشتراك في أي جهود دولية ضد «الدولة». وقال المتحدث باسم الوزارة، ياكوف هافاكوك، إنه «لا تعليق على أي مساعدة من جهتنا أو عما إذا كانت هناك مساعدة من هذا النوع في القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية». لكن الديبلوماسي الغربي أكد أن أقمار التجسس الإسرائيلية التي تحلق فوق العراق بزوايا وترددات غير متاحة من الأقمار الأميركية «قدمت صوراً أتاحت لوزارة الدفاع (البنتاغون) استكمال معلوماتها والحصول على تقويم أفضل للأضرار» بعد ضربات على أهداف تابعة لتنظيم الدولة.
وعُلم أيضاً أن إسرائيل شاركت بمعلومات استقتها من قواعد بيانات سفر دولية عن مواطنين غربيين يشتبه في انضمامهم إلى مسلحي التنظيم على احتمال أنهم قد يعملون مستقبلاً لتنفيذ هجمات في أوطانهم الأصلية. هنا قال الديبلوماسي، الذي طلب إخفاء اسمه، إن «الإسرائيليين على اطلاع جيد بقاعدة بيانات الركاب وتحليل مواقع التواصل الاجتماعي باللغة العربية للحصول على فكرة أفضل عن هؤلاء الأشخاص».
ومما يؤكد دور إسرائيل من وراء الستار أنها ليست ضمن الدول التي يزورها وزير الدفاع الأميركي، تشاك هاغل، هذا الأسبوع لبناء التحالف المناهض لتنظيم الدولة الإسلامية، لذلك ركز الديبلوماسي على أن المعلومات الإسرائيلية ستصل إلى شركاء الولايات المتحدة «وقد أزيلت منها اللغة العبرية والعلامات الأخرى» لتجنب إثارة الغضب بين العرب والأتراك.
في ما يتعلق بطهران، حذر وزير الجيش، موشيه يعلون، من وجود مؤشرات على أن إيران تحاول استئناف مساعداتها لحركة «حماس»، وأكد أن «النظام الإيراني يدعم الإرهاب ويدرب منظمات إرهابية، ومن السهل أثبات ذلك». وأعرب يعلون عن أسفه لما سماه «تسامح العالم الحر مع المنظمات الإرهابية وداعميهم».
كيري بذل جهوداً كبيرة لإتمام صفقة الغاز بين الأردن وإسرائيل
يعلون الذي تحدث في مؤتمر «هرتسيليا» قال: «في النهاية سيمس الإرهاب الدول الداعمة له». ورغم مقتل وجرح آلاف المدنيين بنيران جيش العدو، هاجم وزير الحرب المواقف الدولية من إسرائيل في أعقاب عملية «الجرف الصامد»، مؤكداً أن إسرائيل تعمل وفق استشارات قانونية ومبادئ القانون الدولي!
من ناحية أخرى، كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن منافسة شديدة بين إيران وإسرائيل على أصوات ثلاثين دولة صغيرة من الجزر الاستوائية في الأمم المتحدة. ولفتت الصحيفة إلى أن المنافسة تشتد لتجنيد تصويت هذه الدول لمصلحة إيران أو إسرائيل، عبر تقديم سلسلة من الامتيازات ووعود بدعم مالي وعلى مستوى الاستثمار، إضافة إلى رصد المنح التعليمية وغيرها لضمان تأييد هذه الدول.
إلى شأن آخر، فقد كشفت تقارير عبرية أن صفقة الغاز التي أبرمت بين إسرائيل والأردن أخيراً تمت بدعم ورعاية أميركية وذلك لخدمة أهداف استراتيجية متعلقة بمنطقة الشرق الأوسط وجزء من مساعي واشنطن إلى تعزيز «المحور المعتدل». ولفتت صحيفة «ذي ماركير» الاقتصادية إلى أن الاتفاق خطوة استراتيجية وعامل استقرار. وأضافت: «بعد أيام من توقيع اتفاق تصدير الغاز للأردن، تتكشف تفاصيل جديدة حول الدور الأميركي العميق، ويتضح أن عدة عوامل لعبت خلف الكواليس للدفع بالصفقة وإخراجها إلى حيز التنفيذ».
من هذه العوامل، كما تذكر الصحيفة، الدعم المتواصل لوزير الخارجية، جون كيري، والمتابعة النشطة للسفير الأميركي لدى عمان ستيورات جونز، ودور الوساطة الذي لعبه المبعوث الخاص للخارجية الأميركية عاموس هوخشتين، وأيضاً اللقاء بين ملك الأردن عبد الله الثاني، ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، خلال الحرب على غزة. ونقلت «ذي ماركير»، عن مصدر مطلع على تفاصيل الصفقة، أن «من وقف خلف الاتفاق ودفع إلى إتمام الصفقة هو كيري، وذلك من منطلق تأسيس المحور المعتدل في الشرق الأوسط الذي يضم الدول العربية المعتدلة وإسرائيل». وأوضح المصدر أن وزير الخارجية الأميركي التقى ممثلي الوفدين وشجعهم على إتمام الاتفاق.
علي حيدر
المصدر: الأخبار
التعليقات
===========مفارقات عجيبة =================
إضافة تعليق جديد