داليما يتحدث عن «المقايضة الممكنة» مع سوريا في لبنان وفلسطين والعراق
قالت مصادر دبلوماسية في العاصمة الفرنسية إن الحكومة الفرنسية طلبت من سفيرها في بيروت برنار ايمييه إعطاء إشارات واضحة حول انفتاح بلاده على توسيع الحكومة الحالية برئاسة رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة، على قاعدة 19+11 أو 13+17 «لأنه من غير الجائز عدم وجود شريحة لبنانية أساسية في السلطة التنفيذية».
وكشفت المصادر أن الفرنسيين قدموا أمام قيادات لبنانية زارت باريس مؤخراً، ومنها العماد ميشال عون أفكاراً حول إمكان الدعوة من الجانب الفرنسي لعقد مؤتمر سياسي لبناني يشارك فيه قياديون من «الصف الثاني» لمناقشة القضايا المطروحة على جدول أعمال اللبنانيين، وتردّد أن الفرنسيين اقترحوا موعداً لهذا المؤتمر في التاسع والعشرين والثلاثين من حزيران والأول من تموز .2007 كما استفسروا عن إمكان دعوة بعض دول الجوار العربي للبنان الى مؤتمر كهذا.
واللافت للانتباه، أن وزير الخارجية الايطالية ماسيمو داليما أطلق من دمشق إشارات، تعد الأولى من نوعها، بحديثه عن «عناصر مشجعة وجدية» لمسها خلال محادثاته مع الرئيس بشار الأسد في الملف اللبناني، الذي خاضا «بتفاصيله الدقيقة» على حد تعبير بعض أعضاء الوفد الايطالي، وأكملها من بيروت بإعلانه «أن العاشر من حزيران قريب جداً ولن تكون هناك مشكلة»، متوقعاً حدوث تطورات جديدة في الأيام القليلة المقبلة، وأبدى الرغبة بتشجيع الرئيسين نبيه بري وفؤاد السنيورة على العمل من أجل الوصول إلى اتفاق يكون قادراً على الخروج بلبنان من حالة الركود السياسي والمؤسساتي التي يمر بها.
ولم يكتف داليما بإشاعة مناخ سياسي إيجابي، ربطاً بموقف بلاده القائل بوجوب توفير حماية سياسية لوجود «اليونيفيل» في الجنوب، والتي تشكل ايطاليا عمودها الفقري، بل أعرب بعد لقائه رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة عن اعتقاده أن سوريا «تفهم أن هناك نوعاً من المقايضة الممكنة معها، لأننا نريد التعاون السوري ونريد من سوريا أن تكون جزءاً من الحل ليس فقط بالنسبة للبنان بل في الشأن العراقي والفلسطيني واللبناني».
وبدا الجانب الايطالي مهتماً إلى حد كبير بإمكان وضع خارطة طريق لتوافق لبناني يقود إلى انتخابات رئاسية هادئة وتوافقية ويوفر ما يسميه الأوروبيون «الأمن السياسي» لقوات «اليونيفيل» في الجنوب، مع الترحيب الضمني بـ«أي صياغات جديدة» من ضمن حكومة الرئيس السنيورة.
وأجرى داليما، أمس، محادثات في بيروت حول مرحلة ما بعد إقرار المحكمة الدولية مع الرئيسين بري والسنيورة والبطريرك الماروني نصرالله صفير والنائب الحريري.
وأعرب الوزير الايطالي عن تضامن بلاده مع لبنان في مواجهة «القوة الإرهابية» (في اشارة الى «فتح الاسلام») التي ترتبط بتنظيم «القاعدة»، وشدّد على مكافحة عمليات تسلل الإرهابيين الى لبنان، وقال «إننا نريد من السوريين أفعالاً وليس أقوالاً».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد