دونالد ترامب.. العوامل التي تهدد رئاسته الثانية
يمكن القول إن الرئيس الاميركي دونالد ترامب استطاع انقاذ نفسه طوال القسم الاكبر من ولايته رئيسا للولايات المتحدة، رغم التحديات والمطبات والهفوات التي ارتكبها خلال وجوده في البيت الابيض. لكن خروجه سليما من هذه التحديات لا يعني انها انتهت ولا يعني انه يتجه بسهولة الى ولاية ثانية في الانتخابات المقبلة.
منذ الحملة الانتخابية ومنذ ايامه الاولى كان ترامب مثيرا للجدل بحيث انه وضع اسس المواجهة وفتح المجال لارتكاب هفوات خلال رئاسته الاولى. وهذه الاسس ستستمر في الاشهر المقبلة حيث يحضر نفسه لخوض السباق الانتخابي المقرر في تشرين الثاني نوفمبر العام المقبل.
وهذه أهم الملفات والاخطاء التي سيعاني ترامب كثيرا جراءها لتامين بقائه في البيت الأبيض لأربع سنوات اخرى
معاداة الديمقراطيين
في خطاب القسم هاجم ترامب سلفه باراك أوباما ومن خلفه الحزب الديمقراطي، هجوم استمر طوال سنوات ثلاث من عمر رئاسته حيث لم يترك فرصة الا ووجه انتقادات وتهجمات وصلت احيانا لحد التحريض ضد اعضاء في الحزب الديمقراطي. وترامب اعتمد على نظرية "اما اربح كل شيء أو أخسر كل شيء" وفي هذه الحالة لا يمكنه الفوز لأنه من الصعب على احد اقصاء حزب له ثقله ووزنه في الحياة السياسية الاميركية الداخلية (رغم اتفاق الديمقراطيين والجمهوريين على الكثير من السياسات العدائية الخارجية).
وتوجه ترامب هذا أدى به إلى خلق أزمة قد تكون سببا مهما في اقصائه وهي قضية عزله التي ما زالت حاضرة في أوساط مجلس النواب حيث الأغلبية الديمقراطية وأيضا في مجلس الشيوخ حيث يسعى الديمقراطيون لتحشيد الجمهوريين ضد الرئيس الذي ازعجهم قبل اي طرف اخر.
الاقتصاد
اعتقد الكثير من الأميركيين خاصة أن سياسة ترامب الصدامية مع القوى الاقتصادية العالمية ستنعكس ايجابا على الاقتصاد الاميركي وتبعا لذلك ستكون واشنطن القوة الأكبر والأهم عالميا، لكن بعد ثلاث سنوات من ولايته الرئاسية، ادرك الجميع ان حربه الاقتصادية التي تشبث بها ضد الصين وضد الاوروبيين اوصلت الأمور الى حد التخوف الكبير من ركود من المتوقع ان يصيب الاقتصاد الاميركي قبل او بعد الانتخابات بقليل. ويكفي النظر الى تقرير بنك اميركا (Bank of America) ثاني اكبر بنك في الولايات المتحدة واول بنك من حيث الممتلكات. وتقرير البنك يقول ان الركود الاقتصادي سيصيب واشنطن خلال عام ونسبة حصوله تفوق 35 %. وللدلالة على تاثير هذا التقرير والخوف الذي اثاره في المجتمع وفي البيت الابيض يمكن العودة الى تصريحات ترامب قبل يومين التي هاجم فيها رئيس "الاحتياطي الفيدرالي" "جيريمي بويل" الذي عينه بنفسه ومدحه حين تعيينه، وقال ان بويل يفتقد للرؤية ولديه قصر نظر.
يضاف لذلك ما تكشفه التقارير بأن الأرقام التي يعتمدها ترامب للترويج لإدارته بانها الاعظم اقتصاديا في تاريخ الولايات المتحدة هي مزيفة في جزء كبير منها. فالقطاع الزراعي يعاني من مشكلات كبيرة جراء الحرب الاقتصادية الاميركية ضد الصين والتي أثرت بشكل كبير على الصادرات الزراعية الأميركية.
كل ذلك سيقلل من فعالية ورقة الاقتصاد، الورقة الأهم بيد ترامب لإستقطاب الناخبين في ظل تخبط سياساته الخارجية. وبذلك سيعاني كثيرا إذا ما وصلت الأمور إلى الركود وتراجع الأرقام التي تبجح بها طوال الفترة السابقة.. ما يجعل من الاقتصاد الورقة التي قد تكون المسمار الأول في نعش رئاسة ترامب.
الثورة
إضافة تعليق جديد