ريف دمشق: أهالي الطيبة يعودون إليها وبلدة جديدة تدخل في المصالحة
بدأ أهالي بلدة الطيبة في ريف دمشق بالعودة، أولياً، لتفقد بيوتهم بعد انتهاء المعارك في المنطقة.
فمنذ أيام عدة، ونتيجة العمل العسكري المنظم الذي استمر لشهور عدة، وبجهود وجهاء المصالحة الوطنية، دخلت قوات الجيش السوري، العاملة في ريف دمشق الجنوبي، إلى الطيبة في منطقة الكسوة لتسيطر على كامل البلدة.
وكانت وتيرة الاشتباكات تراجعت مؤخراً في هذه المنطقة، مع اشتعال جبهات عدة بريف دمشق، أهمها مدينة الزبداني، ولهذا، وبحسب المصادر الميدانية، كانت خطة الجيش السوري أن تتحرّك القوات على محاور الطيبة كافة، في الوقت الذي تتجه فيه أنظار مسلحي تنظيم «أحرار الشام» في الطيبة وخان الشيح والقرى المحيطة بالطيبة إلى مدينة الزبداني، التي تُعَدّ من أهم مواقع التنظيم في الريف الغربي للعاصمة. وبعد إمساك القوات المسلحة بمفاصل الارتباط الرئيسية في البلدة، تحركت لجان المصالحة الوطنية وبجهود الوجهاء في مناطق حرجلة وزاكية.
وقال رئيس بلدية حرجلة في ريف دمشق عبد الرحمن الخطيب ، «تمّت الهدنة في المرحلة الأولى، وحصل وقف كامل لإطلاق النار، وتبع الاتفاقية في المرحلة الثانية خروج الإرهابيين الأجانب إلى خارج حدود البلدة باتجاه منطقة خان الشيح، وفي المرحلة الثالثة تمت تسوية أوضاع المسلحين من أبناء المنطقة. وبعد إكمال هذه المراحل دخل الجيش السوري وتم تأمين المنطقة من العبوات الناسفة والمفخخات، تمهيداً لدخول الأهالي الذين سرعان ما توافدوا إلى أطراف البلدة للدخول إليها، بعد ما يقارب 3 سنوات من التهجير».
وتأتي خصوصية هذه المنطقة بسبب موقعها بين مناطق تشكل نقاطاً مهمة للمسلحين، مثل زاكية والمقيلبية، ومناطق آمنة تشكل نقاطاً استراتيجية للجيش السوري، كطريق درعا الرئيسي المؤمن من قبل الجيش السوري، إلا أن تنظيف الطيبة ودحر الإرهابيين منها يساهم بتأمين هذه الشرايين الحيوية أكثر فأكثر وإبعاد الخطر عنها، بالإضافة إلى أهميتها الكبيرة بالنسبة للمسلحين في الغوطة الغربية لدمشق، وفي الجنوب السوري خصوصاً في أرياف القنيطرة ودرعا، حيث تشكل الطيبة خاصرة لمواقع المجموعات المسلحة في نقطة التقاء أرياف الجنوب، في النطاق الممتدّ حتى خان الشيح في الجهة الشمالية الغربية وبيت جن وبيت سابر في الجهة الجنوبية الغربية.
وبحسب العلم العسكري فإن سقوط البلدات التي تشكل بوابات لبلدات أخرى ونقاط ربط في ما بينها يضع هذه البلدات بشكل تلقائي في بنك أهداف القوات المتقدمة، وهذا ما تؤكده المصادر الميدانية في الطيبة، فعملية السيطرة والانتشار العسكري داخل البلدة تبعها تركيز نقاط وكمائن للجيش على الطوق المحيط بها المتاخم لمعاقل المسلحين في زاكية والمقيلبية، والهدف بالدرجة الأولى هو حماية المنطقة التي تم تأمينها، في حال حاولت الجماعات المسلحة مهاجمتها بهدف استرجاعها، وبالدرجة الثانية تكون هذه النقاط جاهزة لدعم التشكيلات العسكرية نارياً في حال كان قرار غرفة العمليات العسكرية بأن يستكمل الجيش عملية التقدم، أو أن تنجح جهود المصالحة الوطنية بتطبيق تسوية في المناطق المحيطة إذا مضت تسوية الطيبة من دون أي خروق.
سيف عمر الفرا
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد