ساركوزي سيترك الحكومة نهاية آذار

عرض زعيم اليمين المتطرف الفرنسي جان - ماري لوبن أمس على انصاره برنامجه لحملة الانتخابات الرئاسية المقررة في نيسان وايار المقبلين والتي يطمح خلالها الى تكرار مفاجأة وصوله الى دورتها الثانية كما حصل عام 2002. واعلن وزير الداخلية الفرنسي نيكولا ساركوزي انه سيترك منصبه في الحكومة "في حدود نهاية آذار" للتفرغ لحملته الانتخابية.
وسئل ساركوزي في برنامج تلفزيوني عن موعد تركه الحكومة، فأجاب: "قريبا، قريبا، في حدود نهاية آذار".
واستنادا الى أحد المقربين منه، لمح الوزير الثلثاء امام المجلس السياسي لحملته الى انه لن يكون وزيرا في اليوم الذي يدعى الوزراء الى وقف كل نشاطهم الانتخابي والتزام مهماتهم الوزارية بعيدا من الاضواء، مع اقتراب الانتخابات الرئاسية، اي في 23 اذار.

وتعهد لوبن امام مؤتمر عام لانصاره عقد في مدينة ليل، مكافحة الهجرة وتحرير فرنسا من اوروبا من أجل مكافحة افقار البلاد واصفا" الحال الراهنة بأنها "كارثية".
وكان زعيم الجبهة الوطنية (78 سنة) أحدث زلزالا سياسيا بحصوله على 17 في المئة من اصوات الناخبين وفوزه في الدورة الاولى على المرشح الاشتراكي ليونيل جوسبان، وخوضه غمار الدورة الثانية ضد الرئيس الفرنسي جاك شيراك قبل خمس سنوات.
وترجح استطلاعات الرأي حاليا ان يحصل لوبن على ما بين 10 و14 في المئة من نيات التصويت (في مقابل 17 في المئة في كانون الاول) ليحل رابعا خلف أوفر المرشحين حظا بالفوز وهم ساركوزي والاشتراكية سيغولين رويال وفرانسوا بايرو مرشح الوسط.
لكنه اشار الى احتمال ألا يكون في لائحة المرشحين الرسميين لانه لم يحصل حتى الان إلا على 480 توقيعا من التواقيع الـ500 المطلوبة لكل مرشح، وندد بـ"مؤامرات" يحوكها له اعداؤه لمنع رؤساء البلديات من دعمه، مهددا باقامة دعوى قضائية.
وعمد لوبن، تحت تأثير ابنته مارين التي ترئس حملته الانتخابية، الى اضفاء نوع من الاعتدال على صورته المعروفة بكره الاجانب والتطرف، في خامس سباق يخوضه الى قصر الاليزيه. لكنه لم يتردد في استخدام ورقتيه المفضلتين وهما مكافحة الهجرة التي يرى انها تمثل أكبر مشكلة تعانيها فرنسا والدفاع عن "افضلية الفرنسيين على الاجانب". وكرر انه يرغب في "قطع مصادر" تدفق الهجرة والا "فاننا سنغرق" و"عندما نتحول اقلية في ديارنا سنصير عبيدا".
وكان برر في حديث تلفزيوني تفضيل الفرنسيين على الاجانب بالتحدث عن "بترو" الذي يتقاضى العلاوة التي تمنحها الدولة للمعوزين "وينتظر شقة منذ عشر سنين"، لكنه أخفق امام "عائلة كردية وصلت لتوها لان لديها عشرة ابناء". ودعا الى "سياسة قلب اتجاه الهجرة" بخفض مدة تراخيص الاقامة ووقف سياسة لم شمل عائلات المهاجرين وابدال حق الارض بحق الدم في الحصول على الجنسية والغاء العلاوات للمعوزين من الاجانب.
وأعلن انه يرغب في اخراج فرنسا من فضاء شنغن والخروج من المعاهدات الاوروبية الخاصة بالهجرة، واعدا "بحملة كبيرة لمراجعة التفاوض في شأن المعاهدات الاوروبية". كما يرغب في منح الوالدين علاوة كبيرة لتشجيعهما على الانجاب والتخلي عن الاجهاض وخفض الضرائب (على الدخل وعلى الميراث وعلى الشركات الصغيرة والمتوسطة) ومكافحة الركود الاقتصادي الفرنسي.

المصدر: وكالات