سن الزواج في القانون البريطاني

حتى منتصف القرن الثامن عشر، كان القانون البريطاني ينص على أن الزواج يمكن أن يتم في أي مكان إذا ما أشرف عليه كاهن يتبع كنيسة إنكلترا الانغليكانية (الكنيسة الرسمية). لكن ذلك شجع عادة عقد زواج سري من دون رضا الأهل، وكان غالباً ما يشمل زوجاً له أكثر من زوجة. كما سمح هذا القانون أيضاً بانتشار ظاهرة زواج الأغنياء الذين يمكنهم أن «يشتروا» زوجة حتى ولو كانت مازالت تحت السن القانونية.

وتفشت هذه الظاهرة –الإتجار بهذا النوع من الزواج- في لندن في أربعينات القرن الثامن عشر، الأمر الذي دفع بالحكومة آنذاك إلى سن «قانون الزواج» عام 1753 الذي أمر بأن يتم عقد القران أمام كاهن في كنيسة تابعة لكنيسة إنكلترا وإلا كان الزواج باطلاً.

ونصّ القانون على أن أي شخص يتزوج تحت سن 21 سنة عليه أن يأخذ موافقة أهله أو الأوصياء عليه ليكون زواجه نافذاً، مع فرض عقوبات على أي رجل دين يخالف ذلك ويقبل بتزويج من هو دون 21 سن من دون موافقة أهلهم. واستثنى القانون اليهود وأتباع «الكويكرز»، إلا أنه أرغم الكاثوليك والمسيحيين غير التابعين لكنيسة إنكلترا على الزواج فقط في كنائس أنغليكانية. ولم تتم إزالة هذه الشروط الاّ بعد صدور «قانون الزواج» الجديد عام 1836 الذي سمح للكاثوليك ولبقية الطوائف المسيحية بالزواج في دور عبادتهم الخاصة، كما سمح لغير المتدينين بعقد زواج مدني في مكتب تسجيل.

وعام 1929، وافق البرلمان البريطاني على خفض سن الزواج الأدنى المسموح به إلى 16 سنة لكلا الجنسين، وهو الأمر الذي ما زال سارياً إلى اليوم.

المصدر: الحياة