سوريا وإيران: نحن أيضاً لدينا شروط
الجمل: في محاولة لاستقراء ردود أفعال سوريا وإيران إزاء حديث طوني بلير حول استراتيجية الشرق الأوسط الكبير، كتب كل من ريتشارد بيستون، المحرر الدبلوماسي بصحيفة التايمز، وهيوج ماليكود مراسل الصحيفة، مقالاً بصحيفة التايمز اللندنية الصادرة صباح اليوم 15 تشرين الثاني 2006م، حمل عنوان (سوريا وإيران تقولان: نحن أيضاً لدينا شروط..)، ويقول نص المقال:
أطلقت إيران وسوريا إشارة بأنهما مستعدتان لاستئناف الحوار مع الولايات المتحدة، ولكن كلاً من النظامين، شدد على أن الموقف في الشرق الأوسط سوف يتغير فقط إذا غيرت واشنطن سياساتها.
في تجاوب مع العرض الذي قدمه طوني بلير والوسطاء الأمريكيين، قال الرئيس احمدي نجاد ان طهران ظلت جاهزة ومستعدة دائماً للتحدث والتفاهم مع أمريكا إذا تم الايفاء بشروط محددة.. وبحسب قوله: (الشروط المتعلقة برغبة الحكومة الأمريكية، وإذا ا صححوا سلوك تعاملهم، فسوف نتحدث ونتفاهم معهم مثل الآخرين).
وهو لم يكن مسهباً –في حديثه- ولكن فيما سبق، فقد طالبت إيران الولايات المتحدة، بأن تلغي تجميد الأرصدة والأصول الإيرانية المحتجزة بواسطة الحكومة الأمريكية، وسحب القوات من العراق، وتقليل تأييدها ودعمها لإسرائيل، وإيقاف وكف جهودها لإيقاف برنامج طهران النووي.
قال الزعيم الإيراني بأنه سوف يشرح ذلك في خطاب علني مفتوح للشعب الأمريكي، برغم أن أي آمال للتواؤم والتسوية مع الغرب قد أصبح محكوماً عليها بالهلاك، وقد كرر أحمدي نجاد على عزمه وتصميمه من أجل المضي قدماً والاستمرار في عملية تخصيب اليورانيوم، والتي يتخوف البعض من أنها غطاء لصنع المادة الانشطارية اللازمة للقنبلة النووية.
تكهن السيد أحمدي نجاد بأن إيران سوف تملك في أقرب وقت ممكن دورة الوقود النووي. وقد قال وهو يشير إلى سنة التقويم الفارسي، والتي تنتهي في شهر آذار: (أنا آمل جداً بأننا سوف نكون قادرين على إقامة احتفال كبير لإيران النووية بالكامل خلال العام الحالي).
التحرك الإيراني، سوف يكون خصماً على أي تحسن هام في العلاقات مع الولايات المتحدة وبريطانيان واللتان تدفعان وتضغطان من أجل –فرض- العقوبات ضد إيران في حالة رفضها التخلي عن طموحاتها النووية.
الخبراء في شؤون المنطقة، يشككون في إمكانية وجود فسحة أكبر من أجل إحراز التقدم مع سوريا، وبالأمس قالت صحيفة تشرين، الصحيفة الحكومية اليومية: (سوريا مستعدة للحوار مع الولايات المتحدة لإنجاز الأمن والاستقرار، وتمد أياديها بإخلاص وصدق كما هو دائماً منتظرة الاستجابة، فالكرة الآن في ملعبهم).
ولكن المحللين السوريين يعتقدون أن واشنطن ولندن هما اللتان تحتاجان إلى أن (تنتقلا من حالة البرود)، بدلاً من وصم النظام بأنه (ضمن محور الشر).
الياس مراد، رئيس تحرير صحيفة البعث، الناطق الرسمي لحزب البعث الحاكم أخبر مصرحاً لصحيفة التايمز: (بإمكان سوريا أن تجلب الاستقرار للشرق الأوسط، وبوش وبلير الآن يعرفان ذلك، لدينا علاقات جيدة مع المقاومة في العراق، ولبنان، وفلسطين، وبالتالي يمكن أن أن نقدم الاستقرار).
السؤال المطروح بواسطة بعض الطبقات السياسية السورية –على أية حال- هو: لماذا يتوجب علينا أن نقدم المساعدة؟ ويقول أيمن عبد النور الاقتصادي والإصلاحي البارز في حزب البعث: (ما الذي يمكن لبريطانيا أن تقدمه لسوريا؟ لقد اتبعت السياسة الأمريكية المتعلقة بعزل سوريا، ولكنها اكتشفت أن ذلك لا يمكن تطبيقه بنجاح، فدول الخليج تزخر بأموال النفط، وظلت تستثمر في سوريا، مما يعني أن العقوبات الاقتصادية لا تصلح..).
لقد فرضت الولايات المتحدة عقوبات تجارية على سوريا في عام 2004 بسبب تحالفها مع الجماعتين المسلحتين، حزب الله وحماس، وبسبب تدخلها في لبنان، وبسبب دعمها المزعوم للمقاتلين الأجانب الذين يعبرون الحدود من أجل محاربة قوات الولايات المتحدة في العراق.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
المصدر: صحيفة التايمز اللندنية
التاريخ: 15 تشرين الثاني 2006
إضافة تعليق جديد