سورية تحوز مرتبة متقدمة عالمياً في زراعة القطن والحمضيات
فازت سورية بالمرتبة الاولى فى زراعة محصول القطن على مستوى الدول الاسلامية فى العالم. وكذلك المركز الثانى بعد تركيا اسيويا فى انتاج الاقطان العضوية وذلك وفق احصائيات دولية للعام الحالي. واستطاعت أن تحتل المركز الثالث فى الوطن العربى فى انتاج الحمضيات بعد مصر و المغرب وحلت سابعا على مستوى العالم حيث يشكل انتاج سورية من الحمضيات 1 بالمئة من الانتاج العالمى لهذا المحصول الذى يبلغ حوالى 100 مليون طن سنويا0 وقد وصل انتاج سورية من الحمضيات عام 2007 الى 950 الف طن مع احتفاظها بميزات عديدة أهمها خلوها من الاثر المتبقى من المبيدات بسبب اعتماد أسلوب المكافحة الحيوية المتكاملة والتبكير فى النضج لبعض الاصناف عن الدول الاوروبية بحوالى شهر تقريبا وتعدد الاصناف والسلالات وتنوعها وتوزعها على مدار العام تقريبا مبكرة متوسطة متأخرة النضج 0 حيث يوجد لدينا حوالى 100 طن ومعظمها من أصناف عالمية ومعروفة. هذا وقد بلغت كمية الاقطان المسلمة حوالى 667 الف طن قطن محبوب بينما من المتوقع أن يتم انتاج 700 الف طن من المساحة المزروعة البالغة 215640 هكتارا وبنقص 850ر22 هكتارا عن العام الماضى بسبب عدم توفر الموارد المائية اللازمة اضافة الى اضطراب الظروف البيئية فى بداية الموسم من درجات الحرارة المرتفعة والهطولات المطرية الغزيرة خلال شهر نيسان ما أدى الى تمديد موعد الزراعة لمدة عشرة أيام ومع ذلك فانه تم تحقيق انتاجية جيدة من حيث النوعية بدليل أن حوالى 99 بالمئة من الاقطان المسوقة لمؤسسة حلج وتسويق الاقطان جاءت ضمن الشريحة الاولى حيث يعتبر هذا مكسبا للفلاح بحصوله على السعر التشجيعى البالغ 75ر30 ليرة سورية للكغ الواحد. فيما بلغت المساحات المزروعة بالحمضيات 33600 هكتار عام 2006 والملاحظ أن السر الاساسى فى تطور زراعة الحمضيات فى سورية ليس زيادة المساحة فحسب بل زيادة الانتاج فى وحدة المساحة الذى تجاوز الارقام المخططة بكثير حيث ازدادت المساحة المزروعة حوالى 14 ضعفا بينما تضاعف الانتاج الكلى أكثر من مئة مرة0 علما أن نصيب الفرد منها بحدود 5 كغ سنويا مقارنة مع 100 كغ فى بعض دول أوروبا وأميركا الشمالية0 وقد حققتت سورية نجاحات كبيرة فى مجال مكافحة كثير من افات الحضميات وأصبحت بذلك بلدا رائدا فى هذا المجال تلجأ اليها كثير من الدول للاستفادة من تجربتها المميزة فى هذا المجال. والتى كان من أهم نتائجها توفير حوالى مليار ليرة سورية سنويا ثمن مبيدات وأجور مكافحة ونفقات كانت تهدر لمكافحة الافات وحماية البيئة من التلوث وعودة التوازن الطبيعى ما أدى الى تنشيط الاعداء الحيوية المحلية المفترسات والمتطفلات التى بدأت تأخذ دورها كاملا فى السيطرة على الافات وبالتالى انتاج ثمار الحمضيات الخالية من الاثر المتبقى للمبيدات حفاظا على صحة المستهلك من جهة وسهولة دخول أسواق العالم وتشجيع الصادرات من جهة أخرى. ورغم أن المساحة المزروعة بالحمضيات تشكل حوالى 5ر3 بالمئة من مجمل المساحة المزروعة بالاشجار المثمرة الا أن انتاجها يشكل بحدود 30 بالمئة من مجمل انتاج ثمار الفاكهة الاخرى0 كما يتم تصدير حوالى 50 الف طن من الحمضيات سنويا الى أوروبا الشرقية والغربية ودول الخليج العربى وفى جزء محدود جدا من طاقتنا الانتاجية ولذلك لابد من اعداد خطة للتصدير حيث مازالت مسالتا التسويق والتصدير متروكة للظروف وهذا يسلط الضؤ على الصعوبات التى تواجه هذا المحصول الهام حيث مازال يعانى فى مجال التسويق الداخلى والتصدير من مشكلات كبيرة نظرا لعدم وضوح الية التسويق وعدم ايجاد سياسة تسويقية وتسعيرة ثابتة وواضحة للحمضيات ولذلك لابد من دعم وتشجيع اقامة معامل العصائر ومجمعات الفرز والتوضيب وتشميع ثمار الحمضيات مع التأكيد على الاستفادة من الميزة النسبية التى منحت لسورية فى مجال الحمضيات من خلال منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى وتطبيق قرار المجلس الزراعى الاعلى القاضى باحداث صندوق دعم للصادرات واعفاء صادرات الحمضيات من تعهد التصدير وتسهيل المعاملات الجمركية له مع ملاحظة أن أسعار الحمضيات تصل الى المستهلك المحلى مرتفعة بينما لا يحصل المنتج سوى على حوالى 30 بالمئة من السعر الذى يباع له للمستهلك النهائى.
عماد الدغلي
المصدر: سانا
إضافة تعليق جديد