شاب هارب من حكايات ألف ليلة وليلة.. يدفع ثمن أجرة سرفيس قدسيا بالكامل عن الركاب..
رغم انتشار حالات الطمع والجشع عند الكثير من الناس، إلا أن بذرة الخير المتأصلة في نفوس البعض لابد لها أن تفوز بجولات الصراع مع عديمي الأخلاق والضمير..لم تكد الأقدام تتراكد إلى سرفيس قدسيا المتجه إلى دمشق حتى بدأ سائق السرفيس يبتز المواطنين بطلب أجرة مضاعفة عن الأجرة المحددة له والمقدرة ب100 ليرة سورية، وما أن امتلأ السرفيس بالركاب حتى بدأ الجدال بين السائق والركاب، والكل يشد اللحاف إلى طرفه..
السائق قال: أنه اشترى المازوت من السوق السوداء بسعر 2000 ليرة لليتر الواحد، وهو بحاجة إلى ليتر ونصف في سفرته إلى جسر السيد الرئيس، أي يحتاج 3000 ليرة في سفرته، وإن لم يتقاضى 200 ليرة على الراكب فسيخسر ويضع ثمن المازوت من جيبه، وأضاف أنه يعمل فقط خدمة للمواطنين، ولم يأخذ بحسبانه مصاريف السرفيس الأخرى من اهتراء عجلات وحرق زيت وخلافه...
فيما طالبه المواطنون أن يشتكي على من يقوم بابتزازه، وأن المعنيين لم يقوموا برفع الأجرة، كان ذلك قبل أن يحسم الجدال أحد الركاب ويدفع عن جميع الركاب طالباً من السائق أن لا يتقاضى أي أجرة من أي راكب..لكن طمع السائق دفعه ليقول أنه قد يبدل بالركاب على طول الطريق، وسيتقاضى 200 ليرة عن كل راكب سوف يصعد مجدداً..
فدق ذاك الشاب على صدره وقال له: سأتكفل بالدفع عن كل مواطن سيصعد إلى سرفيسك حتى جسر السيد الرئيس..
وفعلاً قام السائق بالوقوف عدة مرات خلال سفرته والتبديل بالركاب، مادفعنا لنحسب له (غلة) هذا المشوار فقط لتقارب في نهاية الخط حوالي 6000 ليرة سورية، أي ضعف المبلغ الذي دفعه للتزود بمادة المازوت من السوق السوداء، دفعها كلها هذا الشاب الخارج من حكايات ألف ليلة وليلة..
فيما كانت الألسنة تلهج بعبارات الشكر لهذا الكرم الطائي الذي بتنا نفتقده في أيامنا هذه..
إضافة تعليق جديد