شرق أوكرانيا على خطى القرم وكييف تهاجم عملية الاقتراع وتستعين بـقتلة "بلاك ووتر"
رغم مواقف واشنطن وكييف وبقية دول الغرب الرافضة لهذه الخطوة، أدلى آلاف الأوكرانيين بأصواتهم أمس للاستفتاء حول انفصال مناطق شرقية عن أوكرانيا، في هدوء لم يعكّره سوى بعض الهجمات التي قام بها الجيش الأوكراني وقوميين "متطرفين" مؤيدين له على بعض مراكز الاقتراع، بينما أعلنت السلطات أن العملية العسكرية جنوب شرق البلاد دخلت مرحلتها النهائية.
وأوردت صحيفة "بيلد أم زونتاغ" الألمانية أمس، أن نحو 400 من المرتزقة تابعين لشركة "أكاديمي" الأميركية (بلاك ووتر سابقاً) ينشطون في أوكرانيا الى جانب عناصر الجيش والشرطة الأوكرانيين وينسّقون عمليات حرب عصابات ضد الانفصاليين الموالين لموسكو حول مدينة سلافيانسك.
وفي إجراء خطير ينذر بتوتر الوضع أكثر بين موسكو وكييف، منعت السلطات الأوكرانية من عبور أجوائها، طائرة تقل نائب رئيس الوزراء الروسي ديميتري روغوزين، ووزير الثقافة فلاديمير ميدينسكي، أثناء عودتهما من زيارة تيراسبول في ترانسنيستريا، برفقة أعضاء في مجلس الدوما الروسي.
وقال رئيس "لجنة الدوما لشؤون رابطة الدول المستقلة والتكامل الأوراسي" ليونيد سلوتسكي: "غادرنا تيراسبول على متن الطائرة التي جئنا بها مع ديميتيري روغوزين، ولكن على الحدود الأوكرانية غيروا وجهتنا وأجبرونا على الهبوط في كيشينيوف (عاصمة مالدوفا) من دون تقديم أية توضيحات أو تبريرات رسمية"، حسبما نقلت "روسيا اليوم".
وحول الاستفتاء على تقرير المصير في شرق أوكرانيا، أكد منسق اللجنة الانتخابية المركزية لـ"جمهورية دونيتسك الشعبية" بوريس ليتفينوف، أن نسبة حضور الناخبين في دونيتسك تجاوزت 71% لحظة إغلاق مراكز التصويت الساعة الثامنة مساء بالتوقيت المحلي.
وفي مقاطعة لوغانسك المجاورة تجاوزت نسبة الإقبال 79% وذلك قبل ساعتين من إغلاق الصناديق، حسب تأكيدات المسؤولين المحليين. ومددت اللجنة الانتخابية في لوغانسك عمل الصناديق في مدينتي ألتشيفسك وبوباستايا ثلاث ساعات كي يتمكن عمال المناجم من التصويت بعد انتهاء يوم عملهم.
من جهة ثانية، أعلن رئيس لجنة الانتخابات في دونيتسك رومان لياغين، أن أصوات أبناء المقاطعة الذين شاركوا في الاستفتاء خارج حدودها، لن يتم فرزها وتعتبر لاغية. وأشار لياغين إلى أن التصويت في الاستفتاء أجري في موسكو وسان بطرسبورغ ورستوف الدون وسوتشي، معتبراً أن منظمي الاستفتاء في روسيا، لم ينسّقوا معنا". وأكد لياغين أن الاستفتاء فقط في الحدود الإدارية لمقاطعة دونيتسك.
وكان المتمردون الموالون لموسكو، والذين يسيطرون على كبرى مدن حوض دونباس الحدودي مع روسيا، قد دعوا نحو 7,3 ملايين نسمة الى الموافقة على مشروعهم لإعلان استقلال "جمهوريتين شعبيتين" في دونتيسك ولوغانسك، معربين عن ثقتهم بالحصول على دعم كبير.
وقالت وكالة "إنترفاكس" الروسية للأنباء، إن زعيماً انفصالياً يدعى دنيس بوشيلين، من منطقة دونيتسك قال إن المنطقة "ستشكل مؤسساتها الرسمية وجيشها بأسرع وقت ممكن"، وستعتبر جنود الحكومة الأوكرانية "محتلين" بمجرد إعلان تأييد الاستفتاء للحصول على حكم ذاتي.
وفي كييف، اعتبرت وزارة الخارجية هذا الاستفتاء "مهزلة إجرامية" تمولها روسيا، وأكدت في بيان أنه "لاغٍ قانوناً ولن تكون له أي نتيجة قانونية على وحدة أراضي أوكرانيا".
أما في واشنطن، فقد ذكر وزير الدفاع الأميركي تشاك هايغل، في مقابلة مع شبكة "إي بي سي"، أن روسيا لن تحقق من الأزمة في أوكرانيا سوى "مكسب قصير الأمد"، مؤكداً ان قواتها لا تزال محتشدة على الحدود الأوكرانية. وقال "نحن لا نعيش حالة حرب مع روسيا.. وهل يُعقل أن تعتبر من لا تقاتله عدواً؟"، واصفاً روسيا بـ"الخصم في ما يخص أوكرانيا".
بدورها، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جنيفر بساكي، في بيان، إن الاستفتاءين "غير شرعيين بموجب القانون الأوكراني ويشكلان محاولة للتسبب في انقسامات واضطرابات".
ولدى وصوله الى باكو في جولة تشمل عدداً من دول القوقاز، وصف الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، الاستفتاء بـ"الاستشارات المزورة"، معتبراً إياها "لا معنى لها وهي لاغية وكأنها لم تكن".
وفي لندن، أفاد بيان وزارة الخارجية البريطانية، بأنه "من المؤسف أن يستمر دعاة الانفصال الذين يعرّضون حياة المواطنين للخطر في تنظيم الاستفتاء، في حين أن الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في 25 من الشهر الحالي تمثل فرصة جيدة لممارسة الأوكرانيين لحقهم الديموقراطي".
ميدانياً، أعلنت "قوات الدفاع الشعبي" في مقاطعة دونيتسك أن مدنياً قُتل في مدينة كراسنوأرمييسك بنيران القوات الموالية لسلطة كييف. وفي وقت سابق من يوم أمس سيطر مسلحون على مبنى المجلس المحلي في كراسنوأرمييسك، ما أدى إلى تجميد عملية التصويت.
من ناحيته، قال رئيس إدارة شؤون الرئاسة في أوكرانيا سيرغي ياشينسكي، أمس، إن القوات الأوكرانية "دمرت" قاعدة ونقاط تفتيش تابعة لـ"الانفصاليين" في عملية واسعة النطاق حول سلافيانسك وقرب كراماتورسك رداً على هجمات على مواقعها. وأضاف "أود أن أحيطكم علماً بأن العمليات المضادة للإرهاب في كراسني ليمان في سلافيانسك، وكراماتورسك في مرحلتها النهائية.
وفي مقاطعة لوغانسك دخل عناصر "الحرس الوطني الأوكراني"، المكون من القوميين الراديكاليين، مقر لجنة انتخابية في مدينة نوفوأيدار، مجبرين أعضاء اللجنة على الانسحاب.
وبعد إطلاق نار كثيف خلال جزء كبير من الليل، قالت المتحدثة باسم المتمردين في سلافيانسك ستيلا خوروشيفا، لوكالة "فرانس برس"، إن المعارك استؤنفت أمس في اندريفكا على "خط الجبهة" عند المدخل الجنوبي للمدينة التي تضم 110 آلاف نسمة وتطوقها القوات، مشيرة الى أن "هناك ضحايا".
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد