شروط تسجيل إطلاق النطاقات تحت النطاق الوطني السوري تشجيع أم تجارة
الجمل- راوند سيدو: أطلقت الهيئة الوطنية لخدمة الشبكة الشروط العامة لتسجيل أسماء النطاقات تحت النطاق العلوي السوري SY»» في 29/9/2010 كما جاء في الخبر الذي أتحفتنا به «سانا» والموضوع ليس بجديد، خاصة إن علمنا أن المؤسسة العامة للاتصالات السورية قد سبق وأطلقت هذه الشروط في آذار 2008، وللمصادفة أو السخرية فإن الشروط الجديدة جاءت نسخة طبق الأصل تقريباً عن الشروط السابقة، لا بل وأبقت على تكلفة تسجيل النطاق تحت النطاق الوطني كما كانت أي 8000 ليرة سورية للمستوى الثاني، و2000 للمستوى الثالث. وهي تكاليف أكثر بكثير من تكلفة تسجيل النطاقات تحت النطاق الأكثر شعبية (com). والتي لا تكلف أكثر من 2000 ليرة في أسوأ الأحوال.
من الغريب أن يتم معاملة تسجيل النطاقات تحت المستوى الوطني كسلعة حصرية للهيئة وبسعر احتكاري غير مبرر، وإن سلمنا بأن جزءاً من هذه التكاليف تذهب إلى الهيئة الناظمة للإنترنت IANA بينما يذهب الباقي لجيب الهيئة الوطنية، التي لا يمكن أن نصدق بأنها تريد دعم تسجيل مواقع الانترنت السورية ضمن النطاق الوطني، والذي اقتصر استخدامه على الهيئات الحكومية والقليل القليل من فعاليات القطاع الخاص والتي استخدمت هذا النطاق لا حبا به، ولكن بسبب توفر خيارات غير محدودة من الأسماء ضمنه والتي كانت محجوزة تحت النطاقات الأكثر استخداماً (com, net, org).
ولا أعتقد بأن الشركات العالمية مثل google ستقبل هذا الابتزاز (طبعاً بعد رفع الحصار المفروض عليها من قبل الحكومة الأمريكية (رغم هامشية هذه الرسوم مقابل الميزانية العملاقة التي تمتلكها.
لا نعرف، وربما لن نعرف كيف قامت مؤسسة الاتصالات أو الهيئة التي استلمت منها لواء احتكار النطاق الوطني بتصدير هذه الخدمات وعلى أي أساس سوى أن IANA وضعت ضمن يديها هذه الصلاحيات ولكننا نعرف بالتأكيد أن الرابح الوحيد سيكون الهيئة والخاسر الأكبر سيكون المحتوى الوطني الذي لا نشك بأنه سيظل يهاجر إلى النطاقات العالمية حاملاً معه عملة صعبة كان يمكن الاحتفاظ بها لمعرفة الاقتصاد الوطني وتشجيع نمو شجرة النطاق الوطني..
لا شك أن الهيئة ستكتشف عاجلاً أم أجلاً أن الإقبال على التسجيل ضمن النطاق الوطني سيكون هزيلاً، ولا نضمن ألا تتدفق قريحة المحتكرين له عن أفكار أكثر جهنمية، كأن يسوقوه بالإكراه لجميع الهيئات شبه الحكومية بل الخاصة التي تتجرأ وتسجل مواقعها ضمن أي نطاق آخر، تحت طائلة حجب مواقعها المسجلة تحت نطاقات عالمية، واتهام أصحابها "بتهريب" أسماء المواقع، لتكتمل سلسلة البيع كرهاً لزبون كان يمكن أن يتحمس لاستخدامه طوعاً لولا معاملة هذا النطاق كالمازوت.
الجمل - راوند سيدو
إضافة تعليق جديد