طرابلس : قتيل و4 جرحى في صراعات أمراء الأحياء
سلطت حادثة أبي سمراء بين «أمراء الأحياء» في مدينة طرابلس اللبنانية، مساء الجمعة الماضي، وأدت إلى سقوط قتيل و4 جرحى، الضوء على ظاهرة المجموعات المسلحة في الأحياء، والتي بدأت تؤرق نهارات المدينة ولياليها. فالتوتر الذي أدى إلى إراقة الدماء يوم الجمعة، استمر حتى ليل أمس الذي شهد انتشاراً كثيفاً للمسلحين، استمر حتى ما بعد منتصف الليل.
حادثة أبي سمراء جاءت في أعقاب إشكال «فردي» في مقهى، تطور إلى تلاسن وتضارب بالأيدي بين عثمان مرعب، نجل فادي مرعب المسؤول العسكري في تنظيم «جند الله» التابع للشيخ كنعان ناجي، وبين شبان من آل حسون.
ولاحتواء الإشكال، أجرى فادي مرعب اتصالاً بأحد وجهاء آل حسون أبلغه فيه بما حصل، فوعده الأخير بحلّ الإشكال. وأكد أن آل حسون لا يقبلون بما حصل وسوف يعالجون المشكلة سريعاً.
لكن انشغال البعض أخّر معالجة الإشكال بضع ساعات، الأمر الذي دفع مسلحين ملثمين جاؤوا بواسطة دراجتين ناريتين وسيارة رباعية الدفع إلى المقهى وأضرموا فيه النار. وقد صودف وجود يحيى حسون (27 عاماً) في المكان، فحصل تلاسن بينه وبين المسلحين، أعقبه إطلاق نار من أسلحة رشاشة أدى إلى وفاته وسقوط أربعة جرحى.
تطوّر الإشكال على هذا النحو أحدث خضّة كبيرة في المنطقة، وخصوصاً بعدما أعقبه انتشار مسلح على الأرض. كما قطع شبّان من آل حسون بعض الطرق بالإطارات المشتعلة، وتحديداً الطريق المؤدية إلى بلدة مجدليا في قضاء زغرتا، وطريق جامعة المنار، عدا عن طرقات داخلية في أبي سمراء.
على الفور، استقدم الجيش اللبناني تعزيزات عسكرية إلى المنطقة لإعادة فرض الهدوء، وطلب من إدارات المدارس والجامعات إقفال أبوابها يوم السبت.
في موازاة الجهود الأمنية، سارع عدد من المشايخ إلى احتواء الموقف. وأبرزهم منسق العلاقات الإسلامية في تيار العزم اللبناني عبد الرزاق قرحاني، عضو لجنة المساعي الحميدة أمير رعد، والشيخان نبيل رحيم وحسام الصباغ ممثلين عن التيار السلفي. وعقدت سلسلة اجتماعات مع ناجي وآل حسون ومسؤولين أمنيين في استخبارات الجيش في طرابلس، على رأسهم مسؤول الفرع العميد عامر الحسن. كما اضطروا للنزول إلى الأرض وسحب المسلحين والمحتجين من الشوارع والعمل على فتح الطرق، إضافة إلى احتواء ردّة فعل آل حسون بعدما أطلق مسلحون منهم النار على منزل مرعب.
وأكدت مصادر المشايخ أن آل حسون لا مشكلة لديهم مع ناجي، لكنهم يريدون تسليم المشتبه فيهم إلى القضاء. كما نقلوا عن ناجي الموقف نفسه ونفيه أن يكون أحد من جماعته هو من أطلق النار. واتهم طرفاً ثالثاً بالدخول على الخط لإحداث توتر في طرابلس، لكنه تجاوب مع المشايخ بتسليمه المشتبه فيه عثمان فادي مرعب إلى استخبارات الجيش. وتجاوب آل حسون مع هذا الأمر بقبولهم دفن قتيلهم بعد عصر أمس في مسقط رأسه ببلدة السفيرة في الضنية، بعدما كانوا يرفضون ذلك قبل تسليم المشتبه فيهم، أو الأخذ بالثأر.
وعقد المشايخ اجتماعين، الأول في مقر الجماعة الإسلامية في أبي سمراء، وحضره فاعليات المنطقة السياسية والدينية والمخاتير، والثاني في منزل النائب محمد كبارة. وشدد المجتمعون على «ضرورة التهدئة وتجنب التصعيد»، ودعوا إلى تسليم الملف إلى أجهزة الدولة الأمنية للمباشرة بالتحقيقات وتسليم الفاعلين لأي جهة انتموا.
وتوافق المجتمعون على صيغة للحل تعمل لجنة من المجتمعين على تنفيذها. وهي: أولاً، استدعاء المشتبه فيهم والتحقيق معهم من قبل الأجهزة الأمنية وفتح تحقيق بالحادثة وذيولها. ثانياً، السعي إلى الإسراع بدفن الشاب يحيى حسون وإقناع عائلته بذلك وفقاً لشرع الله. ثالثاً، السير في التحقيق في هذه الحادثة وكل ذيولها. رابعاً، تعهد الجميع بإنهاء هذه المشكلة وعدم تكرارها.
عبد الكافي الصمد
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد