طهران: خلافات «5 + 1» تجهض المفاوضات
بعد خمسة أيام من المفاوضات النووية الشاقة بين إيران ومجموعة الدول الست «5 + 1» في فيينا حول البرنامج النووي الإيراني، أقرت أمس القوى الكبرى وطهران بأن التوصل الى اتفاق لا يزال بعيد المنال، فيما حمّلت الأخيرة الدول الست مسؤولية إجهاض الاتفاق النهائي بسبب عدم تمتعها برؤية واحدة. لكنها أعلنت عن استئناف المحادثات في 2 تموز المقبل في العاصمة النمساوية أيضاً.
وقال وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف، خلال مؤتمر صحافي في ختام الجولة الخامسة من المحادثات النووية أمس: «لا يمكن القول إن هناك مسودة مشتركة بين الطرفين، هناك اتفاق على بعض النقاط واختلاف على نقاط أخرى»، مشيراً إلى أن محادثات صوغ الاتفاق النووي النهائي استمرت حتى صباح أمس، ومؤكداً أنه ليس هناك خلاف في الجزء الأكبر من مقدمة الاتفاق النهائي.
وأضاف ظريف: «كنا نأمل أن يدخل الطرف الآخر بجدية في المحادثات، الأمر الذي لم يحدث»، مشيراً الى أنه «لم يكن لدى أعضاء الفريق الآخر موقف مشترك وواحد تجاه المفاوضات». وحذّر الطرف الآخر من أنه لن يصل الى نتيجة إذا أصرّ على المواقف التي يكرر إعلانها منذ سنوات، مؤكداً أن لبلاده مقترحات على مسودة الاتفاق النهائي.
وتابع ظريف: «عندما تقدم إيران طرقاً لحل المشكلة فهذا لا يعني أنها مستعدة للتراجع عن حقوقها المشروعة»، مؤكداً أن طهران دخلت المفاوضات بحسن نية ولم تشارك من أجل تضييع الوقت.
وأعلن وزير الخارجية الإيراني أن الاجتماع الأخير في هذه المفاوضات سيُعقد في الثاني من تموز المقبل، مشيراً الى أنه على أميركا التي فرضت الحظر على إيران أن تتخذ قرارات صعبة نتيجة سياساتها هذه.
وكان ظريف ونظيرته الأوروبية كاثرين آشتون قد عقدا اجتماعاً ثنائياً أمس، عقب الاجتماع الذي جمع مساعد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ومساعدة آشتون، هيلغا شميت.
بدوره، أوضح مايكل مان، المتحدث باسم آشتون، أن اجتماعاً للمسؤولين الكبار في مجموعة «5 + 1» التي تضم ألمانيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا، سيُعقد اعتباراً من الخميس المقبل في بروكسل. وقال مان «لقد بذلنا جهداً كبيراً طوال الأسبوع لتطوير عناصر ينبغي جمعها في اجتماعنا المقبل في فيينا اعتباراً من الثاني من تموز»، مؤكداً أنه بوشر صوغ وثيقة مشتركة مع إيران. واعتبر وانغ تشون، وهو مسؤول صيني رفيع المستوى، أن «وصولنا لهذا النص هو تقدم من الناحية الإجرائية».
من جانبها، قالت كبيرة المفاوضين الأميركيين وندي شيرمان، إن المفاوضات هذا الأسبوع كانت «صعبة جداً ولكن بناءة». وأضافت «لا نعلم بعد ما اذا كانت إيران مستعدة لاتخاذ كل التدابير الضرورية لكي تضمن للعالم أن برنامجها النووي سلمي بحت وسيبقى» على هذا النحو.
وشهدت هذه الجولة من المفاوضات البدء بكتابة مسودة الاتفاق النهائي. وأوضح مصدر أميركي أن المفاوضات ستستمر شبه يومية حتى 20 تموز، موعد انتهاء المهلة التي حددها الطرفان لبلوغ اتفاق، انسجاماً مع الاتفاق المرحلي الذي وُقّع في جنيف وبدأ تنفيذه في كانون الثاني. وفي حال الفشل، يستطيع الطرفان تمديد المفاوضات لستة أشهر أخرى.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد