عائلات هجّرت شبابها حماية لحياتهم من الثأر.. أطفال ويافعين ضحايا الثأر في إدلب
انتشرت في بعض أرياف المحافظات الساخنة وخصوصاً ريف إدلب ظاهرة الثأر التي تقوم على انتقام الأسر من بعضها البعض ما دفع بالعديد منها إلى الهجرة من مناطقها إلى مناطق أخرى وأحياناً إلى خارج البلاد.
وأكدت مصادر أهلية أن جرائم القتل انتشرت بشكل فظيع في ريف محافظة إدلب، وخصوصاً في منطقة جبل الزواية، موضحة أن آخر الجرائم الواقعة منذ أيام هي قيام أحد الأشخاص بالثأر لأخيه المقتول بقتل اثنين من أهل القاتل ما دفع الأسرة الأخرى إلى قتل اثنين من الأسرة الثائرة.
وأضافت المصادر: إن الأسرتين هاجرتا من القرية التي يقطنان فيها إلى قرى أخرى خوفاً من الانتقام، مشيرة إلى بقاء عدد من الرجال منهما ليتصيد أحدهم الآخر، مؤكدة أن هذه ليست الحالة الأولى بل إن هناك الكثير منها في مناطق الريف.
ولفتت المصادر إلى: أنه لا يوجد قانون يحسم المسألة ويضبط هذه الجرائم في هذه المناطق ما سبب ذلك خوفاً وذعراً عند أهاليها ما دفعهم إلى التزام بيوتهم وعدم مغادرتها خوفاً على أنفسهم.
وبينت المصادر أن انتشار ظاهرة الثأر بين الأهالي شكلت سبباً إضافياً للهجرة لدى سكانها، معتبرة أن ما يحدث يعود إلى منتصف القرن الماضي الذي شهد في ذلك الوقت نوعاً من التحزبات بين الأسر التي أدت إلى انتشار جرائم القتل بينها والثأر من بعضها البعض.
ولفتت المصادر إلى أن معدل جرائم القتل في تلك المناطق ارتفع بشكل كبير لغياب القوانين الضابطة للمجتمع، مشيرة إلى أن القوي هو الحاكم بقوة سلاحه وأن هناك الكثير من القتلة ارتكبوا جرائم قتل على ضعفاء وهم أحرار وكأنهم لم يرتكبوا هذه الجرائم إطلاقاً.
وأكدت المصادر أن غياب الدولة عن تلك المناطق سبب ضرراً كبيراً للكثير من الأهالي باعتبارها كانت الحامي للمجتمع، مشيرة إلى أنه ما قبل الأزمة إذا ارتكب أحد المواطنين في هذه المناطق جريمة قتل تتدخل الجهات المختصة وتمنع حدوث أي فوضى أو عمليات ثأر، مضيفة: إنه حالياً ارتفعت نسبة حالات الثأر بشكل كبير نتيجة منع الدولة وقوع مثل هذه الحالات.
ولفتت المصادر إلى أن حالات الثأر شملت أحياناً الأشخاص الذين يقربون الأسرة القاتلة قربة بعيدة وأحياناً شملت الأطفال الصغار الذين لم تتجاوز أعمارهم 15 سنة كما حدث منذ أيام حينما ثأرت أسرة من أسرة أخرى بقتل طفل لم يتجاوز عمره 15 سنة بعد تعذيبه ورمي جثته خلف منزل أهله.
وأضافت المصادر: إن حالات الثأر لم تقتصر على قتل الأطفال بل كان للشيوخ نصيب منها حينما أقدمت أسرة أخرى على قتل رجل طاعن في السن بلغ من العمر 80 عاماً لأنه جد القاتل الذي قتل قريب الأسرة الثائرة، مشيرة إلى أن بعض الأسر تبحث عن أفضل شاب في الأسرة الأخرى لقتله.
وأكدت المصادر أن الأسر المتورطة في جرائم قتل تسعى لتهريب أولادها الشباب إلى خارج سورية وأحياناً إلى الدول الأوروبية لحمايتهم من عمليات الثأر المنتظرة من الأسرة الأخرى.
محمد منار حميجو
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد