عادل محمود :سؤال بوليسي بامتياز
أول انشقاق في «فتح» كان على يد «ابو نضال» الذي اجّر بندقيته بحسب باتريك سيل الى دول ومنظمات وحكومات ومعارضات... ولم يطلق طلقة واحدة على صدر اسرائيلي واحد. باستثناء الرصاصة (التي لم تقتل) السفير الاسرائيلي ارغوب في العام 1982 وكانت رصاصة مأجورة لذريعة الهجوم على لبنان حتى بيروت.
كان انشقاقا يساريا متطرفا انتهى الى يمين كل شيء!!
الانشقاق الثاني في «فتح» كان على يد «ابو خالد العملة» و«أبو موسى» و«قدري» وهو الانشقاق الذي صفى جماعة ياسر عرفات في سوريا ولبنان بعد خروج القوات الفلسطينية نتيجة الحرب في العام 1982.
كان المكلّف برعاية هذا الانشقاق عبد الحليم خدام. وعندما اراد يساريو هذا الاتجاه الشرح والتبشير بأن «فتح» الآن غدت منظمة ثورية... قلنا للسيد قدري ذات مساء: اليوم يحاورك عبد الحليم. وغدا الرقيب علي. انكم لا تتصارعون في «فتح» بل على... «فتح»! وهكذا كان: جاء يوم اصبح ابو خالد العملة مشروع امام جامع... الأمر الذي ادى الى القبض عليه ووضعه بحجز الحرية. ولكن ليس قبل ان تفرّخ منظمته المتفككة, والتي هجرها العديد من مكتشفي زيف برنامجها... أن تفرّخ منظمة «فتح الاسلام». وكلمة «عباس زكي» عن الهبوط الاضطراري في مخيم نهر البارد, قد تكون اشارة الى هؤلاء المطرودين او المنشقين أو المطلوبين!!
ليس لدى الكثيرين المعلومات الاستخبارية الضرورية لمعرفة تفاصيل هوية «فتح الاسلام» بما يؤدي الى وصفها ووضع الاسم الفعلي لمستأجري بنادقها. ولذلك قد يستعجل اللبنانيون الذين يهرعون الى إلصاق التهمة بسوريا او غيرها. وخصوصا ان المنظمة تضم جنسيات عديدة تجعلها اقرب الى فكر «القاعدة» منه الى فكر وتوجه وبرنامج الفلسطينيين. ثم ان هناك الآن متهمين ألقي القبض عليهم بعد تفجيرات الاشرفية وفردان.
وهكذا كان الانشقاق الثاني ايضا يساريا متطرفا انتهى الى يمين كل شيء.
وها هو الانشقاق الثالث الذي, كما يبدو, تخصص في تحريك الرماد اللبناني لاشعال ما تحته من النيران!
في البوليسية السياسية يمكن ربط ما يحدث بقصة المحكمة الدولية, ما دام الربط الاساسي قام على افتراض معرفة المتهم. وهكذا تكون المحكمة الدولية احد شؤون وشجون «فتح الاسلام» ومن وراء «فتح الاسلام». إلا اننا عندئذ نكون قد اغفلنا, بصورة مسبقة, احتمالات اخرى قد تكون مفيدة للاطراف المتصارعة في الساحة اللبنانية, من دون استثناء.
ما الذي يجعل تفجير لبنان, بهذه الطريقة, مصلحة عليا ومحسوبة بدقة ودهاء؟ انه سؤال بوليسي بامتياز. وينبغي ان يدقق به مرة اخرى بوصفه سؤالا بوليسيا!!
المصدر: الكفاح العربي
إضافة تعليق جديد