عقاقير الاكتئاب وأمراض القلب تبشر بعلاج «تصلّب الأعصاب»
أعلنت جامعات بريطانية عن أنها ستجري اختباراً على عقاقير الاكتئاب وأمراض القلب المتداولة في الأسواق، بهدف إيجاد علاجات لمرض «التهاب الأعصاب» المعروف باسم «التصلب المتعدد» وذلك من بين الأدوية الموجودة حالياً.
ولا يوجد حالياً أي علاج للمرحلة الثانوية المتقدمة من هذا المرض الذي يصيب الشخص بحالة شديدة من التعب والإرهاق، بينما يأمل الأطباء أن تكون الأدوية اللازمة لعلاج هذا المرض موجودة بالفعل، لكن لم تُختبر من قبل على «التصلب المتعدد».
وسيشارك أكثر من 400 شخص في هذه التجربة في جامعة لندن وجامعة أدنبرة، من أجل إيجاد حل لهذا المرض الذي يؤثر في المراحل المتقدمة منه على المشي والتوازن والكلام والرؤية.
وتوجد علاجات للمراحل المبكرة من مرض «التصلب العصبي المتعدد» لمنع تكرار الانتكاسات أو الحد من شدتها، لكن لا توجد عقاقير لعلاج المراحل المتقدّمة منه، وستعمل هذه «التجربة الذكية» على اختبار سلامة وفعالية ثلاثة عقاقير تستخدم في حالات أخرى، مثل «أميلوريد» (مرخص لعلاج أمراض القلب)، و «فلوكستين» (يستخدم في حالات الاكتئاب)، و «ريلوزول» (يستخدم لعلاج الأمراض العصبية الحركية).
وجرى تحديد هذه العقاقير عقب مراجعة بحث نشر سابقاً حول العقاقير التي قد تعمل على حماية الأعصاب من التلف، حيث يعتقد باحثون أنها يمكن أن تبطئ تطوّر مرض «التصلب العصبي»، في وقت ستكون هذه التجربة هي الأولى من نوعها، من حيث إجراء الاختبار على مثل هذا العدد الكبير من المرضى.
وقال طبيب الأعصاب الاستشاري جيريمي تشاتاواي، وهو الباحث الرئيسي في التجربة بجامعة لندن، إن هناك «حاجة ماسة لم تلبّ حتى الآن»، في هذا المجال، قائلاً: «ربما نكون قد طوّرنا بالفعل الأدوية التي نحتاج إليها لعلاج التصلب العصبي المتعدد، فقد توصل الأطباء للأسبرين كمسكن للألم، لكنه يستخدم الآن لعلاج مرضى السكتة الدماغية، وقد نكون قد اخترعنا الأدوية التي نحتاج إليها ونحن لا نعرف أنها تعمل في حالات مختلفة عن تلك الحالات التي اخترعت من أجلها في الأساس».
وأكد تشاتاواي أنّ من بين مزايا استخدام هذه الأدوية في العلاج أنها رخيصة للغاية، وأضاف: «علاوة على أننا نعرف الكثير عنها لأنها اختبرت على ملايين البشر في جميع أنحاء العالم لعلاج الأمراض التي اختُرعت من أجلها»، مشيراً إلى أن الأمر سيكون «أكثر بكثير من مجرد بداية اختبار عقار جديد تماماً، إذ أننا نستخدم عقاقير موجودة بالفعل ونعمل على إعادة توظيفها».
بدوره لفت طبيب الأعصاب في جامعة أدنبرة سيدهارثان تشاندران، إلى أن «هذه دراسة تاريخية لا تسعى فقط لاختبار ثلاثة عقاقير محتملة، لكنها أيضاً تقدم نهجاً جديداً للتجارب السريرية للحالات المتقدّمة من الأمراض العصبية».
وتهدف التجربة، التي تجري على مرحلتين، إلى التأكّد من أن الأدوية آمنة وفعّالة بصورة كافية قبل اختبارها على عدد أكبر من الناس، وهي يمكن أن تؤدي في حال نجاحها، إلى التوصّل لطرق جديدة لاستخدام الأدوية الموجودة بالفعل لتعديل طريقة تطوّر الأمراض.
(« بي بي سي»)
إضافة تعليق جديد