غلاء الأسعار أصبح مؤشراً مقلقاً والممارسات الرسمية ما تزال غائبة
تذبذب وارتفاعات جنونية لأسعار بعض السلع الغذائية في أسواق دمشق وريفها وأصبح غلاء الأسعار المتوالي بين الحين والآخر سمة وواقعاً ولاتكاد تخلو سلعة أو خدمة في السوق إلا وارتفع سعرها أضعافاً مضاعفة عما هو معتاد أو منطقي وحتى الأولويات الأساسية لم تنج هي الأخرى من هذا الجنون في الأسعار ويعد ذلك مؤشراً مقلقاً إذا لم يتم إيجاد آلية معينة تخفف من حدة الارتفاعات المتوالية التي شملت كل المجالات ولم تقتصر فقط على الغذاء ولكن يتم تسليط الضوء على المواد الغذائية لأهميتها اليومية في حياة المواطن وعلى الرغم من أهمية الموضوع ما زالت الممارسات الرسمية غائبة وبات المواطن يدفع فاتورة باهظة لم يعد قادراً على تحملها.
في الوقت الذي تحمل الجهات الرقابية والمعنية تأرجح معدل ارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية وغير الغذائية إلى نوع المادة وتغير سعر الصرف وتكاليف النقل وأجور اليد العاملة وإمكانية وصول المادة لمختلف المناطق.
ورأى مختص في مادة الرياضيات في المعاهد المتوسطة الذي فضل عدم ذكر اسمه أن السبب الرئيس لارتفاع الأسعار إلى وجود حالات من الاحتكار يرتكبها بعض التجار بغية الاستفادة من الأسعار الزائدة في ظل الطلب المرتفع دائماً للمواد الغذائية إضافة إلى الظروف الأمنية التي تشهدها العاصمة وريفها مبيناً أن التكاليف الباهظة لوسائل النقل تكبد باع نصف الجملة تكاليف إضافية الأمر الذي يجعل البائع يستغل هذا الأمر ويرفع الأسعار وغير ذلك من دفع كمسيون للتاجر التي قد تصل إلى 10% من قيمة السلعة المباعة مضيفاً: إن كلفة الإنتاج ارتفعت بشكل الملحوظ وانخفاض كمية الإنتاج بنسبة تتجاوز الثلث.
حافظت أسعار الخضار والفواكه على وضعها منذ نحو عشرة أيام باستثناء الليمون والبرتقال والجزر والحشائش التي ارتفعت أسعارها نوعاً ما بسبب الأمطار الأخيرة وموجة الصقيع التي أثرت فيها خلال الفترة الماضية وهذه الزيادة تتراوح بين 35 إلى 65% مقارنة مع الفترة نفسها من الأعوام السابقة وهي تنسحب على المواد والسلع الاستهلاكية كافة وغيرها وسجل الباذنجان سعر خيالي في الأسبوع الحالي إلى 175 ليرة والكوسا والباميا حافظت على سعرها للأسبوع الثاني على التوالي.
كما ارتفعت أسعار الفروج وأجزائه حيث سجل كيلو سودة الفروج في الأيام القليلة القادمة سعر جديد بعد أن وصل إلى 650 ليرة على حين كان يباع خلال الأشهر الماضية 450 ليرة لكيلو فالمضحك المبكي أن سعر نشرة الأسعار للكيلو الحي من الفروج 280 ليرة ويضاف أجرة 10 ليرات على تنظيفه ثم يجب أن يباع بسعر 320 ليرة أما مشهد البيع في أسواق دمشق فهو غير ذلك تماماً حيث يباع الكيلو من الفروج المنظف بسعر يتراوح بين 424 إلى 450 ليرة في أغلب المحال كما سجل صحن البيض للأسبوع الثاني على التوالي عند سعر 750 ليرة ومن المتوقع أن يرتفع خلال الأيام القليلة القادمة باعتبار أن السبب في الارتفاعات السابقة هي الأسباب نفسها التي تساهم في ارتفاع الفروج والبيض وهي خروج بعض المداجن عن الخدمة في الوقت الذي حافظ سعر اللحوم عند أسعارها المرتفعة ويعول بعض مربي الدواجن العاملة في الأسواق أن بيض المائدة ارتفع ليسجل زيادة بمقدار 75 ليرة ويباع بسعر750 ليرة بشكل وسطي.
من جهة أخرى بقيت أسعار البن والشاي والمتة من دون تغير يذكر حيث يباع البن بسعر 800 ليرة مع هيل للنوع الأول والشاي السيلاني الخشن بسعر 1300 ليرة وعلبة المتة بسعر 225 ليرة ونيدو الأطفال بسعر 800 ليرة 400 غ.
أسعد المقداد
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد